الأربعاء   
   10 09 2025   
   17 ربيع الأول 1447   
   بيروت 16:26

نهاية عصر “كلمة المرور” يقترب

على الرغم من تكاثر البدائل عن كلمات المرور من بصمات اليد ومفاتيح الدخول وتقنية التعرف إلى الوجه، ، والإعلان مراراً عن نهاية هذه الطريقة التقليدية في الاتصال الإلكتروني، فإن التخلي عنها يصطدم بعادات عامة الناس.

كشف اثنان من مسؤولي شركة “مايكروسوفت” العملاقة في تدوينة إلكترونية في ديسمبر (كانون الأول) عام 2024 أن “عصر كلمات المرور شارف على الانتهاء”.

وتستعد الشركة الأميركية لهذا السيناريو منذ سنوات عدة، مبرزة وجود تحول نحو حلول “أكثر أماناً”.

ومنذ مايو (أيار) الماضي، باتت حسابات المستخدمين الجدد توفر تلقائياً تسجيلات دخول بواسطة بدائل أكثر تطوراً من كلمات المرور.

كل هذه الثغرات

في فرنسا، عزز موقع الإدارة الضريبية الإلكتروني خلال الآونة الأخيرة سياسته المتعلقة بأمن تكنولوجيا المعلومات، إذ ألزم المستخدمين تأكيد تسجيل دخولهم باستخدام رمز يتلقونه عبر البريد الإلكتروني، يضاف إلى كلمة المرور الخاصة بهم.

وقال خبير الأمن السيبراني في شركة “إسيت” Eset بنوا غرونيموالد لوكالة الصحافة الفرنسية “غالباً ما تكون كلمات المرور ضعيفة ومعاد استخدامها. ويمكن خلال دقائق أو حتى ثوانٍ الكشف عن كلمات المرور التي تقل عن ثمانية أحرف، من خلال اللجوء إلى وسائل احتيال”.

وهي أيضاً عرضة بصورة متكررة لعمليات تسريب البيانات، عندما يخزنها بصورة سيئة أولئك الذين يفترض أنهم يحمونها ويحافظون عليها، بحسب غرونيموالد.

ويظهر حجم ظاهرة القرصنة مثلاً في قاعدة بيانات ضخمة تحوي نحو 16 مليار اسم مستخدم وكلمة مرور، مأخوذة من ملفات مخترقة، اكتشفها باحثون من منصة “سايبر نيوز” الإعلامية في يونيو (حزيران) الماضي.

وشكلت كل هذه الثغرات دافعاً لتحرك منسق يشارك فيه عدد من شركات التكنولوجيا العملاقة.

أكثر من السابق

يعمل تحالف “فيدو” FIDOوهو تحالف الهوية السريعة عبر الإنترنت Fast Identity Online Alliance الذي يضم “غوغل” و”مايكروسوفت” و”أبل” و”أمازون” وفي الآونة الأخيرة “تيك توك”، على إنشاء وتشجيع اعتماد تسجيلات دخول من دون كلمة مرور، ويدعو إلى استخدام مفاتيح وصول.

وتستخدم هذه المعرفات الرقمية جهازاً مستقلاً كهاتف مثلاً لإعطاء الإذن بعمليات تسجيل الدخول بواسطة رقم التعريف الشخصي (PIN) أو تسجيل الدخول البيومتري (بصمة الإصبع، أو التعرف إلى الوجه)، بدلاً من كلمة مرور.

وشرح صاحب موقع Haveibeenpwned (هل تعرضت لفخ؟) تروي هانت أن “استعمال مفاتيح الوصول يجنب المستخدم احتمال إعطاء مفتاحه عن طريق الخطأ إلى موقع ضار.

لكن الخبير الأسترالي لم يرَ في ذلك نهاية كلمة المرور.

وقال تروي هانت “قبل 10 أعوام، كنا نسأل أنفسنا السؤال نفسه، وكان الناس يسألون ’هل ستظل كلمات المرور موجودة بعد 10 سنوات؟‘ والحقيقة الآن هي أن لدينا كلمات مرور أكثر من أي وقت مضى”.

وفي حين تعزز المنصات الرئيسة أمان تسجيل الدخول، لا تزال مواقع عدة تعتمد كلمات مرور بسيطة. وبالنسبة إلى المستخدمين، قد يكون الانتقال صعباً.

نحو مفاتيح الوصول

وتتطلب مفاتيح الوصول، وهي أقل سهولة في الاستخدام، مرحلة تثبيت أولية. وإعادة ضبطها، في حال نسيان رقم التعريف الشخصي (PIN) أو فقدان هاتف مسجل كـ”جهاز موثوق به”، أصعب من مجرد استعادة كلمة المرور.

ولاحظ تروي هانت أن “ميزة كلمات المرور وسبب استمرارنا في استخدامها هي أن الجميع يعرف كيفية استعمالها”.

ورأى بنوا غرونيموالد أن التحول إلى مفاتيح الوصول يتطلب ردود فعل جديدة، وقال “على المرء الاهتمام بأمن هاتفه الذكي وأجهزته الأخرى لأنهما سيكونان الأكثر عرضة للاستهداف”.

المصدر: الاندبندنت