أُجريت يوم السبت 28 حزيران 2025 انتخابات اللجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني لكرة القدم، خلال الجمعية العمومية الثالثة والتسعين التي عُقدت في فندق الموفنبيك في بيروت، بحضور ممثلي خمسين نادياً من مختلف الدرجات، إلى جانب عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية.وقد أسفرت الانتخابات عن فوز اللائحة الوحيدة المتقدمة برئاسة السيد هاشم حيدر بالتزكية، ليُعاد انتخابه لولاية جديدة على رأس الاتحاد، بعد أن نال تأييد 48 نادياً من أصل 50، في خطوة تعكس استمرار الثقة بمسار العمل الإداري والفني الذي قاده خلال السنوات الماضية.استُهلّت أعمال الجمعية بالنشيد الوطني اللبناني، أعقبها الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء، ثم جرت تلاوة أسماء الحاضرين والموافقة بالإجماع على جدول الأعمال. كما شهد الاجتماع اتخاذ قرار بإضافة عضو إلى اللجنة التنفيذية، في تعديل نال اجماع أغلبية الأندية الحاضرة، حيث تم عبر عدد الأعضاء من 12 إلى 13 عضوًا، في خطوة تُعدّ الأولى منذ سنوات، وتهدف إلى تعزيز التمثيل وتوسيع دائرة المشاركة في صنع القرار داخل الاتحاد.يُشار إلى أن انتخابات هذا العام جاءت في ظل انسحاب أربعة مرشحين عشية انعقاد الجمعية العمومية، وهم: ميري نجاريان، جورج حنا، جورج سولاج، وأيمن الشامي، ما مهّد الطريق لفوز اللائحة المتبقية بالتزكية، في إطار تسوية شاملة شملت مختلف الأطراف الفاعلة في اللعبة.وتضم اللجنة التنفيذية الجديدة برئاسة السيد هاشم حيدر كلاً من: بولا فرعون رزق، محمود الربعة، أسعد سبليني، موسى مكي، عصام الصايغ، إميل رستم، سيمون الدويهي، رشيد الخازن، ريمون سمعان، هيثم نحلة، وائل شهيب، ومازن قبيسي.وألقى رئيس الاتحاد هاشم حيدر كلمة رحّب فيها بالحضور، وبممثلي الاتحادين الدولي والآسيوي، موجّهًا شكرًا خاصًا للسيد نبيل بدر على جهوده في الفترة الماضية ودعمه المستمر للعبة. كما عبّر عن امتنانه للاتحادين الدولي والآسيوي، ممثلَين بجاني إنفانتينو والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، على الدعم المستمر الذي أتاح للاتحاد اللبناني تخطي أصعب الظروف، لا سيما الأزمة المالية الحادة وتداعيات انهيار العملة الوطنية.ولفت حيدر إلى أن استمرارية اللعبة لم تكن لتتحقق لولا المشاريع التي نُفذت بدعم خارجي لتأهيل عدد من الملاعب، مؤكدًا مجددًا أن مسؤولية البنى التحتية تقع على عاتق الدولة والبلديات والأندية. وشدد على أن المنتخبات الوطنية لا تزال محرومة من اللعب على أرضها نتيجة غياب ملاعب تفي بالشروط الدولية.وخلال كلمته، استعرض حيدر أبرز ما تحقق خلال الولاية المنصرمة، من تنظيم عشرات البطولات في كافة الدرجات والفئات، إلى تطوير اللوائح الفنية بما يخدم الشفافية ويعزز التنافسية في المسابقات المحلية.وتابع انه على صعيد المنتخبات، أكد رئيس الاتحاد تشكيل 11 منتخبًا للذكور والإناث، مع دمج الشباب بعناصر الخبرة في المنتخب الأول، والسعي لاستقدام لاعبين من أصول لبنانية ينشطون في الخارج، مشيرًا إلى أن النتائج الميدانية لهذا النهج بدأت بالظهور وستتواصل في المرحلة المقبلة.وأضاف "في كرة القدم النسائية، أشار حيدر إلى التطور الملحوظ للمنتخبات، معددًا الإنجازات المحققة، من بينها إحراز منتخب السيدات لقب البطولة الدولية الودية في السعودية (2024)، وتكرار تتويج منتخب الشابات ببطولة غرب آسيا، إضافة إلى حصد منتخب الناشئات اللقب ثلاث مرات آخرها في الدمام هذا العام".واستطرد "أما في ميدان التدريب، فقد نظّم الاتحاد اللبناني مئة دورة تدريبية على مدى أربع سنوات، بمشاركة نحو 2400 مدرب، بإشراف الاتحادين الآسيوي والدولي، وشملت الدورات جميع المستويات من "AFC A" وحتى الدورات المحلية".واكمل "ونتيجة لهذا النشاط المكثّف، نال الاتحاد جائزة المستوى الألماسي من الاتحاد الآسيوي، ونجح في تصنيفه ضمن البرامج القارية المتقدمة، مثل "AFC Grassroots Charter" و"Elite Youth Scheme"، ما يعكس التزامه بمعايير التطوير والاستدامة. اما، في مجال الفئات العمرية، أوضح حيدر أن الاتحاد ينظّم ثماني بطولات سنوية موزعة بحسب الفئة، تمتد كل منها لستة أشهر، ما يوفر أرضية مثالية لبروز المواهب.وأوضح "أما التحكيم، فقد وصفه حيدر بالعمود الفقري للبطولات، موضحًا أن الاتحاد اتخذ سلسلة خطوات نوعية على هذا الصعيد، من بينها التعاقد مع المحاضر الدولي المصري تامر دري، وتعميم تقنية الـVAR على مباريات الدوري منذ الموسم الماضي، والتي بلغت حتى الآن 200 مباراة. كما أعلن عن الانتقال من تقنية VAR Light إلى النظام الكامل بدءًا من الموسم الجديد."وأشار حيدر إلى ارتفاع عدد الحكام اللبنانيين بنسبة 25%، وتراجع الأخطاء التحكيمية المؤثرة بشكل ملحوظ، مؤكدًا أن جميع الحكام الدوليين اللبنانيين باتوا ضمن النخبة الآسيوية، للمرة الأولى في تاريخ الكرة اللبنانية.واستعرض كذلك إنجازات الحكام اللبنانيين في الخارج، من ضمنها مشاركة الحكم أحمد علاء الدين في دوري أبطال آسيا، وتخرّج الحكمين وائل حيدر وحنين مرعي من أكاديمية الاتحاد الآسيوي، إضافة إلى ترشيح المحاضرين محمد رمال وعلي رضا في دورات متقدمة نظّمها الاتحاد الدولي.ولفت إلى أن الاتحاد بصدد اعتماد النظام الإداري المعتمد في الاتحاد السعودي MYSAFF اعتبارًا من موسم 2025-2026، والعمل على زيادة عدد الحكمات الدوليات، لا سيما اعتماد حنين مرعي في القائمة الدولية.وفي ختام كلمته، توجّه حيدر بالشكر إلى أعضاء اللجنة التنفيذية المنتهية ولايتهم على ما قدموه من جهود تطوعية في خدمة اللعبة، متمنيًا التوفيق للجنة الجديدة، ومؤكدًا أن المسؤولية في الاتحاد "تكليف لا تشريف".