الأربعاء   
   23 07 2025   
   27 محرم 1447   
   بيروت 22:42

الشيخ الخطيب : لبنان في خطر وجودي فإما أن تبقى الدولة أو لا تبقى



رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب “أن لبنان اليوم في مرحلة خطر وجودي ،وهو قابل للاشتعال اذا لم يتدارك اصحاب العقل والادراك ما يجري، وإلا فلن ينجو احد من ذلك”. ودعا اللبنانيين لأن يدركوا انهم في سفينة واحدة ،فإما ان يغرقوا جميعا واما ان ينجوا جميعا،وأننا اليوم في مرحلة دقيقة ،فإما ان تبقى دولة او لا تبقى”.
وقال: إن “ما حصل ويحصل في سوريا يجب أن يكون جرس إنذار لنا جميعا لبناء دولة حقيقية عادلة تحمي شعبها وأبناءها”.

وكان العلامة الخطيب يتحدث قبل ظهر اليوم أمام لقاء نخبوي لفاعليات قضائية وعسكرية وعلمية واجتماعية من مختلف الطوائف اللبنانية في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في الحازمية، جرى التداول خلاله في الشؤون الراهنة وآفاق المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة .

كلمة الخطيب
وبعد أن قدم الرئيس القاضي حسن الحاج للقاء تحدث العلامة الخطيب فرحب بالحضور “في هذا الصرح الوطني الذي لا يعبر فقط عن الطائفة الشيعية ،لكنه يحمل منذ تأسيسه الهم الوطني وهمّ بناء دولة تعبر عن هموم كل اللبنانيين،ليكون لبنان نموذجا عالميا لتفاهم الاديان في ما بينها”.

أضاف: “المفترض ان الأديان والطوائف هي التي تقرّب الناس من بعضها البعض، فلا يكون دورها عكسيا . مهمتها أن تقرّب بين الناس باعتبار ان الناس سواسية كأسنان المشط كما قال النبي محمد (ص) ،او كما قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب : “الناس صنفان.. إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”.. فليس منا من يدعو الى عصبية ،وهذا لسان كل الانبياء. العصبية هي التي تسيطر على حياة الناس وافكارهم وتوجهاتهم للأسف. والمشكلة هي في هذه العصبية التي يُنشئها اصحاب مصالح”.

وقال: “نحن في لبنان اجمل صورة في هذا العالم،صورة مكوّنة من تنوعات عدة. ولكن بدل ان تتحول الى قيم ونماذج ،فإنها تتحول الى خصومات ليست في صالح البلد ،بل لصالح قوى كبرى في العالم ،وبالتالي لا يستفيد من ذلك اي من المكوّنات اللبنانية. بالتجربة نحن نخسر جميعا. اليس جديرا بنا بعد كل ما مررنا به ان نعيد حساباتنا؟..لبنان اليوم في مرحلة خطر وجودي . ولكن هل نستطيع ان نكون جزيرة معزولة عن محيطنا؟.. الإسرائيلي الذي احتل فلسطين وطرد شعبها هو كيان غير طبيعي في هذه المنطقة. وما يفعله في منطقتنا يدمر الجميع. الإسرائيلي لا يريد لهذه المنطقة ان تستقر ،بل يريد تفتيتها لتكون نهبا لأطماعه”.

أضاف: “بعد الذي حصل ويحصل في سوريا ،لا يمكن للبنان ان يكون بمنأى عما جرى. لبنان قابل للاشتعال اذا لم يتدارك اصحاب العقل والادراك ما يجري،وإلا فلن ينجو احد من ذلك. الاميركي لن يحمي احدا ،وفي التاريخ عِبَر كثيرة تؤكد ذلك. والمشروع ليس مقتصرا على لبنان ،بل يشمل كل المنطقة. ولذلك على اللبنانيين ان يُدركوا انهم في سفينة واحدة ،فإما ان يغرقوا جميعا واما ان ينجوا جميعا. نحن اليوم في مرحلة دقيقة ،فإما ان تبقى دولة او لا تبقى. وما يطرحه الاميركي في بلدنا لا يطمئن. فهو الذي صاغ التفاهمات ونراه اليوم يتنصل منها. واعتقد ان ما حصل في سوريا من مجازر ،يجب ان يكون كافيا لكي نفهم ماذا يُعدّ لنا .هذا انذار لنا جميعا لكي نوحد كلمتنا لإنتاج دولة حقيقية عادلة تحمي شعبها. ولا بد من التنويه هنا بمواقف فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب في التعاطي مع المرحلة الراهنة”.

نقاش ومداخلات
بعد ذلك جرت مداخلات عدة للمشاركين نوهت بالمواقف الوطنية الجامعة والوحدوية للعلامة الخطيب ،وتقاطعت عند الأخطار التي يواجهها لبنان،والتأكيد ان العصبية تدمر اصحابها قبل ان تدمر الآخرين ،والإشارة إلى الأدبيات الصهيونية التي تسعى إلى تفتيت الدول والمنطقة.وكان اتفاق على أن الوضع صعب وأن المرحلة خطيرة ويجب التنبه والحذر مما يحاك للبنان والمنطقة.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام