الأحد   
   21 07 2025   
   24 محرم 1447   
   بيروت 00:43

مقدمة نشرة الأخبار الرئيسية في قناة المنار ليوم الأحد 20-7-2025

صفّاراتُ الجوعِ دَوَّت في كلِّ أنحاءِ قطاعِ غزةَ اليومَ، فلم يَهدأْ ما تبقَّى من سياراتِ اسعافٍ عن نقلِ شهداءَ ارتقَوا وهم يبحثونَ عن بقايا طحينٍ أو فُتاتِ خُبزٍ بعدما ارتكبَ الاحتلالُ اليومَ واحدةً من كبرى المجازرِ بحقِّ طالبي المساعدات، امّا مَن وصلوا اَحياءً الى المستشفيات ، فمُغْمًى عليهم ، وخائري القوى بسببِ سوءِ التغذية.

فالمجاعةُ – المجزرةُ الصامتة – وصلت الى مستوياتٍ كارثيةٍ تهددُ حياةَ أكثرَ من مليوني انسانٍ أمامَ أعينِ عالمٍ يتحكمُ بالقرارِ فيه خائرو العقولِ بسببِ النقصِ الحادِّ في المشاعرِ والاحاسيسِ الانسانية. فعندما يأمرُ الاميركيُ، تتقطعُ سبلُ الحياةِ أمامَ فلسطينيِّي قطاعِ غزة، وتُرتكبُ أفظعُ المجازرِ في التاريخِ الحديث، وعندما يأمرُ الاميركيُّ بالتصريحِ أو التلميح، تُفتحُ الحدودُ والجبهات ، وتُنتهكُ الحُرُمات ، وتُرتكبُ أبشعُ المجازرِ بينَ أبناءِ البلدِ الواحد، فالكلُّ يَتحوّلُ عن علمٍ أو جهلٍ الى وقودٍ في النارِ المشتعلةِ التي لا شكَ أنها لا تخدمُ الا الاسرائيليَّ والاميركيّ.

فمن السذاجةِ الاعتقادُ بأنَّ السفاحَ نتانياهو يمكنُ أن يكونَ مُخلِّصاً لاحدٍ او أن يعملَ لمصلحةِ احدٍ من السوريين، ومن الجهلِ الاعتقادُ أنَّ تقطيعَ الرؤوسِ واستباحةَ الاعراضِ تَبني وطناً او تُثبِّتُ حكماً او تُقرِّبُ الى الله.

فأصلحَ الله أمةً لا تَغضَبُ لغزةَ وتُحرِّكُها عصبياتُها، وأصلحَ الله اللبنانيينَ وجمَعَهم على كلمةٍ سواءٍ فيها مصلحةُ بلدِهم مع وصولِ المبعوثِ الاميركيِّ توم باراك الى بيروتَ هذه المرّةَ ليتسلّمَ الردَّ اللبنانيَّ على ردِّه على الردِّ اللبنانيِّ الأوّلِ على الورقةِ الأميركية.

مصادرُ مطلعةٌ أكدت للمنار إصرارَ لبنانَ على موقفِه لناحيةِ التأكيدِ أنَّ هناكَ اتفاقاً لوقفِ اطلاقِ النار، واسرائيلَ لم تَلتزم به، ولا يمكنُ البَدءُ الا من هذه النقطة، بأن يَلتزمَ العدوُ بالاتفاقِ ويوقفَ الخروقاتِ له، وينسحبَ من الاراضي اللبنانيةِ المحتلّة … وعندَها تكونُ الخطوةُ التاليةُ لبنانية.

باراك يبدأُ لقاءاتِه مع المسؤولين غداً ، والحذرُ واجبٌ تجاهَ ما يَتفوّهُ به الزائرُ الاميركي ، وأنْ نتعظَ من تجربةِ الجارةِ سوريا، وما حلَّ بها نتيجةَ أقوالِ وأفعالِ توم باراك.

المصدر: قناة المنار