الجمعة   
   18 07 2025   
   22 محرم 1447   
   بيروت 22:22

الشيخ قاسم : حاضرون للمواجهة ولا يوجد لدينا استسلام وتسليم

قال الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، في حفل تأبين القائد الجهادي الكبير الحاج علي كركي (أبو الفضل كركي)، إن الشهيد القائد كان أحد المعاونين في المجلس الجهادي للأمين العام، وشخصية بارزة تستحق أن يتعرف الناس على مسيرته ودوره.

وأشار سماحته إلى أن الشهيد علي كركي شارك في التخطيط لعملية الاستشهادي أحمد قصير، بالتعاون مع القائد الشهيد الحاج عماد مغنية.

وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة شكّلت عنصر استقرار للبنان، إذ منعت العدو الإسرائيلي من تنفيذ أي عدوان على مدى 17 عامًا، وأفشلت المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في جنوب لبنان، ليحلّ التحرير مكان الاحتلال.

وأضاف: “خلال 42 عامًا، راكمت المقاومة إنجازات نوعية، أبرزها تحرير لبنان ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها خلال عدوان تموز 2006”.

ولفت إلى أن المقاومة في معركة “أولي البأس” أحبطت محاولة العدو الوصول إلى بيروت، كما حالت دون تقدّم 75 ألف جندي وضابط إسرائيلي على الخط الحدودي في الجنوب.

وشدد على أن جوهر إنجازات المقاومة يتمثل في تحرير الأرض، حماية الوطن، ومنع الكيان من فرض هيمنته على خيارات اللبنانيين ومستقبلهم.

وأوضح سماحته أن حزب الله نفّذ بالكامل اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب الليطاني، وأن الجيش اللبناني انتشر حيث أتيح له ذلك، مضيفًا: “نفّذنا كدولة لبنانية وكحزب الله ومقاومة ما علينا وفق الاتفاق، في حين لم تلتزم إسرائيل بشيء”.

وتابع: “جميع الأطراف الدولية تؤكد أن إسرائيل ارتكبت أكثر من 3800 خرق، بينما يقرّ الجميع بأن حزب الله ولبنان التزما بالاتفاق”.

وانتقد الشيخ قاسم محاولة الولايات المتحدة تمرير اتفاق جديد يبدأ بالمطالبة بنزع سلاح المقاومة مقابل انسحابات جزئية، موضحًا أن المبعوث الأمريكي هوكشتاين كان ضامنًا للاتفاق، لكنه يتنصل منه اليوم بعد ثمانية أشهر، مدّعيًا عدم تقديم أي ضمانات.

وتوقف عند التهديدات المحدقة بلبنان، مشيرًا إلى أن “كل الطوائف في لبنان مهددة، انظروا إلى ما يجري في سوريا وفلسطين، حتى الكنيسة الكاثوليكية في غزة لم تسلم من القصف”.

وأضاف: “ما يجري من ذبح وانتهاكات على يد بعض الجماعات المسلحة في سوريا يوضح حجم الخطر، وإذا صدر القرار، فالهجوم على لبنان من شرقه لا يحتاج إلى وقت طويل”.

وأكد أن “قوة المقاومة لا تقتصر على السلاح، بل تستند إلى الإيمان والثبات، والسلاح مجرد جزء من منظومة قوة الموقف”، مضيفًا: “نحن مستعدون لتحمّل التضحيات، وإذا وقعت خسائر كبيرة، فلدينا الأمل بالتصدي وإقفال الباب أمام العدو وفتح باب جديد للتحرير”.

وأشار إلى أن لبنان يواجه ثلاثة أخطار حقيقية: العدو الإسرائيلي من الجنوب، أدوات داعش من الشرق، والطغيان الأميركي الذي يسعى لفرض وصاية على لبنان، وتعطيل قدرته على الحياة واتخاذ القرار.

واعتبر سماخته أن” صد هذا الخطر هو بقاء قوة المقاومة والتماسك بين الدولة والمقاومة وتعاون كل الأطراف اللبنانيين”.

وقال سماحته: “المسألة ليست نزع السلاح، بل إن هذا السلاح هو العائق الأساسي أمام توسّع العدو، وهو ما أبقى لبنان واقفًا على قدميه”، داعيًا اللبنانيين إلى الصبر على هذا السلاح الذي يوفّر حماية حقيقية، مؤكّدًا: “لنضع أولوية الخطر نصب أعيننا، وبعدها نحن جاهزون لنقاش الاستراتيجية الدفاعية والأمنية الوطنية”.

ودعا الشيخ قاسم إلى عدم تقديم أي خدمة لإسرائيل، موضحًا أن أمريكا، في أي مواجهة، عاجزة عن تحقيق أهدافها. وقال: “لن نتخلى عن إيماننا وقوتنا، نحن حاضرون للمواجهة، ولا استسلام أو تسليم لسلاح المقاومة، ولن تستلمه إسرائيل منا”.

وأضاف: “ندرك أن المواجهة مكلفة، لكن الاستسلام لن يُبقي لنا شيئًا، فلنتعظ من تجارب المنطقة والعالم”، مؤكدًا الاستعداد الكامل لخوض مواجهة دفاعية إذا ما اعتدت إسرائيل.

وختم بالتأكيد على أن “بيئة المقاومة متماسكة، ولا تراهنوا على خلاف شيعي شيعي، فالعلاقة بين حزب الله وحركة أمل تحالف استراتيجي”، مضيفًا: “لا تراهنوا أيضًا على انقسام الرؤساء الثلاثة، فهم يتحلّون بالحكمة ويملكون القدرة على التعاون لإخراج البلد من أزمته بطريقة صحيحة”..

المصدر: موقع المنار