السبت   
   12 07 2025   
   16 محرم 1447   
   بيروت 20:52

العمال الكردستاني يبدأ تسليم سلاحه في السليمانية استجابةً لدعوة أوجلان

بدأ عناصر حزب العمال الكردستاني تسليم أسلحتهم في مدينة السليمانية شمالي العراق، استجابةً لدعوة زعيم الحزب المعتقل في تركيا، عبد الله أوجلان، بإنهاء الكفاح المسلح ضد الدولة التركية والانخراط في مسار سياسي جديد.

وتُظهر مشاهد مصوّرة عدداً من المسلحين الأكراد وهم يسلّمون أسلحتهم في المنطقة، في خطوة تضع حدًّا لأربعة عقود من الصراع الدموي مع أنقرة.

وكان الحزب قد أعلن التزامه بإنهاء العمل المسلح، تجاوبًا مع نداء أوجلان، والدخول في مسار تفاوضي سياسي من شأنه أن يضمن للأكراد في تركيا حقوقهم السياسية والثقافية والاجتماعية.

ورحّبت أنقرة بخطوة حزب العمال الكردستاني، ووصفتها بـ”التاريخية”، معتبرة أنها تمهّد لبداية جديدة نحو “تركيا خالية من الإرهاب”.

في المقابل، طالب الأكراد الحكومة التركية بالإسراع في اتخاذ خطوات جادة لدفع مسار السلام قُدمًا، من خلال إدخال تعديلات دستورية تضمن حقوق الأكراد، وتحديد مصير عشرات الآلاف من عناصر الحزب.

أما مواقف أحزاب المعارضة، فتراوحت بين التحفّظ والرفض، إذ يرى القوميون الأتراك أن الرئيس رجب طيب أردوغان يسعى من خلال هذه المبادرة إلى كسب تأييد الناخبين الأكراد في الانتخابات المقبلة.

من جهته، اعتبر حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة والذي يتعرض لحملات اعتقال طالت المئات من رؤساء البلديات وكبار المسؤولين فيه، أن نجاح المسار السياسي غير ممكن في ظل غياب الديمقراطية واستقلالية القضاء.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تطور مفصلي من شأنه أن يفتح الباب أمام مرحلة سلام داخل تركيا، خصوصاً مع ما تشهده المنطقة من تحوّلات متسارعة، لا سيما في سوريا وقطاع غزة، ما دفع أنقرة إلى إطلاق هذا المسار لوضع حدٍّ لأكبر أزمة داخلية واجهتها على مدى سنوات.

وأكدت مصادر تركية أن لجنة خاصة ستُشكّل قريباً، تضم ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية، بهدف إنجاح هذا المسار، مشددة على أن السلام سيكون في مصلحة جميع مكوّنات الشعب التركي، وستكون له انعكاسات إيجابية على الاستقرار في المنطقة برمّتها.

المصدر: موقع المنار