السبت   
   12 07 2025   
   16 محرم 1447   
   بيروت 20:55

الشرطة الإيرانية تكشف ورشة لتصنيع مسيّرات مرتبطة بالكيان الصهيوني في طهران

أعلنت الشرطة الإيرانية، اليوم، عن العثور على ورشة في العاصمة طهران تُستخدم في تصنيع طائرات مسيّرة انقضاضية مرتبطة بالعدو الصهيوني، مؤكدة أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد الجهات التي تقف وراء هذه الورشة، ولفك خيوط الشبكة المرتبطة بها داخليًا وخارجيًا.

ويأتي هذا الكشف في سياق سلسلة من العمليات الأمنية التي نفذتها الأجهزة المختصة خلال الأيام والأسابيع الماضية، عقب وقف العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وقد شهدت هذه المرحلة تكثيفًا في العمل الأمني أسفر عن ضبط عدد من العملاء والجواسيس المرتبطين بجهاز “الموساد” في مختلف المحافظات الإيرانية، سواء خلال فترة العدوان أو في أعقابه، وذلك استنادًا إلى تعقّب الاتصالات والمعلومات والاعترافات التي بثّ بعضها رسميًا خلال اليومين الماضيين.

وتضمّنت الاعترافات التي أدلى بها بعض الجواسيس تفاصيل دقيقة حول آلية التواصل مع مشغليهم في الخارج، لا سيما في عدد من الدول الأوروبية، وعلى رأسها ألمانيا، حيث تم تجنيدهم واستدراجهم عبر منصات التواصل الاجتماعي. وقدّم المتورطون معلومات عن المبالغ التي تلقوها أو وُعدوا بها، والوسائل التي استُخدمت لإيصال التعليمات والمعدّات.

هذه الاعترافات مثّلت ضربة قاصمة لتلك الشبكات، وأسهمت في تفكيك بنيتها المتشعبة، وسرّعت من وتيرة الانهيار في صفوفها. وقد تمكّنت الأجهزة الأمنية من رسم خريطة شاملة لكيفية عمل هذه الشبكات، سواء على المستوى التقني أو اللوجستي، وتحديد مسارات تهريب التجهيزات المرتبطة بصناعة المسيّرات، والجهات المتعاونة معها داخل البلاد وخارجها.

وأظهرت التحقيقات أن العديد من عمليات التهريب كانت تتم عبر الحدود الجبلية، باستخدام ما يُعرف محليًا بـ”الكوليبَر” (الحمّالون الجبليون)، الذين يقومون بنقل البضائع على ظهورهم، وغالبًا دون علم مسبق بطبيعة ما ينقلونه.

ووفقًا لما أفاد به أحد المسؤولين الميدانيين في الأجهزة الأمنية، فإن بعض هؤلاء اعتقدوا أنهم يهرّبون أجهزة إلكترونية كالتلفزيونات، بينما كانت في الحقيقة أسلحة ومتفجرات وأدوات تُستخدم في تصنيع المسيّرات.

وقد تمكّنت القوى الأمنية من رصد وتفكيك هذه الورش التي تم تجميعها داخل البلاد من قطع وأدوات مهرّبة، كما استطاعت تحديد مسارات دخول هذه المواد، وهو ما يعكس ارتفاعًا لافتًا في كفاءة الأجهزة الأمنية الإيرانية، وقدرتها على التعامل مع التحديات الاستخبارية والإرهابية.

وأكدت مصادر مطلعة أن النجاحات الأمنية الأخيرة جاءت نتيجة تراكم جهود استخبارية متواصلة منذ ما قبل العدوان، حين أُعلن عن إحباط عدد من مخططات الموساد وشبكات تابعة لجماعات تكفيرية.

كما شددت على أن أحد أبرز مفاتيح هذا النجاح كان التعاون الوثيق بين الشعب الإيراني والأجهزة الأمنية، حيث أسهم المواطنون في التبليغ عن التحركات المشبوهة، ما مكّن من إحباط العديد من المحاولات التخريبية.

وفي مرحلة ما بعد الحرب، أُعيد تنظيم هذا التعاون الشعبي من خلال توجيهات ولجان متابعة وتوعية، هدفت إلى تعزيز يقظة المجتمع الإيراني وقدرته على دعم الأجهزة الأمنية في مواجهة التهديدات.

المصدر: موقع المنار