تتواصل الاعتداءات الصهيونية على الأراضي اللبنانية، في استمرار واضح لسلسلة العدوان المفتوحة منذ إعلان وقف إطلاق النار، دون أن يمر يوم واحد في المنطقة الحدودية أو في الجنوب اللبناني عمومًا، من دون تسجيل خروقات أو اعتداءات تطال القرى الحدودية أو عمق الجنوب.
وكان آخر هذه الاعتداءات صباح اليوم السبت، حيث استهدفت طائرة مسيّرة صهيونية مسلّحة منزلًا في منطقة “مطل الجبل” بمدينة الخيام. وفي بادئ الأمر، أشارت المعلومات إلى أن المنزل غير مأهول، لكن تبيّن لاحقًا أن أحد المواطنين كان متواجدًا داخله، وقد استشهد نتيجة الغارة الجوية.
وفي وقت متأخر من ليل أمس وحتى ساعات الفجر، شهدت المنطقة الحدودية اعتداءات صهيونية متتالية، لا سيما بلدة عيتا الشعب التي تعرّضت لقصف مدفعي عنيف طال منطقة “الحدب”، حيث سُجل سقوط نحو ست قذائف خلال ساعات الليل حتى منتصفه. كما دوّى انفجار في حي “شواط” لم تُعرف طبيعته بعد، وسط حالة من الترقّب والتوتر.
وكان العدو الصهيوني قد استهدف أيضًا، أمس الجمعة، آلية من نوع “بيك أب” في بلدة كفركلا، بواسطة طائرات مسيّرة هجومية. ويأتي ذلك في سياق تصعيد مستمر يشمل خروقات يومية للمجال الجوي اللبناني، عبر طائرات حربية وأخرى مسيّرة.
وخلال الأيام العشرة الأخيرة، سُجل ارتفاع ملحوظ في وتيرة هذه الخروقات، مع تحليق يومي مكثف للطائرات المسيّرة على ارتفاعات منخفضة في أجواء المنطقة الحدودية. وحتى في الفترات التي تغيب فيها أصوات المسيّرات، تواصل الطائرات تحليقها على ارتفاعات شاهقة، يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة دون أن يُسمع صوتها.
وفي تطور لافت شهدته ساعات الغروب من يوم أمس، اجتاز قطيع من الأبقار الحدود بين الأراضي الفلسطينية المحتلة والأراضي اللبنانية، ودخل إلى بلدتي عيتا الشعب والقوزح. وأفادت مصادر ميدانية أن جيش الاحتلال أجرى اتصالات مع قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) في محاولة لاستعادة القطيع.
إلا أنه، حتى لحظة إعداد هذا الخبر، لا تزال الأبقار التي اجتازت الحدود مجهولة المصير، إذ رُصدت وهي تسير في مناطق قريبة من الخط الحدودي، وبعضها سلك طرقات عامة، فيما حاول عدد من الأهالي السيطرة عليها وسحبها من المنطقة.
المصدر: موقع المنار