الأربعاء   
   31 12 2025   
   10 رجب 1447   
   بيروت 21:24

الصين تعلن انتهاء مناوراتها العسكرية حول تايوان وتحذّر من «الانفصال» وسط إدانات دولية

أعلنت الصين، الأربعاء، أنها «أنهت بنجاح» مناوراتها العسكرية الواسعة التي نُفّذت حول تايوان، وتضمّنت تدريبات بالذخيرة الحيّة لمحاكاة فرض حصار على موانئ رئيسية وتنفيذ هجمات على أهداف بحرية، في تصعيد أثار موجة واسعة من الإدانات الإقليمية والدولية.

وقال الناطق باسم قيادة المنطقة الشرقية في جيش التحرير الشعبي، النقيب لي شي، في بيان، إن «قيادة المنطقة الشرقية لجيش التحرير الشعبي أنجزت بنجاح التدريبات التي أُطلق عليها اسم مهمة العدالة 2025». وأضاف أن القوات ستواصل تدريباتها «لإحباط محاولات الانفصاليين المطالبين باستقلال تايوان والتدخلات الخارجية بشكل حازم».

وكانت الصين قد أطلقت، الاثنين والثلاثاء، صواريخ ونشرت عشرات الطائرات المقاتلة والسفن الحربية وسفن خفر السواحل حول الجزيرة، في إطار مناورات عسكرية مكثفة. وفي المقابل، دانت تايبيه هذه المناورات التي استمرت يومين، ووصفتها بأنها «استفزاز سافر للأمن الإقليمي والنظام الدولي».

وتعتبر بكين تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، ولم تستبعد اللجوء إلى القوة لضمّها إذا لزم الأمر. وفي هذا السياق، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، الأربعاء، أن إعادة توحيد البلاد «أمر لا مفرّ منه». ونقلت وكالة أنباء «شينخوا» الرسمية عنه قوله، في خطاب بمناسبة رأس السنة الجديدة 2026 في بكين، إن «إعادة توحيد وطننا، التي تلوح في الأفق، أمر لا يمكن إيقافه».

ميدانيًا، قال مساعد المدير العام لخفر السواحل التايواني هسي شينغ شين، لوكالة فرانس برس، إن «السفن الحربية وسفن خفر السواحل بصدد الانسحاب، لكن بعضها لا يزال خارج خط الـ24 ميلًا بحريًا»، مضيفًا أن «من المفترض أن تكون المناورات انتهت». وأوضح أن خفر السواحل التايواني أبقى على انتشار 11 سفينة في البحر، نظرًا إلى أن سفن خفر السواحل الصينية «لم تغادر المنطقة بصورة كاملة حتى الآن»، مؤكدًا «لا يمكننا خفض تأهّبنا».

وأشارت وزارة الدفاع التايوانية، في بيان لاحق، إلى أنها بصدد إدخال تعديلات على خططها، بما يضمن امتلاك «آلية استجابة ملائمة» للتطورات الميدانية.

وأثارت المناورات الصينية قرب تايوان موجة إدانات واسعة. فقد حذّرت طوكيو، الأربعاء، من أن هذه التدريبات «تصعّد التوتر» في المنطقة، فيما نددت وزارة الخارجية الأسترالية بالمناورات العسكرية الصينية «المزعزعة للاستقرار»، وأعربت الفيليبين عن «قلق كبير». كما عبّرت وزارة الدفاع الفيليبينية عن «قلقها الشديد»، معتبرة أن هذه المناورات تهدد بـ«تقويض السلام والاستقرار في المنطقة».

كذلك، أعرب كل من الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا عن قلقهم إزاء التطورات، مؤكدين تمسّكهم بـ«الاستقرار» الدولي.

في المقابل، نددت بكين بالدول التي انتقدت مناوراتها العسكرية، ووصفت مواقفها بأنها «غير مسؤولة». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، إن «هذه الدول والمؤسسات تغضّ الطرف عن القوى الانفصالية في تايوان التي تسعى لتحقيق الاستقلال بوسائل عسكرية».

من جهته، حذّر الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، الجمعة، من أن المناورات العسكرية الصينية «ليست حادثة معزولة»، وتشكل «مخاطر جسيمة» على المنطقة. وقال، خلال احتفال مع أفراد من القوات المسلحة في تايبيه، إن «تصاعد النفوذ السلطوي للصين وإجراءاتها القسرية يشكّل خطرًا كبيرًا على الاستقرار الإقليمي، وله تداعيات على النقل البحري والتجارة والسلام».

وأكدت قيادة المسرح الشرقي للجيش الصيني، في بيان، أن المناورات التي أُجريت في المياه شمال تايوان وجنوبها أتاحت «اختبار قدرات التنسيق الجوي والبحري وقدرات الحصار والسيطرة المتكاملة». غير أن هسيه جيه شنغ، وهو مسؤول استخباراتي رفيع في وزارة الدفاع التايوانية، اعتبر المناورات «فاشلة»، وقال للصحافيين إن «الحديث عن نية فرض حصار لم يتحقق فعليًا»، مؤكدًا أن خفر السواحل التايواني «أثبت أن هذا الحصار لم يحدث».

وتأتي هذه المناورات العسكرية في أعقاب صفقة بيع أسلحة أميركية جديدة لتايبيه أُعلن عنها في منتصف كانون الأول/ديسمبر، وهي الثانية منذ عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة، بقيمة إجمالية بلغت 11.1 مليار دولار.

المصدر: أ.ف.ب.