الثلاثاء   
   30 12 2025   
   9 رجب 1447   
   بيروت 12:44

الشيخ قاسم: العلامة مصباح اليزدي جسّد الولاء للولاية والمقاومة كأولوية لمواجهة المشروع الأميركي-الإسرائيلي

أشاد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الثلاثاء، بإرث العلامة الراحل الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي، مؤكداً أن فكره مثّل نموذجاً لـ«الفكر الأصيل» الذي أسهم في تثبيت أسس الثورة الإسلامية ومواجهة التحديات الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي.

وجاء ذلك في كلمة مصوّرة ألقاها الشيخ قاسم خلال المؤتمر الدولي «أستاذ الفكر»، المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران إحياءً للذكرى السنوية الخامسة لرحيل مصباح اليزدي، وبمناسبة يوم العلوم الإنسانية، حيث شكر القائمين على المؤتمر لإتاحة الفرصة «للعيش مع فكر سماحته وسلوكه ونهجه وما أراد أن يثبته عبر مسيرة طويلة من العمل الثقافي والجهادي والاجتماعي والسياسي في الجمهورية الإسلامية، وانعكاساته على مستوى العالم الإسلامي».

وتناول الشيخ قاسم في كلمته نقاط رئيسية مرتبطة بالراحل، مشدداً على أن مصباح اليزدي كان «صاحب فكر أصيل»، تبلور في مرحلة قاد فيها الإمام الخميني «انقلاباً حقيقياً وثورة عظيمة في المفاهيم والأفكار»، وأعاد «الإسلام المحمدي الأصيل» إلى ساحة إقامة الدولة والجمهورية ومواجهة التحديات المادية والفكرية، تحت شعار «لا شرقية ولا غربية.. جمهورية إسلامية».

وأشار الشيخ قاسم إلى أن الشيخ اليزدي عمل على ترسيخ هذا الفكر عبر مؤسسات علمية وبحثية، من بينها «مؤسسة في طريق الحق» و«مؤسسة باقر العلوم»، وترؤسه مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي في قم المقدسة بتكليف من قائد الثورة الإيرانية السيد علي الخامنئي، لافتاً إلى موقفه الواضح من التعارض الجوهري بين الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية، مع الدعوة إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة من دون الذوبان الفكري أو الارتهان للمفاهيم الغربية.

ونقل الشيخ قاسم عن الامام الخامنئي قوله إن «أحد أعظم إنجازات المرحوم مصباح اليزدي هو مشروع الولاية»، معتبراً أن هذا المشروع، إلى جانب تأسيس مركز أبحاث الإمام الخميني ومؤلفاته العلمية والأخلاقية والروحية، شكّل رصيداً فكرياً مؤثراً ما زال حاضراً وفاعلاً في العالم الإسلامي.

ووصف الشيخ قاسم، الشيخ اليزدي بأنه «سياسي ثوري» لم يقتصر حضوره على مرحلة انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، بل كان منذ عام 1963 في صفوف أنصار الإمام الخميني وتلامذته، وشارك في نشاطات سياسية معارضة للنظام البهلوي، من بينها الكتابة في مجلات طلابية ذات طابع ثوري، والانخراط في مجموعات سرية من علماء الحوزة لتعزيز مسار النضال.

واوضح أن الشيخ اليزدي واصل دوره السياسي بعد انتصار الثورة، منخرطاً في مواجهة الانحرافات والتيارات المخالفة، ومعبّراً عن النموذج السياسي الذي ينبغي أن يسود في الجمهورية الإسلامية والعالم، والقائم على تطبيق تعاليم الإسلام الأصيل.

وأكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن العلامة الراحل الشيخ اليزدي جسّد نموذج «الولاء المضحي الذي يذوب في الولاية»، واعتبر المقاومة ومواجهة «الطاغوت الأميركي» والكيان الإسرائيلي أولوية دائمة في فكره ومواقفه.
وأشار الشيخ قاسم، إلى تجربة شخصية جمعته بالراحل خلال زيارة قام بها مع عدد من الإخوة في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، ناقلاً عنه قوله إن «وظيفتنا اليوم أن نشكر نعمة وجود الإمام القائد المعظم السيد علي الخامنئي، لأنه شخصية قلّما نجد لها نظيراً في تاريخنا».

وأكد أن الشيخ اليزدي كان يركّز على مفهوم الولاية ودورها وأهميتها، وعُرف بولائه الكامل لها ودفاعه عن مبدأ القيادة ووجوب الطاعة والالتزام بنهجها، باعتبار ذلك «أمراً أساسياً لنهضة الأمة والاستعداد لظهور الإمام المهدي».

ولفت الشيخ قاسم إلى موقف الأمين العام السابق لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصر الله، من شخصية مصباح اليزدي، مستشهداً برسالة وُجهت إلى مؤتمر دولي سابق، قال فيها إن الراحل «سخّر حياته في سبيل الله، فكان وجوده لرفع كلمته والهداية إلى طريقه»، واصفاً إياه بـ«الشخصية الفريدة والاستثنائية في العالم الإسلامي».

وشدد الشيخ قاسم على أن مصباح اليزدي كان يضع «أولوية المقاومة ومواجهة الطاغوت الأميركي» في صلب اهتمامه، معتبراً أن فلسطين ومواجهة الكيان الإسرائيلي كانتا حاضرتين دائماً في كلماته ومحاضراته ولقاءاته.

وأوضح أنه كان حريصاً، خلال تواصله مع قيادات المقاومة وزياراته للبنان، على السؤال عن أوضاع المقاومة وقدراتها واتساعها.

وتطرق الشيخ قاسم إلى التطورات الإقليمية، معتبراً أن عملية «طوفان الأقصى» شكّلت مشروعاً مفصلياً أوجد معادلات جديدة في مواجهة إسرائيل، وكشف «وحشية الاحتلال» وأبرز صمود المقاومين في فلسطين ولبنان، بدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة السيد علي الخامنئي، على نهج الإمام الخميني في دعم القضية الفلسطينية.

وأضاف أن صمود إيران خلال فترة المواجهة التي استمرت 12 يوماً شكّل «أملاً للمستضعفين في العالم»، مشيراً إلى أدوار اليمن والعراق في مساندة محور المقاومة، في ظل ما وصفه بمستوى عدوان إسرائيلي يهدف إلى اقتلاع المقاومة وإنهاء جذورها في المنطقة.

وختم الشيخ قاسم بالتأكيد أن «الروح الإيمانية والولائية العالية والصمود الأسطوري» الذي أظهره المجاهدون والشهداء والجرحى والأسرى وعائلاتهم أفشل أهداف المشروع الإسرائيلي، مشدداً على أن هذا الصمود سيستمر رغم الضغوط، ومعتبراً ذلك «تكليفاً وإيماناً»، مستشهداً بآية قرآنية تحض على الصبر والمرابطة.

المصدر: موقع المنار + وكالة يونيوز