الإثنين   
   29 12 2025   
   8 رجب 1447   
   بيروت 11:19

الصين تبدأ مناورات عسكرية كبيرة بالذخيرة الحية حول تايوان وسط توتر إقليمي متصاعد

أعلنت بكين، الاثنين، بدء مناورات عسكرية وصفتها بـ«الكبيرة» حول تايوان، في سياق إقليمي متوتر، ولا سيما على خلفية إقدام الولايات المتحدة أخيرًا على بيع أسلحة للجزيرة، الأمر الذي دفع تايوان إلى استنفار قواتها ردًا على التحركات العسكرية الصينية.

وذكر بيان صادر عن قيادة المنطقة الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني أن القوات المشاركة في المناورات تستخدم مدمرات وفرقاطات ومقاتلات وقاذفات وطائرات مسيّرة، مشيرًا إلى أن التدريبات التي انطلقت الاثنين تشمل «تدريبات بالذخيرة الحية على أهداف بحرية شمال تايوان وجنوب غربها».

في المقابل، أعلن الجيش التايواني، الاثنين، أنه نشر «قوات مناسبة» ردًا على إعلان الصين بدء المناورات. وقال في بيان إنه «أُنشئ مركز استجابة، ونُشرت قوات مناسبة»، موضحًا أن القوات المسلحة التايوانية «نفّذت تمرين استجابة سريعة».

وتعتبر الصين تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وتؤكد باستمرار أنها لا تستبعد استخدام القوة العسكرية لاستعادتها إذا لزم الأمر.

ويأتي هذا الاستعراض العسكري بعد أسابيع من التوترات بين الصين واليابان، والتي اندلعت على خلفية تصريحات صدرت في طوكيو أشارت إلى احتمال دعم اليابان لتايوان في حال اندلاع نزاع مسلح في المستقبل.

وفي هذا السياق، قالت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي، في تصريحات أمام البرلمان بتاريخ 7 تشرين الثاني/نوفمبر، إن استخدام القوة ضد تايوان قد يبرر ردًا عسكريًا من جانب طوكيو.

وردّت بكين على تلك التصريحات بغضب، مطالبة تاكايتشي بسحبها، كما استدعت السفير الياباني، وحثّت مواطنيها على تجنب السفر إلى اليابان، في وقت تأثرت فيه فعاليات ثقافية يابانية مختلفة أُقيمت في الصين.

وتأتي هذه المناورات العسكرية أيضًا عقب إبرام صفقة جديدة لبيع أسلحة أميركية لتايبيه في منتصف كانون الأول/ديسمبر، وهي الصفقة الثانية منذ عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة، وبلغت قيمتها الإجمالية 11.1 مليار دولار.

وأثار ذلك حفيظة بكين، التي ردّت الأسبوع الماضي بفرض عقوبات على 20 شركة دفاع أميركية.

وقال الكولونيل شي يي، الناطق باسم قيادة المنطقة الشرقية لجيش التحرير الشعبي، في بيان، إنه «اعتبارًا من 29 كانون الأول/ديسمبر، ستقوم قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي بإرسال قوات من الجيش والبحرية وسلاح الجو وقوات الصواريخ لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة تحمل الاسم الرمزي +مهمة العدالة 2025+».

وأظهر بيان منفصل خريطة لخمس مناطق واسعة تحيط بتايوان، حيث «ستنظّم أنشطة إطلاق نار حي» من الساعة الثامنة صباحًا حتى السادسة مساءً، أي من الساعة 00:00 إلى 10:00 بتوقيت غرينتش، يوم الثلاثاء.

وأضاف البيان: «لأسباب تتعلق بالسلامة، يُنصح بعدم دخول أي سفينة أو طائرة غير ذات صلة إلى المياه والمجال الجوي المذكورين أعلاه».

من جهتها، قالت الناطقة باسم مكتب الرئاسة التايوانية كارين كو، في بيان، إن تايوان «تعرب عن إدانتها الشديدة تجاه تجاهل السلطات الصينية للمعايير الدولية، واستخدامها الترهيب العسكري لتهديد الدول المجاورة».

وأفاد خفر السواحل التايوانيون بأنهم رصدوا أربع سفن تابعة لخفر السواحل الصيني قرب مياه الجزيرة، موضحين أنها كانت «تبحر قرب المياه قبالة السواحل الشمالية والشرقية لتايوان». وأضافوا أن «سفنًا كبيرة استُنفرت في المناطق ذات الصلة»، وأن «وحدات دعم إضافية أُرسلت».

وأكد شي يي أن التدريبات المقررة هذا الأسبوع تمثل «تحذيرًا شديد اللهجة ضد القوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان»، واصفًا إياها بأنها «إجراء مشروع وضروري لحماية سيادة الصين ووحدتها الوطنية».

وأوضح أن «سفنًا صينية ستقترب من جزيرة تايوان على مسافات قصيرة جدًا من اتجاهات مختلفة».

وتعود آخر مناورات صينية حول تايوان تضمنت تدريبات بالذخيرة الحية إلى شهر نيسان/أبريل الماضي، وكانت جزءًا من مناورات لم يُعلن عنها مسبقًا، وأدانتْها تايبيه في حينه.

المصدر: أ.ف.ب.