اعتبر النائب السابق الدكتور إسماعيل سكرية أن السياسة في لبنان تتميّز بقدرة بارعة على تزوير الحقائق، من خلال استخدام مفردات تجميلية يُحوَّل معها فعل السرقة إلى «هدر»، ويُختزل نهب المال العام وأموال المودعين بما يُسمّى «فجوة»، في محاولة إخفاء «جريمة العصر» التي ارتُكبت عن سابق تخطيط ونُفِّذت بوقاحة.
وفي بيان له، قال سكرية إن الحقيقة المرّة والواضحة تشير إلى وجود من بالغ في النهب وتحويل الأموال إلى الخارج، برعاية دولية تتربّص بمستقبل البلاد، معتبرًا أن ما يُعرف بقانون الانتظام المالي ليس سوى رشوة تُدفع من جيوب المودعين، عبر ضرائب جائرة فُرضت عليهم، وسندات لا تعدو كونها وعودًا وهمية «أشبه بحجز مكان في الجنة».
وأضاف أن غياب المحاسبة الحقيقية، وليس الشكلية، يشكّل عقابًا وإهانة تاريخية للمودعين، إذ يُترك السارق حرًّا طليقًا بعدما حصد «مكافأة صك البراءة».
وختم سكرية متسائلًا عمّا إذا كان يمكن الائتمان على من وصفهم بلصوص المال العام في مشروع استنهاض وبناء دولة منهارة، مهما تكاثرت وعود الدول وصناديقها، المحمّلة بشروط سياسية واقتصادية «تمسك البلد من عنقه»، وذلك بإذن من «مدّعي السيادة والمتباكين عليها».
المصدر: الوكالة الوطنية
