تقبّلت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان التعازي “برحيل القائد الوطني الكبير الشهيد أحمد زكي عبدالعال (خالد عطا)، عضو المكتب السياسي للجبهة وعضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني، وأحد مؤسسي الجبهة وروّاد العمل الوطني الفلسطيني، الذي شكّل برحيله خسارة وطنية وتنظيمية جسيمة، بعد مسيرة نضالية امتدت لأكثر من خمسة عقود في ميادين الكفاح دفاعاً عن قضية شعبه وحقوقه الوطنية.”
وقد أمّ قاعة الشهيد أبوعدنان قيس في المقر المركزي للجبهة في العاصمة اللبنانية بيروت حضور دبلوماسي ولبناني وفلسطيني واسع، ووفود من الأحزاب والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، والهيئات الشعبية والنقابية، والمؤسسات الاجتماعية، إلى جانب شخصيات سياسية وثقافية وإعلامية، وفعاليات وطنية، وحشد من الرفاق وأبناء مخيمات بيروت، تقدّمهم أعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادة الجبهة في لبنان.
رحب بالمشاركين عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمد حسين، داعياً الحضور للوقوف دقيقة صمت تحية لأرواح الشهداء.
كلمة رفاق درب الشهيد ألقاها نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل استحضر فيها السيرة النضالية الغنية للشهيد القائد خالد عطا، مُسلطاً الضوء على مناقبيته الوطنية والتنظيمية، ودوره الريادي في تأسيس وبناء الجبهة الديمقراطية في عدد من الساحات والأقاليم، والتزامه العميق بقضايا اللاجئين، والدفاع عن منظمة التحرير الفلسطينية والمخيمات، ومواجهة الاحتلال والعدوان في مختلف المراحل، كما أكد أن الشهيد كان قائداً استثنائياً ومثقفاً موسوعياً جمع بين الصلابة المبدئية والانفتاح الفكري، فشكّل مرجعاً سياسياً وتنظيمياً، وسنداً لرفاقه، ومرشداً للأجيال التي تتلمذت على يديه في مسيرتها النضالية.
وأضاف أن الراحل، بوصفه من مؤسسي الجبهة ومن الرعيل الأول، تنقّل قائداً ومناضلاً بين ساحات غزة والأردن ولبنان وسوريا والجزائر، حاملاً فلسطين في وجدانه وممارساته، وبقي في كل المواقع مثالاً للالتزام الوطني والتفاني والتضحية .
وشدّد فيصل على أن “رحيل القائد الشهيد خالد عطا يأتي في مرحلة سياسية بالغة الخطورة على القضية الفلسطينية، في ظل استمرار حرب الإبادة المفتوحة بحق شعبنا، وتصاعد مشاريع التصفية السياسية، ومحاولات الالتفاف على الحقوق الوطنية الثابتة، ضمن مخطط صهيوني – أمريكي متكامل يقوم على مشروع “دولة إسرائيل الكبرى” وفرض ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد بما يشكله من تهديد مباشر لأمن واستقرار المنطقة وشعوبها عبر سياسات الضم والتهجير والتطهير العرقي، مؤكداً أن الوحدة الوطنية والمقاومة الشاملة تشكّلان المدخل الضروري لحماية القضية الفلسطينية، وإفشال كل المخططات التي تستهدف شعبنا ووجوده وحقوقه التاريخية”.
ودعا فيصل لعزل “اسرائيل”، ومحاكمة قادتها كمجرمي حرب إبادة في المحاكم الدولية”، موجهاً التحية “للبنان وشهدائه ولقوى المقاومة ولشعوب وأحرار العالم المساندين لقضية شعبنا وحقوقه”، وأكد “التضامن مع فنزويلا الصامدة في وجه العدوان الأمريكي، وبتجديد العهد للشهيد القائد أحمد زكي عبد العال (خالد عطا) على صون إرثه النضالي، ومواصلة مسيرة الوفاء لشعبنا وشهدائنا وجرحانا وأسرانا، حتى العودة والحرية والاستقلال” .
كما أشار الأمين العام للمؤتمر القومي العربي ماهر الطاهر إلى أنّ “الراحل شكّل قامةً وطنيةً فلسطينيةً بارزة، كرّس حياته حتى آخر لحظة في خدمة قضية شعبه وأمته، وتميّز بتواضعه والتزامه المبدئي وصلابته الوطنية، وببقائه ثابتًا على مبادئه من دون مساومة أو تراجع”. وأكد أنّ مسيرته النضالية، التي امتدّت لعقود، شكّلت نموذجًا يُحتذى في الثبات والعطاء، مشددًا على أنّ الوفاء لنهجه يقتضي مواصلة طريق المقاومة مهما كانت التحديات.
وألقى الشيخ عطالله حمود كلمة باسم المقاومة، قدّم فيها التعازي لقيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وللشعب الفلسطيني، مشيدًا بالشهيد القائد كنموذج للمناضل الوطني الملتزم .
وأكد المنسّق العام للقاء اليساري العربي الرفيق سمير دياب أنّ “رحيل القائد الوطني الفلسطيني الرفيق خالد عطا، يشكّل خسارةً لمسيرة النضال الوطني”، مؤكدًا أنّ الراحل كرّس حياته دفاعًا عن قضية فلسطين. وشدّد على ضرورة التمسك بالمواقف الثابتة وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والعربية، في مواجهة المشروع الأميركي–الصهيوني.
كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها المحامي سماح مهدي توجه بالتحية للراحل الكبير مشيداً بمناقبه ودوره النضالي، مؤكّدًا أنّ استمرار المقاومة بكافة أشكالها حتى إنجاز الحقوق الوطنية.
وقال القيادي في حزب الشعب الفلسطيني أبو فراس أيوب إن رحيل الرفيق خالد عطّا، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، يشكّل خسارة كبيرة للحركة الوطنية، مؤكّدًا أنّ الوفاء لمسيرته بمواصلة النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا وحقوقه الوطنية.
تلا ذلك العديد من الكلمات الوطنية الفلسطينية واللبنانية التي عبّرت عن عمق الخسارة التي مُنيت بها الحركة الوطنية الفلسطينية برحيل الشهيد عطا، معتبرة أن إرثه الكفاحي والإنساني سيبقى حيّاً في الذاكرة الوطنية،.
المصدر: الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
