الثلاثاء   
   23 12 2025   
   2 رجب 1447   
   بيروت 21:34

سعيد: ليُخضع مجلس الوزراء مشروع “قانون الاستقرار المالي وسداد الودائع” لمراجعة دقيقة وشاملة

أكد “حاكم مصرف لبنان” كريم سعيد، في بيان مساء الثلاثاء، تأييده للهيكلية العامة لمشروع قانون الاستقرار المالي وسداد الودائع (FSDR)، وللمبادئ الأساسية التي يقوم عليها، ولا سيما: خفض العجز المالي من خلال إزالة المطالبات غير النظامية، وتصنيف الودائع ضمن فئات محددة بوضوح (صغيرة، كبيرة، وكبيرة جدًا)، وسداد الودائع عبر مزيج من المدفوعات النقدية والأدوات المالية المدعومة بالأصول، على مراحل وضمن حدود السيولة المتاحة، إضافة إلى توزيع الأعباء والمسؤوليات المالية بين الدولة ومصرف لبنان والمصارف التجارية.

وشدد سعيد على أن “متانة واستدامة قانون FSDR يجب أن تُقاس وفق معيارين جوهريين: أولًا، العدالة وحُسن توزيع الأعباء المالية بين مختلف الأطراف، وثانيًا، قابلية التطبيق الواقعي والتنفيذ الفعلي”.

وأكد سعيد أن “مشروع قانون FSDR احترم مبدأ العدالة، مع التشديد على أن كل طرف معنيّ يجب أن يتحمّل نصيبه المناسب من المسؤولية”، ورأى أن “المشروع يحتاج إلى مزيد من التوضيح والتعزيز في ما يتعلّق بالتزامات الدولة. وباعتبار الدولة الجهة النهائية التي استخدمت هذه الأموال على مدى سنوات طويلة، فإن مساهمتها يجب أن تكون محددة بشكل صريح، وقابلة للقياس، وملزمة قانونًا، ومقترنة بجدول زمني واضح وموثوق”.

ولفت سعيد إلى أن “سداد الودائع هو حقٌّ قانوني ثابت، وليس خيارًا سياسيًا أو إجراءً تقديريًا، غير أن ممارسة هذا الحق تقتضي الاستناد إلى برنامج سداد يتمتع بالمصداقية. وتقوم المصداقية المالية على توافر الأصول، ووجود سيولة فعلية، واعتماد جدولٍ زمنيٍّ للسداد قابلٍ للتنفيذ عمليًا”، وأشار إلى أن “الجدول الزمني المقترح لسداد الجزء النقدي من الودائع يُعد طموحًا إلى حدٍّ ما، ويمكن، عند الاقتضاء، تعديله من دون المساس بحقوق المودعين، وذلك بهدف ضمان انتظام المدفوعات واستمراريتها واستكمالها بالكامل على مدى الزمن”.

وقال سعيد “في إطار الحفاظ على الاستقرار المالي، نبدي تحفّظات جدّية تستند إلى مبادئ قانونية راسخة، ومعايير محاسبية معتمدة، وسوابق دولية، إزاء أي مقاربة من شأنها أن تؤدي إلى الاستنزاف المنهجي أو الإلغاء الكامل لرأس المال الخاص بالمصارف، قبل إزالة المطالبات غير النظامية من ميزانياتها العمومية، وقبل التطبيق اللاحق لتدرّج ترتيب المطالبات”.

واعتبر سعيد أنه “بموجب قانون الاستقرار المالي وسداد الودائع (FSDR)، تُعدّ المصارف التجارية شركاء في إطار سداد الودائع، وتشكل المحرّك الأساسي للوساطة الائتمانية اللازمة لتحقيق التعافي الاقتصادي”، وتابع “وعليه، فإن أي حلّ يؤدي إلى القضاء المنهجي على رؤوس أموال المصارف من شأنه أن يلحق ضررًا بالمودعين، ويقوّض آفاق التعافي الاقتصادي، ويُعمّق توسّع الاقتصاد النقدي غير الرسمي”.

وقال سعيد “نظرًا للأهمية الاستثنائية لقانون FSDR، باعتباره التشريع المالي الأهم منذ إقرار قانون النقد والتسليف عام 1963، نوصي بأن يُخضع مجلس الوزراء مشروع القانون لمراجعة دقيقة وشاملة وبنّاءة، تهدف إلى إدخال التحسينات والتحصينات اللازمة بما يضمن العدالة والمصداقية وقابلية التطبيق العملي، وذلك قبل إحالته إلى مجلس النواب”.

المصدر: موقع المنار