الجمعة   
   12 12 2025   
   21 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 23:07

لقاء في اتحاد بلديات بعلبك للمطالبة بإنصاف بعلبك بالتغذية الكهربائية والمياه

تداعت فاعليات نقابية ودينية وبلدية واختيارية واجتماعية، إلى لقاء في قاعة اتحاد بلديات بعلبك، حول مشاكل مياه الشفة، وغياب عدالة التغذية بالتيار الكهربائي، شارك فيه راعي أبرشية بعلبك والبقاع الشمالي للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميخائيل فرحا، مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ الدكتور بكر الرفاعي، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين رعد، مسؤول قسم النقابات في البقاع شفيق قاسم شحادة، رئيس نقابة الفنانيين التشكيليين والحرفيين في البقاع عامر الحاج حسن، رئيس جمعية تجار بعلبك نصري عثمان وفاعليات.

الرفاعي

وتحدث المفتي الرفاعي باسم دار إفتاء بعلبك الهرمل والمطران فرحا، فقال: “نحن لدينا في هذه المنطقة مشكلة مزمنة مع مؤسسة كهرباء لبنان، لأنها لا تتعاطى مع المنطقة كجزء من لبنان، بل تعتبر بعلبك الهرمل وكأنها خارج هذا البلد. ولقد توجت هذه المعاناة في الأيام الأخيرة بانقطاع كامل للتيار الكهربائي، وكنا نتوقع من الوزارة أن تصدر بيانا تعتذر فيه على الأقل من المواطنين، وإذ بنا نفاجأ بأن البيان جاء للتبرير! هل عمل الوزارات عندنا في هذا البلد قائم على اللحظة وعلى اليوم؟ عمل الروزارة يجب أن يكون قائمًا على رؤية بعيدة المدى، تراعي متطلبات المناطق، وتؤمن عدالة توزيع كهرباء بين كل المناطق اللبنانية”.

وتابع: “نحن للأسف الشديد لدينا معمل للكهرباء في مدينة بعلبك، وساعات التغذية اليومية أقل من كل المناطق اللبنانية، بينما في كل دول العالم من حق المنطقة التي يتواجد فيها معمل الكهرباء الحصول ساعات تغذية إضافية، لأن أبناءها يدفعون ثمناً من صحتهم ومن سلامة البيئة”.

وطالب بأن “تُعامل بعلبك كمدينة سياحية، بمعنى أن تكون هناك زيادة بساعات التغذية”.

وأضاف: “رضينا أن لا تأتي الكهرباء إلا ساعات قليلة كل 24 ساعة، ولكن المفاجأة أننا في بعلبك لا نعلم متى يكون موعد تزويدنا بساعتي التغذية، ربما بعد منتصف الليل أو في منتصف النهار أو بشكل متقطع أو حسب مزيج الجهة التي توزع الكهرباء

وسأل: “إلى متى هذا التمادي في الاستهتار بطلبات الناس ومعيشتهم؟ وصلنا إلى حد لا يطاق، لذلك هذا اللقاء هو صرخة مرتفعة لشركة الكهرباء ولوزارة الطاقة، لكي تعيد النظر في طريقة وكيفية التعاطي مع مدينة بعلبك ومع المنطقة”.

و”نحن حريصون أن نكون جزءا من الدولة، وحريصون كذلك أن نلتزم بأنظمة وقوانين الدولة، لكن عندما تكون الدولة بمؤسساتها ووزاراتها حريصة أن لا تتعاطى معنا على بإنصاف ما هو الحال؟ نحن نعاني على مستوى الكهرباء وعلى مستوى المياه رضينا بالقسمة الضيزىٰ. في كل مناطق لبنان هناك وقت محدد لساعات التغذية يعرفها الكبير والصغير، أما عندنا في المنطقة لا نستطيع أن نعرف لا ساعات التغذية بالكهرباء ولا ساعات التغذية بالمياه، فإلى متى هذا الاستهتار؟! الناس لا تستطيع الانتظار، ونحن أمام مأساة بسبب الظروف الطبيعية من ناحية الماء، لذلك هذه الصرخة المرتفعة هي لتنبيه المسؤولين لكي يعيدوا حساباتهم، وليتنبَّهوا إلى حقوق هذه المنطقة على الدولة”.

رعد

وبدوره تحدث رعد باسم البلديات والإتحادات البلدية وفاعليات المنطقة فقال: “لقد طالعتنا البارحة مؤسسة كهرباء لبنان ببيان عن إجراءات احترازية اتخذتها لإطالة قدرة إنتاج الطاقة تجنبا للعتمة الشاملة، وذلك بسبب تأخير الشحنة المخصصة لشهر كانون الأول الجاري، فسأل المجتمع المؤسسة المعنية لماذا لا تتخذ إجراءات استباقية قبل أن يفرغ مخزون المجموعات الإنتاجية، ولماذا تتحرك عندما تقع المشكلة لتشمل بآثارها كل المناطق اللبنانية وبخاصة محافظة بعلبك الهرمل التي هي أول من ينقطع عنها الكهرباء، وآخر من يتم تغذيتها بالتيار. ويعتبر المجتمعون أن الإدارة المعنية، ووزارة الطاقة عاجزة عن التخطيط لأسابيع، فكيف لسنة؟! والوعود بتأمين الكهرباء 24/24 ليست إلا وعودا عرقوبية متبخرة، وإدارة هذا الملف مرتجلة”.

ورأى أن وزارة الطاقة “تقدم نموذجا يولد العتمة بدل الحلول، ما يؤدي إلى آثار سلبية وكارثية على سائر المرافق الحيوية، وبخاصة توزيع المياه، والوزارة المعنية تثبت في كل يوم أنها غير جديرة بالإنقاذ لأنها تعيد إنتاج الأزمة بأساليب جديدة فهي غير قادرة على تفادي الإنهيار، إلا عبر بيانات تبريرية. ثم هل كان قداسة البابا ليقبل بحرمان رعيته وباقي اللبنانيين، وكلنا من رعيته، هل يقبل بحرمان منطقة البقاع وبعلبك

الهرمل من التيار الكهربائي بحجة زيارته”.

وأردف رعد: “إن إنتاج المعامل الكهربائية، بحسب بيانات مؤسسة كهرباء لبنان، يتراوح بين 400 و 600 ميغاوات من المعامل الحرارية، ما يعني أن بعلبك يجب أن تحصل بين 40 إلى 50 ميغاوات توزع على محطات بعلبك، اللبوة، والهرمل، حيث تتراوح التغذية حسب التوزيع على مخارج المحطات الثلاث بين 6 إلى 8 ساعات يوميا أسوة بكل المناطق اللبنانية. ولكن محطة بعلبك ما زالت تزود بـ 15 إلى 20 ميغاوات توزع دوريا بين بعلبك واللبوة والهرمل أي ما يعادل ساعتين إلى ثلاث ساعات كل 24 ساعة، وفي الأيام الأخيرة تقلصت إلى ساعة واحدة ثم لا شيء، حيث لا تيار ولا تغذية”.

وشجب المجتمعون “هذه السياسة غير العادلة في التوزيع من قبل الوزارة والمؤسسة المعنيتين، ويسألون كيف يواصل المواطن في منطقتنا حياته والأزمات تتهدده في مختلف المجالات وبخاصة الكهرباء والماء، فيما الدولة الراعية والمسؤولة غائبة بل مستقيلة من دورها في الإنقاذ والرقابة والمحاسبة، في ظل حكومة همها الأساس منع إعادة الإعمار عملا بالإملاءات الخارجية”.

وطالب المجتمعون “الوزارة المعنية العمل وبسرعة على إعادة التغذية إلى طبيعتها وعلى زيادة حصة بعلبك والمحيط إلى خمسين ميغاوات، بالإضافة إلى العمل على إعادة الربط بمعمل دير نبوح من خلال صيانة الشبكات وخطوط الربط والأعطال، ورفع الاعتداءات وإعادة اعتماد محطة بعلبك إلى ما كانت عليه لتكون المصدر الرئيس للتوزيع على كامل المحافظة”.

واكد المجتمعون على مؤسسة مياه البقاع “وجوب ضبط وضخ مياه الشفة، وضرورة تأمينها بشكل عادل على المشتركين من جهة، ووقف الهدر والتعدي على الشبكة العامة من جهة ثانية، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون هناك خطة عند المؤسسة المعنية لمواجهة الجفاف المتوقع في السنوات المقبلة”.

وأمل “الحاضرون عن أملهم بأن تحل أزمة الكهرباء والماء، بما يحقق احتياجات المناطق اللبنانية واستجابة المعنيين في الدولة لكل المخاطر المحتملة،

ان هذه المواضيع الاجتماعية والمطلبية والتنموية في بعلبك الهرمل من كهربائية ومائية وغيرها تظهر حالة الانكشاف المجتمعية فيها، وتهدد بتصدعات على المستوى الداخلي إذا لم يقم المعنيون في الدولة بمسؤولياتهم تجاه المواطنين والمناطق المحرومة قبل فوات الأوان”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام