الجمعة   
   12 12 2025   
   21 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 14:42

كمبوديا تدفع بتعزيزات عسكرية إلى الحدود مع تايلاند وسط توتر متصاعد وترقّب لاتصال ترامب

دفعت كمبوديا اليوم الجمعة، بعشرات الشاحنات العسكرية نحو المناطق الحدودية مع تايلاند، في وقت تتواصل فيه أعنف جولة من الاشتباكات بين البلدين منذ أشهر، ما أسفر حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً ونزوح مئات الآلاف.

وقالت مصادر ميدانية إن أصوات انفجارات كثيفة سُمعت منذ ساعات الصباح قرب معابد تاريخية تتنازع بانكوك وكمبوديا ملكيتها منذ عقود، فيما أظهرت مشاهد مصوّرة رتلاً من الشاحنات العسكرية الكمبودية وهي تتجه إلى الخطوط الأمامية في مقاطعة أودار مينشي.

وتتزامن التطورات مع استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإجراء اتصال هاتفي مع قيادتي البلدين بغية الضغط لوقف القتال.

وكان ترامب قد قال في تصريحات سابقة بالبيت الأبيض إنه “تمكّن من وقف الاشتباكات مرة” وإنه يعتقد أنه قادر على “إقناع الطرفين بإنهاء المعركة مجدداً”.

غير أنّ رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول أكد الخميس عدم وجود أي تنسيق حتى اللحظة مع واشنطن، مضيفاً أنّ بانكوك “ستجيب على أي اتصال يصدر عن الرئيس الأميركي”.

كما أعلن اليوم حلّ البرلمان قبل الموعد المتوقع، في خطوة تزيد تعقيد المشهد السياسي الداخلي.

ويشهد الشريط الحدودي الممتد على 800 كيلومتر اشتباكات تُعدّ الأعنف منذ معارك تموز/يوليو الماضي، حين توصّل الطرفان إلى هدنة هشّة برعاية أميركية وصينية وماليزية.

إلا أنّ التوتر عاد للاشتعال بعد اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن خرق الاتفاق، وتوغّل العمليات العسكرية في خمس محافظات على جانبي الحدود.

وفي تايلاند، استقبلت مراكز إيواء مؤقتة في مدينة سورين مئات العائلات التي فرت من خطوط المواجهة بعد أنّ وصلت المعارك إلى مناطق زراعية مأهولة.

وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية أن 11 مدنياً قُتلوا في القصف المتبادل خلال الأيام الأخيرة، فيما تستمر عمليات إجلاء السكان من القرى المحيطة بمناطق المعابد المتنازع عليها، وبينها معبد برياه فيهير المدرج على قائمة التراث العالمي.

وتؤكد البيانات العسكرية أن كمبوديا تواجه خصماً يفوقها من حيث القدرات، إذ تمتلك تايلاند مئات الطائرات المدرعة والمقاتلة، إضافة إلى تفوّق واضح في المعدات الثقيلة، وفق معهد الدراسات الاستراتيجية الدولي.

وخلال النهار، اتهمت كمبوديا القوات التايلاندية ببدء هجوم جديد عبر قصف منطقة معبد “خنار”، فيما تقول بانكوك إن عملياتها تأتي رداً على استفزازات حدودية.

وقدّر الجانبان عدد النازحين بأكثر من 600 ألف شخص.

وفي ظل استمرار المواجهات، دعت منظمة اليونسكو إلى حماية التراث الثقافي في المنطقة، محذّرة من أضرار لحقت بمعابد تاريخية جراء العمليات العسكرية.

وتبقى الأنظار معلّقة على الاتصال المرتقب بين ترامب وقادة البلدين، وسط أمل بأن يسهم التدخل الدولي في تثبيت وقف جديد لإطلاق النار ووقف الانحدار نحو تصعيد أوسع.

المصدر: يونيوز