الجمعة   
   12 12 2025   
   21 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 13:56

غزة: تصاعد عدد الشهداء وتفاقم معاناة النازحين بين العدوان والمنخفض الجوي

تتفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار العدوان الصهيوني واشتداد المنخفض الجوي، إذ أعلنت وزارة الصحة تسجيل 4 شهداء و10 إصابات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وسط تحذيرات من ارتفاع الأعداد نظراً لوجود ضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل العجز الكبير الذي تعانيه طواقم الإسعاف والدفاع المدني. ووفق إحصائيات الوزارة، ارتفع عدد الشهداء منذ اتفاقية وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2025 إلى 383 شهيداً و1002 إصابة، فيما بلغ إجمالي حصيلة العدوان الصهيوني على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 70,373 شهيداً و171,079 إصابة، إضافة إلى انتشال 627 جثماناً من تحت الأنقاض.

اثر انهيارات في المنازل وموجات البرد مع مراسلنا عماد عيد

وارتفع عدد الوفيات جراء موجة البرد والمنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة إلى 11 حالة وفاة، بينهم الرضيعة تيم الخواجة من مخيم الشاطئ، والطفلة هديل عبد الله حمدان (9 سنوات) من مدينة غزة، نتيجة انخفاض درجات الحرارة وغياب وسائل التدفئة داخل الخيام والمساكن المدمرة. وتشير المصادر الفلسطينية إلى أن معظم الضحايا من الأطفال، في وقت تواجه فيه آلاف العائلات ظروفًا مناخية شديدة القسوة وسط انعدام شبه كامل لمقومات الحماية والإيواء.

وزادت العاصفة الجوية من حجم الكارثة الإنسانية، بعدما شهد القطاع خلال الساعات الماضية 7 وفيات إضافية بسبب انهيارات المنازل وغرق الخيام؛ إذ توفي خمسة مواطنين وأصيب آخرون جراء انهيار منزل يؤوي نازحين في منطقة بئر النعجة شمال بيت لاهيا، كما لقي مواطنان مصرعهما إثر سقوط حائط كبير على خيام نازحين في حي الرمال غرب غزة. وفي مخيم الشاطئ، توفي مواطن آخر بانهيار جدار، بينما فارقت رضيعة الحياة في خيام النازحين بمنطقة المواصي في خان يونس بسبب البرد القارس. كما أُصيب طفلان في مخيم أبو جبل بعد سقوط خيمتهما، في حين وثّقت طواقم الدفاع المدني انهيار ما لا يقل عن عشرة منازل خلال الساعات الأخيرة، مع استمرار عمليات إجلاء العائلات من مناطق الشيخ رضوان والكرامة شمال القطاع.

وأدى المنخفض إلى غرق مخيمات كاملة في المواصي بخان يونس، وتضرر مناطق واسعة في دير البلح والنصيرات ومدينة غزة، في ظل ظروف معيشية متدهورة ونقص شديد في مواد الإيواء والإنقاذ.

وحذّرت بلدية غزة من كارثة إنسانية وبيئية متصاعدة، مؤكدة أن غالبية الخيام تضررت بفعل الرياح العنيفة والأمطار المتواصلة، فيما تعمل فرق الإنقاذ بإمكانات بسيطة دون معدات لشفط المياه التي ارتفع منسوبها بشكل خطير. وأوضحت البلدية أن منازل عديدة انهارت فوق ساكنيها وأخرى مهددة بالسقوط، وأن آلاف المواطنين باتوا في الشوارع بلا مأوى بعد تطاير الخيام. كما نبّهت إلى مخاطر طوفان مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات، ما ينذر بتفشي أمراض خطيرة في الأيام المقبلة، داعية إلى تدخل عاجل لإنقاذ الوضع المتدهور في القطاع.

وفي السياق، اتهمت حركة حماس الاحتلال بالتنصل من التزاماته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة ما يتعلق بالبروتوكول الإنساني، مؤكدة أن منع إدخال مواد الإيواء الأساسية أدى إلى تفاقم معاناة مئات آلاف النازحين مع دخول فصل الشتاء. ودعت الحركة الوسطاء والدول الضامنة إلى التدخل العاجل والضغط على الاحتلال لإدخال مواد الإيواء وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، مؤكدة ضرورة تحرك عربي ودولي لوقف الانتهاكات وإلزام الاحتلال بتعهداته.

وتتزايد المخاوف من كارثة إنسانية وشيكة مع استمرار النزوح، وغرق المخيمات، وعجز الخيام المهترئة عن مواجهة برد الشتاء وعواصفه، ما يضاعف الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لإنقاذ المدنيين والتخفيف من حجم الكارثة الانسانية المتصاعدة.

المصدر: قناة المنار + فلسطين اليوم