الخميس   
   11 12 2025   
   20 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 17:59

انهيار 3 مبان في غزة بسبب المنخفض الجوي والفيضانات تغمر القطاع

انهارت 3 مبان اليوم الخميس بمناطق متفرقة من مدينة غزة بعد أمطار غزيرة هطلت على القطاع منذ يوم أمس الأربعاء. في حين توفيت طفلة جراء البرد الشديد في خيام النازحين في خان يونس.

وذكر جهاز الدفاع المدني أن المباني التي انهارت تقع غربي مدينة غزة شمال القطاع، وكانت تؤوي عددا من الفلسطينيين الذين نزحوا إليها لعدم توفر بدائل سكنية، فيما لم يتبين تسجيل إصابات.

وحذر الدفاع المدني من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط التي لجأت إليها عائلات نازحة، خاصة مع المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، وما يجلبه من أمطار تؤدي إلى انجراف التربة وتصدعات إضافية في الجدران والأعمدة التي تضررت بفعل القصف.

وذكر الدفاع المدني أنه خلال الساعات الـ24 الماضية، تلقى أكثر من 2500 مناشدة من نازحين غمرت مياه الأمطار خيامهم بفعل المنخفض العاصف.

في سياق متصل أكدت مصادر طبية اليوم الخميس وفاة طفلة تبلغ من العمر 9 أشهر جراء البرد الشديد في خيام النازحين بخان يونس جنوبي قطاع غزة، وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة الرضيعة المتجمدة من البرد وسط تواتر المطالبات لإنقاذ سكان القطاع من موجة البرد والأمطار الحالية.

ومع اشتداد تأثير المنخفض منذ فجر الأربعاء، غرقت آلاف خيام النازحين في مناطق متفرقة من القطاع، بعد هطول أمطار غزيرة، وسط توقعات باستمرار الحالة الجوية العاصفة إلى مساء الجمعة.

ويأتي المنخفض في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعا مأساوية بفعل انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى المستلزمات الأساسية وتراجع الخدمات الحيوية بسبب الحصار الإسرائيلي.

من جهتها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أنه يمكن الحد من معاناة سكان قطاع غزة إذا سمح بدخول المساعدات الإنسانية بلا عوائق، بما يمكّنهم من اجتياز فصل الشتاء بأمان وكرامة.

وقالت الأونروا في منشور على منصة “إكس”: “تهطل أمطار الشتاء في غزة مجددا، حاملة معها مزيدا من المشقة والمعاناة”. وأضافت أن الشوارع المغمورة بالمياه والخيام المبتلة تفاقم الظروف المعيشية المتردية أصلا، وتزيد من مخاطرها الصحية.

كما حذّرت الوكالة من أن البرد القارس والاكتظاظ وغياب خدمات النظافة يرفع مستويات الإصابة بالأمراض والعدوى.

من جهته، قال المجلس النرويجي للاجئين إنه وبعد شهرين على وقف إطلاق النار لم يدخل إلى غزة سوى كميات ضئيلة جدا من مواد الإيواء.

وقال إنه لا يزال 1.29 مليون شخص في غزة بحاجة إلى مأوى للنجاة خلال فصل الشتاء، مؤكدا أن غزة تحتاج بشكل عاجل إلى آليات ثقيلة ومواد إيواء ومعدات لمنع حدوث فيضانات كارثية.

“حماس” تدعو الضامنين للتدخل

من جهتها حمّلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل مسؤولية تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وأكدت أن منع إدخال مواد الإيواء الأساسية ضاعف معاناة مئات آلاف النازحين.

وقالت الحركة في بيان، إن “تنصل إسرائيل من التزاماتها في اتفاق وقف إطلاق النار، وخاصة ما يتعلق بالبروتوكول الإنساني وإدخال مواد الإيواء، أدى إلى تدهور الوضع الإنساني مع دخول فصل الشتاء”.

وأضافت حماس، أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون”.

ودعت الحركة الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار إلى “التحرك العاجل والضغط على إسرائيل لإدخال مواد الإيواء دون قيود وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين وفق بنود الاتفاق”.

ويتخذ معظم النازحين من الخيام التالفة مأوى لهم، فيما قدر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أن نسبة الخيام التي لم تعد صالحة للإقامة في القطاع بلغت نحو 93%، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.

ورغم انتهاء حرب الإبادة بسريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي بغزة تحسناً جراء القيود المشددة التي يفرضها العدو الاسرائيلي على دخول شاحنات المساعدات، منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.

وعلى مدى نحو عامين من الإبادة تضررت عشرات آلاف الخيام بفعل القصف الإسرائيلي الذي أصابها بشكل مباشر أو استهدف محيطها، فيما اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفاً والرياح شتاءً.

المصدر: الجزيرة نت+الأناضول