أعرب سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، عن قلق بالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان مع اقتراب فصل الشتاء، محذّرًا من أن نقص التمويل الدولي وتداعيات الزلازل الأخيرة يهددان بمفاقمة معاناة ملايين الأفغان.
وخلال جلسة لمجلس الأمن مخصّصة لبحث تطورات أفغانستان والتي عقدت اليوم الخميس، أكد إيرواني أن بلاده تتحمل عبئًا غير متناسب منذ عقود باستضافة ملايين اللاجئين الأفغان، رغم خضوعها لعقوبات اقتصادية شديدة، مشيرًا إلى أن التكلفة السنوية لذلك تبلغ نحو 10 مليارات دولار.
كما وانتقد عدم وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته، خاصة بعد تقليص مخصصات الدعم لعام 2026 بأكثر من 60%، معتبرًا هذا التخفيض “انتهاكًا صارخًا لمبدأ تقاسم المسؤولية”.
وشدد المندوب الإيراني على أن بلاده لا تستطيع مواصلة تحمل العبء وحدها في ظل غياب دعم مالي ملموس، محذرًا من أن نقص التمويل لخطة الاحتياجات الإنسانية لعام 2025 قد يؤدي إلى أزمة غذائية خطيرة، وتراجع الخدمات الأساسية، وتفاقم سوء التغذية، ولا سيما بين النساء والأطفال.
وأشار إيرواني إلى تقرير أممي حديث يُظهر استمرار التحديات الإنسانية والأمنية، بما في ذلك القيود المفروضة على النساء والفتيات، وتنامي تهديد الإرهاب وتجارة المخدرات، خاصة الصناعية.
وفي سياق متصل دعا إيرواني المانحين إلى زيادة التمويل “بشكل متوقع ومرن” لضمان استمرار العمليات الإنسانية المنقذة للحياة.
كما دعا إلى الانخراط الهادف مع السلطات الأفغانية المؤقتة، رافضًا تسييس المساعدات أو عرقلة الاستقرار الاقتصادي عبر العقوبات، مؤكداً أن الإفراج الفوري عن الأصول الأفغانية المجمّدة ضرورة لتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب.
وانتقد إيرواني القيود المفروضة على النساء، معتبراً أنها لا تتوافق مع تعاليم الإسلام ولا مع كرامة الإنسان، وحثّ السلطات على رفعها، معتبرا تشكيل حكومة شاملة تمثل مختلف أطياف الشعب شرطًا أساسيًا للاستقرار ومنع عودة الصراع وتدفقات اللاجئين.
كما حذّر من تصاعد تهديد تنظيم داعش – خراسان، داعيًا إلى تعاون دولي مستمر لمكافحة الإرهاب، مؤكدًا دعم إيران لقيام دولة أفغانية مستقلة وموحدة ومسالمة وخالية من الإرهاب والمخدرات.
وفي السياق ذاته نوّه سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة على ضرورة عدم استخدام الأراضي الأفغانية للإضرار بدول الجوار.
وعن التوترات الحدودية الأخيرة، أوضح أن أمن إيران “مرتبط وثيقًا” بأمن أفغانستان وباكستان، كاشفًا عن مشاورات أجرتها طهران مع البلدين، واقتراحها عقد اجتماع إقليمي لوزراء الخارجية لإنشاء منصة تنسيقية مشتركة.
وسلّط المندوب الإيراني الضوء على أهمية ميناء تشابهار بوصفه الممر البحري الحيوي الوحيد لأفغانستان نحو المياه المفتوحة، محذرًا من أن أي قيود تُفرض عليه تحت غطاء العقوبات “ستخلّف آثارًا كارثية” على الوضع الاقتصادي والإنساني في البلاد.
وأكد إيرواني دعم بلاده لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما) ودورها في التعامل مع “تحديات معقدة ومتعددة الأبعاد”، مشددًا على استعداد طهران لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي من أجل بناء مستقبل أكثر استقرارًا لأفغانستان.
المصدر: يونيوز
