الإثنين   
   08 12 2025   
   17 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 17:51

حصيلة الفيضانات في إندونيسيا تقترب من ألف قتيل وسريلانكا تستنفر قواتها لإنقاذ المنكوبين

ارتفعت حصيلة الفيضانات والانهيارات الأرضية في جزيرة سومطرة الإندونيسية إلى 961 قتيلاً ونحو خمسة آلاف جريح، وفق ما أفاد مركز إدارة الكوارث، اليوم الاثنين، في وقت تتواصل أعمال البحث عن 293 مفقوداً.

وأوضح المركز أنّ الكارثة التي اجتاحت ثلاث مقاطعات في سومطرة، مدمّرةً عدداً كبيراً من المنازل والطرق والبنى التحتية، خلّفت دماراً واسعاً في المناطق المتضررة، فيما تُعدّ إندونيسيا وسريلانكا وماليزيا وتايلاند وفيتنام الأكثر تضرراً من سلسلة العواصف الاستوائية والأمطار الموسمية التي تسببت بفيضانات مفاجئة وانزلاقات تربة، وأسفرت في المجمل عن ما لا يقل عن 1800 قتيل.

وأشار رئيس مركز إدارة الكوارث، سوهاريانتو، مساء الأحد، إلى أنّ تكلفة إعادة الإعمار في المقاطعات الثلاث بسومطرة قد تصل إلى 51.82 تريليون روبية (نحو 3.1 مليارات دولار).

ويُعدّ إقليم آتشيه، الواقع في شمال غرب سومطرة، الأكثر تضرراً، إذ سُجّل فيه 386 قتيلاً بالإضافة إلى مئات آلاف المشردين. وقال حاكم آتشيه مزاكير مناف للصحافيين إنّ الإقليم “يفتقر إلى كل شيء، وخصوصاً الفرق الطبية… نفتقر إلى الأطباء”، مؤكداً الحاجة الملحّة للأدوية والسلع الأساسية.

وتشهد مناطق واسعة من آسيا حالياً ذروة موسم الرياح الموسمية، الضروري لزراعة الأرز، لكنه غالباً ما يؤدي إلى فيضانات واسعة. ويرى الخبراء أنّ التغير المناخي يزيد من حدة الظواهر المناخية عبر رفع كميات الرطوبة في الغلاف الجوي، ما يفاقم معدلات هطول الأمطار، فيما تسهم إزالة الغابات في سومطرة بزيادة مخاطر الانهيارات الأرضية والفيضانات المفاجئة، وفق تقديرات بيئية وحكومية.

سريلانكا.. مضاعفة القوات وانتشار واسع لمواجهة الكارثة

وفي سريلانكا، التي ضربها إعصار عنيف أودى بحياة 635 شخصاً في مختلف أنحاء البلاد، أعلن الجيش، اليوم الاثنين، أنه ضاعف تقريباً عدد عناصره المنتشرين لتقديم المساعدة، في ظل وجود 192 مفقوداً، وتأثر أكثر من مليوني شخص—أي نحو 10% من السكان—بالعاصفة ديتوواه التي تُعدّ الأسوأ منذ مطلع القرن.

وتوقع مركز إدارة الكوارث هطول مزيد من الأمطار الموسمية الغزيرة، خصوصاً في المنطقة الوسطى الأكثر تضرراً، حيث سُجّلت انهيارات أرضية جديدة.

وأعلن قائد الجيش لاسانثا رودريغو نشر 38,500 عنصر من قوات الأمن لتعزيز عمليات الإنقاذ والمساعدة في المناطق المنكوبة، مشيراً إلى أنّ القوات “تمكنت من مساعدة 31,116 شخصاً”. فيما أوضح المتحدث باسم الجيش وارونا غاماجي أنّ أعداد القوات تضاعفت مع توسّع مهامها لتشمل إعادة بناء الطرق والجسور وتنظيف آبار مياه الشرب الملوثة.

وتُعدّ المنطقة الوسطى الخصبة، حيث تُزرع أشجار الشاي، الأكثر تضرراً، إذ سجلت 471 وفاة بحسب الإحصاءات الرسمية.

ووصف الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي الكارثة بأنها “الأصعب” في تاريخ سريلانكا، معلناً حزمة مساعدات مالية شملت تقديم ما يعادل 33 ألف دولار أميركي للمتضررين لشراء أراضٍ في مناطق أكثر أماناً والشروع في إعادة الإعمار، في وقت لم تُحدَّد بعد التكلفة الإجمالية على دولة لا تزال تتعافى من أزمتها الاقتصادية الحادة في 2022.

المصدر: أ.ف.ب.