أعلن رئيس دولة بنين، باتريس تالون، أن الوضع في البلاد “تحت السيطرة تماماً” بعد إفشال محاولة انقلابية نفذتها مجموعة صغيرة من الجنود، فيما دخلت قوات نيجيرية الأراضي البنينية دعماً للحكومة.
وجاء إعلان تالون من القصر الرئاسي في كوتونو مساء أمس الأحد، بعد ساعات من بث مجموعة من الجنود الذين سموا أنفسهم “اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس” بياناً على التلفزيون الرسمي يعلنون فيه عزل الرئيس، إلا أن القوات الموالية للحكومة تدخلت سريعاً لاستعادة السيطرة على الموقف.
وقال تالون في خطاب متلفز: “لقد قامت مجموعة صغيرة من الجنود، تحت ذرائع مغلوطة، بمحاولة للهجوم على مؤسسات الجمهورية وزعزعة استقرار أمتنا”، محذراً من أن مثل هذه المحاولة “كانت ستغرق بلدنا في مغامرة عقيمة بعواقب كارثية”.
من جانبها بررت المجموعة الانقلابية محاولتها بـ “التدهور المستمر للأوضاع الأمنية في شمال بنين” وإهمال أسر الجنود القتلى، بالإضافة إلى الترقيات غير العادلة.
وبدورها، أكدت الرئاسة النيجيرية مساء أمس الأحد أنها نفذت ضربات جوية في كوتونو ونشرت قوات برية بناء على طلب بنين المجاورة وذلك بهدف “حماية النظام الدستوري” فيها والتصدي لمحاولة انقلاب.
وأشارت الرئاسة في بيان إلى أن الرئيس النيجيري بولا تينوبو أمر بدخول طائرات مقاتلة المجال الجوي لبنين للمساعدة في “طرد الانقلابيين من محطة التلفزيون الوطنية ومن قاعدة عسكرية حيث تجمعوا”، بالإضافة إلى نشر قوات برية فيها.
وفي سياق متصل أعربت المنظمات الإقليمية والدولية عن إدانتهم الشديدة لمحاولة الإنقلاب، حيث أعلن المجلس الاقتصادي لدول غرب أفريقيا (ECOWAS) نشر قوات من غانا وساحل العاج ونيجيريا وسيراليون للمساعدة في “الحفاظ على النظام الدستوري”.
ومن جانبه أدان الاتحاد الأفريقي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المحاولة، محذراً من تهديدها لاستقرار المنطقة.
كذلك دانت فرنسا محاولة الانقلاب موجهة دعوة إلى مواطنيها بضرورة “توخي أقصى درجات الحذر، والبقاء في منازلهم”، نظرا “للوضع المتقلّب حاليا”.
ويذكر أن بنين شهدت عدة انقلاط ومحاولات انقلابية منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، ومن المقرر أن يسلم الرئيس تالون، البالغ من العمر 67 عاماً والملقب بـ “ملك القطن في كوتونو”، السلطة في أبريل/نيسان 2026 بعد انتهاء ولايته الدستورية الثانية.
وشهدت منطقة غرب إفريقيا اضطرابات سياسية لا سيما منذ بداية العقد الحالي مع حدوث انقلابات في بوركينا فاسو والنيجر جارتي بنين وكذلك في مالي وغينيا ومؤخرا في غينيا بيساو في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
المصدر: يونيوز
