أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية، اليوم الاثنين، أن القوات التايلاندية شنت هجوماً شاملاً على مواقعها في مناطق حدودية متعددة، متهمة بانتهاك وقف إطلاق النار الموقع مؤخراً تحت رعاية دولية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، مالاي سوشياتا، في بيان مصور: “في 8 ديسمبر/كانون الأول 2025، شنت القوات العسكرية التايلاندية هجمات جديدة على القوات الكمبودية في جميع مناطق المنطقة 4 منذ حوالي الساعة 5:04 صباحاً بالتوقيت المحلي”.
وأضافت سوشياتا أن القوات التايلاندية استخدمت “دخاناً ساماً” في هجومين منفصلين، أحدهما استهدف منطقة “الجبل الشبح” حوالي الساعة 8:10 صباحاً، والآخر استهدف منطقة معبد برياه فيهيار التاريخي بعد أربع دقائق فقط.
وتصاعدت حدة الهجمات، وفقاً للبيان الكمبودي، عندما استخدمت القوات التايلاندية طائرة مقاتلة من طراز إف-16 لقصف القوات الكمبودية في منطقة سرا إيم بمقاطعة برياه فيهيار حوالي الساعة 9:05 صباحاً.
وأشار البيان إلى امتداد الهجمات لتطال القرى المدنية، مما أسفر عن إصابة مدنيين وإحراق منازل وتشريد عائلات، بما فيهم كبار السن والنساء والأطفال، في مقاطعتي أودار مينتشاي وبرياه فيهيار.
وأدانت وزارة الدفاع الكمبودية ما وصفته بـ”الأفعال اللا إنسانية والوحشية”، مؤكدة أن هذه الهجمات تمثل انتهاكاً صريحاً لوقف إطلاق النار والإعلان المشترك الذي وقعه رئيسا وزراء البلدين في 26 أكتوبر 2025، بحضور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، بصفته رئيساً لدول آسيان.
من جهتها، أكدت القوات التايلاندية استخدامها الطائرات لضرب أهداف عسكرية في “عدة مناطق” ردا على هجمات، حسب زعمها، شنها الجانب الكمبودي أسفرت عن مقتل جندي تايلاندي وإصابة أربعة آخرين.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام فقط من مناوشات حدودية متفرقة، ويعيد للأذهان ذكريات الاشتباكات الدامية التي شهدها الصيف الماضي وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى وتشريد مئات الآلاف، قبل أن يتم التوصل إلى هدنة بوساطة دولية.
والخلاف الحدودي بين البلدين له جذور تاريخية تعود إلى ترسيم الحدود في عهد الاستعمار الفرنسي للمنطقة، حيث تطالب كل منهما بالسيادة على عدد من المعابد الواقعة على الحدود.
المصدر: يونيوز
