السبت   
   06 12 2025   
   15 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 19:29

تضرر «جدار الحماية» في تشرنوبل بعد ضربة مسيّرة والوكالة الذرية تؤكد فقدانه وظائف الأمان الأساسية

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن «جدار الحماية» لمحطة تشرنوبل النووية في أوكرانيا، الذي بُني لاحتواء المواد المشعة الناجمة عن كارثة عام 1986، لم يعد قادرًا على أداء وظيفته الرئيسية في السلامة بعد تعرضه لأضرار بسبب طائرة مسيّرة، في هجوم تُحمّل أوكرانيا روسيا مسؤوليته.

وأوضحت الوكالة، في بيان صدر أمس الجمعة، أن تفتيشًا أُجري الأسبوع الماضي لهيكل العزل الفولاذي الذي اكتمل في عام 2019 أظهر أن ضربة المسيّرة في فبراير/شباط الماضي، بعد ثلاث سنوات من اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، أدت إلى تدهور هذا الهيكل.​

وفي البيان نفسه، قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي إن بعثة التفتيش أكدت أن هيكل الحماية فقد وظائف الأمان الأساسية، بما في ذلك القدرة على الاحتواء، لكنها خلصت في الوقت ذاته إلى عدم وجود ضرر دائم في هياكله الحاملة أو أنظمة المراقبة.

وأشار إلى أن إصلاحات أُجريت بالفعل، «لكن الترميم الشامل لا يزال ضروريًا لمنع المزيد من التدهور وضمان السلامة النووية على المدى الطويل»، في ضوء حساسية الموقع وخطورة المواد المشعة المحتجزة داخله.​

وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت، في 14 فبراير/شباط الماضي، أن السلطات الأوكرانية أبلغتها بأن طائرة مسيّرة مزوّدة برأس حربي شديد الانفجار ضربت المحطة وتسببت في اندلاع حريق وألحقت أضرارًا بالكسوة الواقية حول المفاعل رقم 4 الذي دُمّر في كارثة عام 1986.

ورغم ذلك، بقيت مستويات الإشعاع «طبيعية ومستقرة» ولم تُسجَّل أي حالات تسرّب إشعاعي، وفق المنظمة الدولية، في حين قالت السلطات الأوكرانية إن المسيّرة كانت روسية المنشأ، وهو ما نفته موسكو التي رفضت الاتهامات باستهداف المحطة.​

ويُذكر أن انفجار مفاعل تشرنوبل عام 1986 تسبب في انتشار الإشعاع في أنحاء واسعة من أوروبا، ودفع السلطات السوفياتية آنذاك إلى حشد أعداد ضخمة من الأفراد والمعدات للتعامل مع الكارثة، قبل أن يُستكمل إغلاق آخر مفاعل عامل في المحطة عام 2000.

وكانت القوات الروسية قد سيطرت على المحطة والمنطقة المحيطة بها لأكثر من شهر في الأسابيع الأولى من حربها على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، في إطار محاولة للتقدم نحو العاصمة كييف.​

وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن التفتيش الأخير على هيكل الحماية في تشرنوبل جاء بالتزامن مع مسح أوسع على مستوى أوكرانيا للأضرار التي لحقت بمحطات الكهرباء الفرعية والبنية التحتية للطاقة، جراء الحرب المستمرة منذ قرابة أربع سنوات بين أوكرانيا وروسيا.

وتُبرز هذه النتائج، بحسب الوكالة، هشاشة المنشآت النووية في سياق النزاعات المسلحة، والحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لضمان عدم تعرّضها لهجمات جديدة قد تقوّض عقودًا من الجهود الرامية لاحتواء المخاطر الإشعاعية.​

المصدر: الجزيرة نت