انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم السبت، أعمال النسخة الـ23 لمنتدى الدوحة 2025، برعاية وحضور أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، بمشاركة رؤساء دول وخبراء ودبلوماسيين وحضور رفيع المستوى من مختلف أنحاء العالم.
ويُعقد المنتدى هذا العام تحت شعار «ترسيخ العدالة.. من الوعود إلى الواقع الملموس»، بمشاركة أكثر من 6 آلاف شخص و471 متحدثاً من نحو 160 دولة.
وخلال مشاركته في إحدى جلسات المنتدى، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه لا يمكن اعتبار أن هناك وقفاً كاملاً لإطلاق النار في غزة ما لم ينسحب الكيان الإسرائيلي من قطاع غزة، مؤكداً استمرار المفاوضات لرسم المسار المستقبلي للمرحلة التالية.
ولفت إلى أن الجهود التي بُذلت للتوصل إلى وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضرورية لمرحلتي الاستقرار وتأسيس دولة فلسطين، مضيفاً «نحن في مرحلة مفصلية ولم يُطبَّق الاتفاق بشأن غزة بالكامل حتى الآن».
وأضاف أن دولة قطر تؤمن بأن لها دوراً في استقرار المنطقة والعالم، وتطمح إلى حل النزاعات عبر الوساطة والحوار، في انسجام مع رسالة المنتدى وشعاره القائم على نقل العدالة من مستوى الشعارات إلى مستوى القرارات والإجراءات.
وفي كلمته خلال افتتاح المنتدى، شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أن التحديات التي تشهدها المنطقة ليست معزولة عما يعيشه العالم من تراجع في احترام القانون الدولي، معتبراً أن العدالة باتت في كثير من الأحيان غائبة عن مسار هذا القانون.
وأكد أن الحلول العادلة وحدها هي الكفيلة بصناعة سلام مستدام في العالم، في ظل تفاقم غير مسبوق للأزمات نتيجة غياب المساءلة وضعف الثقة بالمنظومة الدولية.
وأشار إلى أن العالم لا يحتاج مزيداً من الوعود بقدر ما يحتاج إلى عدالة تترجم الأقوال إلى أفعال، محذراً من أن غياب المساءلة يعد أحد أخطر مظاهر الاختلال في النظام الدولي الراهن.
وشدد على ضرورة قيام منظومة دولية أكثر عدلاً تعيد الاعتبار للقانون، مؤكداً أن سياسات دولة قطر لا تميز بين الأطراف بل تقف «إلى جانب ما يخدم الإنسان» وتدعم العدالة التي تُمارَس دون ازدواجية في المعايير.
وفي ما يتعلق بدور الوساطة، أوضح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن الوساطة ليست رفاهية سياسية، بل منهج راسخ تتبناه دولة قطر في سياستها الخارجية، انطلاقاً من إيمانها بأن العدالة ليست غاية سياسية فحسب، بل ركيزة أساسية لصون القانون الدولي.
وكشف عن أن الدوحة، بالتعاون مع شركائها، نجحت في تحقيق اختراق على مسار الوساطة بين كولومبيا وجماعة «إي جي سي»، بما يبرهن أن الوساطة المسؤولة قادرة على حماية المدنيين وإحداث فارق على الأرض.
ويستضيف فندق شيراتون الدوحة جلسات المنتدى على مدى يومي السبت والأحد، بمشاركة عدد من القادة والمسؤولين، من بينهم الرئيس السوري أحمد الشرع، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس.
كما يحضر المنتدى رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورج بريندي، ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، والمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت بيل غيتس، إلى جانب نخبة واسعة من الشخصيات السياسية والفكرية والاقتصادية الدولية.
وتعكس كثافة الحضور والتنوع في المشاركين مكانة منتدى الدوحة كمنصة عالمية للحوار حول قضايا العدالة والحوكمة والتنمية والاستقرار، في لحظة يشهد فيها النظام الدولي أزمات متشابكة وتحديات عابرة للحدود.
المصدر: الجزيرة نت
