توجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في خطبة الجمعة الى بعض اللبنانيين الذين ينكرون “تضحيات المقاومة وإنجازاتها بالتحرير عام 2000 وانجازاتها في التصدي للعدوان عام 2006 وردع العدوان الى عام 2024، هذه إنجازات للمقاومة بردع العدوان المباشر على لبنان ومنعه من تنفيذ مخططاته ، إنجازات رآها كل اللبنانيين”. واضاف “اليوم أكرر هذا الكلام الذي يحاول البعض أن يمحوه من الذاكرة، وأن يقول أن السلاح لم يحقق شيئاً، السلاح حقق كل هذا وكان عظيماً، وكان له أثر كبير على الصعيد الدولي، وعلى الصعيد الإقليمي، العربي و الإسلامي”.
اضاف “كل الناس شهدت بعد إفشال العدو عام 2006 كيف كان وقعه في العالم العربي وفي العالم الإسلامي، والآن بعد هذه المنازلة والتي شملت الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمواجهة المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبين العدو الإسرائيلي، الآن يحاولون إخفاءه إعلامياً وهل هناك حرب بلا تضحيات؟ “.
وسأل :”هل فشلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي؟ لو فشلت لما كانت الآن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على قدميها، لما كان هذا الضغط الإعلامي والعسكري والمخابراتي ضدها، كذلك على المقاومة في لبنان التي وقفت على الحدود ومنعت العدو من الدخول رغم الخسائر الهائلة، و لم يكن يتصور لمقاومينا أن يقفوا على الحدود وأن يصمدوا في وجه خمس فرق إسرائيلية لم تستطع أن تدخل إلى داخل أرضينا وإنما استغلت القرار 1701 .
وقال :”إذاً نحن لم نهزم، أمتنا لم تُهزم، من هنا المحادثات عبر الميكانيزم لم يكن المقصود منها أن تكون مسؤولة عن تطبيق القرار 1701، وإنما بعد سقوط سوريا كان المقصود هو تنفيذ ما لم تستطع الآلة العسكرية الإسرائيلية تنفيذه، هذه كانت مهمتها، الآن بالسياسة وبهذه التحايلات وبهذا الضغط سواء الضغط العسكري المباشر بتهديم البيوت في جنوب لبنان أو بالإغتيالات أو بالتهديدات للبنان، هنا المسؤول عليه أن يُظهر عن شجاعته وعن قيادته وأنه قائد حقيقي ومعبّر عن شعبه، إذا دخل هذه المفاوضات على قاعدة أن لبنان مهزوم (تنعاد عليكم) وأننا سنسلم بكل شيء والذي سيحكمنا هنا هي المخابرات الإسرائيلية والعدو الإسرائيلي، اذا دخل المسؤول المفاوضات فعلاً على قاعدة أن لبنان لم ينهزم وقد تحمل هذه المسؤولية وأن عليه أن يكمل ما أنجزته المقاومة بالدبلوماسية فليرنا ذلك”.
أضاف :” المسؤول يجب أن يكون مسؤولاً وأن لا يغطي فشله بإلقاء اللوم على غيره وعلى الذين وقفوا بشجاعة وببسالة وواجهوا العدو الاسرائيلي بثبات وما زالوا ثابتين على مواقفهم وعلى سلاحهم للدفاع عن لبنان وللدفاع عن قراهم، أساساً المقاومة اسمها مقاومة لأن هناك عدوان، فماذا تريدون أن تقولوا؟ أنه ليس هناك عدوان؟ وإذا كان هناك عدوان، فليست هناك مقاومة؟ على مستوى أن يحتفظ لبنان ببعض قوته في مواجهة هذا العدو ويُعطي قوة لكم كمفاوضين وكدبلوماسيين وأن تحققوا مصالح لبنان وأن تحافظوا على لبنان وأن تحرروا أرضه وأن تحافظوا على مصالحه”.
وقال الخطيب :”هذا ما أريد أن أقوله كرسالة إلى المسؤولين الذين يفاوضون بأن يتحملوا مسؤوليتهم بصدق وأن يكونوا أمينين على مصالح اللبنانيين وعلى حياتهم ، وأن لا يفرطوا فيها ويأخذوا لبنان الى الاستسلام للعدو الإسرائيلي”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام
