الخميس   
   04 12 2025   
   13 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 20:51

جنوب إفريقيا تطالب بالتعامل معها بإنصاف بعد استبعادها من فعاليات مجموعة العشرين​

ردّت حكومة جنوب إفريقيا، الخميس، على قرار الولايات المتحدة عدم دعوتها للمشاركة في فعاليات مجموعة العشرين، بالتشديد على أنها عضو كامل العضوية في المجموعة، وبالتالي تتوقع أن يتم التعامل معها بشكل منصف وعلى قدم المساواة مع بقية الأعضاء.

وتولت الولايات المتحدة هذا الشهر رئاسة المجموعة بعد أن قاطعت إلى حدّ كبير فعالياتها خلال رئاسة جنوب إفريقيا، بما في ذلك قمة القادة في نوفمبر/تشرين الثاني، في تصعيد لخلاف متواصل منذ شهور بين واشنطن وبريتوريا.​

وجدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأربعاء، موقف الرئيس دونالد ترامب الذي أُعلن قبل أسابيع، مؤكدا أن جنوب إفريقيا لن تُدعى لحضور فعاليات مجموعة العشرين خلال العام المقبل، بما في ذلك القمة المقررة في ميامي، في إطار ما تصفه واشنطن بإعادة تشكيل “مجموعة عشرين جديدة” تستثني بريتوريا.

وردا على هذه التصريحات، قال الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامابوزا للصحافيين إن بلاده “لم تتلقَّ القرار مكتوبا بعد، وستتعامل معه عند وصوله”، مضيفا أن كل ما تريده جنوب إفريقيا هو أن تُعامَل كدولة ذات سيادة تحترم باقي البلدان وتدعم ازدهارها.​

وتضم مجموعة العشرين كبرى اقتصادات العالم إلى جانب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي كتكتلين إقليميين، وتساهم دولها بنحو 85 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتمثّل ما يقارب ثلثي سكان العالم، ما يجعل استبعاد أي عضو منها خطوة ذات دلالات سياسية واقتصادية واسعة.

واتهم روبيو، في منشور على منصة “سابستاك”، جنوب إفريقيا بأنها دفعت خلال رئاستها للمجموعة بـ”أجندات متطرفة” وتجاهلت اعتراضات الولايات المتحدة، معلنا أن واشنطن “لن توجه دعوة إلى حكومة جنوب إفريقيا للمشاركة في مجموعة العشرين خلال رئاستها”.​

كما كرر روبيو انتقادات الإدارة الأميركية لسياسات جنوب إفريقيا الداخلية والخارجية، بما في ذلك اتهامات بالتمييز ضد أفراد الأقلية البيضاء و”التساهل” مع العنف ضد المزارعين من أصول أفريكانية، وهي اتهامات اعتبرتها بريتوريا لا أساس لها، في حين استخدمتها واشنطن لتبرير عرض اللجوء السياسي على بعضهم ولاتخاذ عقوبات اقتصادية ودبلوماسية.

من جهته، أوضح المتحدث باسم الرئاسة في جنوب إفريقيا، فنسنت ماغوينيا، أن بلاده توقعت قرارات من هذا النوع من جانب الولايات المتحدة، وتترقب انتقال رئاسة المجموعة إلى المملكة المتحدة العام المقبل، معتبرا أن بلاده ستتمكن آنذاك من استئناف تعاون “هادف وموضوعي” حول القضايا ذات الأهمية لبقية دول العالم، إلى حين ذلك “ستأخذ استراحة” من التوتر القائم مع واشنطن.​

وتصاعدت خطوات إدارة ترامب ضد جنوب إفريقيا خلال العام الجاري، بدءا بطرد سفيرها في واشنطن في مارس/آذار، وصولا إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على بعض صادراتها، وهي إجراءات لا تزال بريتوريا تسعى إلى إلغائها عبر القنوات الدبلوماسية.

وانتقد وزير الخارجية الجنوب إفريقي رونالد لامولا اتهامات روبيو لبلاده بالعنصرية والتسامح مع العنف ضد “الأفريكانيين”، مؤكدا أنها “لا تمتّ للحقيقة بصلة”، ومذكّرا بأن بلاده ستواصل الدفاع عن مكانتها كعضو كامل وفعّال في مجموعة العشرين وفي المنظومة متعددة الأطراف.​

المصدر: أ.ف.ب.