الجمعة   
   28 11 2025   
   7 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 12:00

أطعمة تتناولها يومياً تغذي السرطان

ما يأكله الإنسان ينعكس مباشرة على صحته ونفسيته وحياته اليومية، فالغذاء لم يعد مجرد عادة، بل هو عامل أساس يحدد مستوى الطاقة والمزاج والوزن وقدرة الجسم على مقاومة الأمراض. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن أنماط الأكل غير الصحية تسهم في زيادة أمراض مزمنة مثل السمنة وارتفاع الضغط والسكري وبعض أنواع السرطان، بينما يساعد الوعي الغذائي واختيار مكونات طبيعية ومتوازنة على تعزيز المناعة وتحسين جودة الحياة.

لا يوجد طعام بعينه يسبب السرطان بصورة مباشرة، لكن الأبحاث العلمية تشير إلى أن بعض الأطعمة التي يستهلكها ملايين البشر يومياً ترتبط بارتفاع الأخطار مع مرور الوقت، لا سيما عند تناولها بكميات كبيرة أو في سياق نظام غذائي فقير بالعناصر المفيدة. ويؤكد متخصصو الصحة أن هذه الأخطار تتعلق بأسلوب الحياة ككل، وليس صنفاً واحداً، لكن عوامل مثل السمنة والالتهابات المزمنة والمواد الكيماوية الناتجة من التصنيع والطهي تلعب دوراً محورياً، وفيما يلي ستة أطعمة أو أنماط غذائية تشير إليها الجهات العلمية الكبرى باعتبارها مرتبطة بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان.

اللحوم المصنعة

تعد اللحوم المصنعة من أكثر الأطعمة ارتباطاً بالسرطان وفق تصنيف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، التي وضعتها في الفئة المسماة “المجموعة واحد”، وهي فئة تضم المواد والبنود التي توجد أدلة كافية على ارتباطها السريري بالسرطان. وتشمل اللحوم المصنعة أصنافاً مثل النقانق والسلامي واللحوم المدخنة، والتي تنتج أثناء تصنيعها مركبات كيماوية مثل النترات والنتريت. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه المركبات تتحول داخل الجسم إلى مواد مسرطنة قد تؤثر في القولون والجهاز الهضمي مع مرور الوقت.

اللحوم الحمراء عند الإفراط

تضيف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان اللحوم الحمراء إلى الفئة المسماة “المجموعة اثنين ألف”، وهي فئة تفيد بوجود أدلة محتملة، لكنها غير قاطعة. وتفيد الأبحاث بأن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، مثل لحم البقر والضأن، يرتبط بارتفاع خطر سرطان القولون. وتوصي هيئات علمية عدة، مثل المعهد الأميركي لأبحاث السرطان، بالحد من الكميات وتفضيل طرق الطهي الصحية التي تقلل من تكون المركبات الضارة عند تعرض اللحم لدرجات حرارة عالية.

الأغذية فائقة التصنيع

تشير دراسات حديثة، بما فيها دراسة نشرت عام 2023 في دورية “بي أم جي”، إلى ارتباط الأغذية فائقة التصنيع بارتفاع الأخطار. ويدخل ضمن هذا التصنيف كثيراً من المنتجات الجاهزة التي تحوي مواد حافظة ومحسنات نكهة ودهون مهدرجة وسكريات مضافة. وقد لاحظ الباحثون أن الأفراد الذين يعتمدون على هذه الأطعمة بصورة يومية معرضون أكثر لأنماط السرطان المرتبطة بالسمنة والالتهابات المزمنة، بما فيها سرطان القولون. ويشدد الباحثون على أن المشكلة لا تكمن في منتج محدد، بل في كثافة الاستهلاك وتراجع تناول الأطعمة الطبيعية الطازجة.

المشروبات السكرية

توضح منظمة الصحة العالمية أن السمنة تعد عاملاً مركزياً في ارتفاع أخطار الإصابة بالسرطان، وأن المشروبات السكرية تسهم بصورة مباشرة في زيادة الوزن نتيجة المحتوى العالي من السكر المضاف. وتشير الأبحاث إلى أن نحو 13 نوعاً من السرطان ترتبط بالسمنة، مما يجعل المشروبات المحلاة، سواء العصائر الجاهزة أو مشروبات الطاقة أو الصودا، جزءاً من نمط غذائي غير صحي. وفي مراجعات علمية متعددة من جامعة هارفرد، ينصح الخبراء بالحد من هذه المشروبات وتفضيل الماء أو المشروبات غير المحلاة لتقليل العبء السكري اليومي.

الأطعمة المقلية بزيوت معاد تسخينها

تشير إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى أن عملية القلي في درجات حرارة عالية، خصوصاً عندما يعاد تسخين الزيت أكثر من مرة، تؤدي إلى تكون مادة الأكريلاميد التي ترتبط بارتفاع أخطار السرطان وفق دراسات مخبرية وسريرية. وتظهر هذه المادة في البطاطا المقلية والأطعمة السريعة التي تعتمد على القلي العميق. ويرى الباحثون في إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن تقليل تكرار التسخين، واستخدام زيوت مناسبة، وتجنب درجات الحرارة العالية، يقلل جميعها من مستويات الأكريلاميد، لكن لا يزيلها تماماً.

الدهون المتحولة

تفيد جامعة هارفرد بأن الدهون المتحولة التي تظهر في المخبوزات الصناعية والأطعمة التي تحوي زيوتاً مهدرجة ترتبط بالالتهابات المزمنة، وهي حال تعدها الأبحاث بوابة لعدد من الأمراض بما فيها السرطان.

وتؤدي هذه الدهون إلى رفع الكوليسترول الضار وخفض المفيد، وتسهم في مقاومة الإنسولين، وهو ما يهيئ ظروفا تساعد على نمو الخلايا المضطربة في الجسم. وعلى رغم تراجع استخدام الدهون المتحولة عالمياً بعد قرارات منعها في أسواق عدة، لا تزال موجودة في بعض المنتجات الرخيصة.

ماذا يقول الخبراء؟

يشير خبراء التغذية والسرطان في المعهد الأميركي لأبحاث السرطان إلى أن الصلة بين الغذاء والسرطان تعتمد على النمط العام للحياة وليس على عنصر واحد. ويؤكدون أن اتباع نظام يركز على الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية، مع تقليل الأغذية المصنعة والسكريات والدهون المتحولة، يحد من الأخطار بصورة واضحة، ويشددون على ضرورة الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.

المصدر: الاندبندنت