صعّدت الصين نبرتها الدبلوماسية في وجه اليابان، ناقلةً خلافها المتصاعد معها حول ملف تايوان إلى الأمم المتحدة، في خطوة عكست حجم التوتر بين الطرفين، بعد تصريحات اعتبرتها بكين “تهديداً بالتدخل المسلح”.
وفي رسالة وجّهها السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو تسونغ إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش، دانت بكين بشدة تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي، معتبرةً أنها “انتهاك جسيم للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية”، بعدما ألمحت إلى احتمال تدخل عسكري ياباني إذا شنّت الصين هجوماً على تايوان.
وأكد فو أنّ أي محاولة يابانية لـ”التدخل المسلح” في قضية تايوان ستُعدّ عملاً عدوانياً، مشدداً على أن الصين ستستخدم حقها الكامل في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة.
وكانت تاكايتشي، التي تولّت منصبها حديثاً، قد تخلّت عن سياسة الغموض التقليدية التي اعتمدتها طوكيو وواشنطن حيال تايوان، عندما وصفت قبل أسبوعين أي هجوم صيني على الجزيرة بأنه “وضع يهدد بقاء اليابان”، وهو توصيف يمنح رئيس الوزراء صلاحية نشر الجيش الياباني.
التصريحات فجّرت خلافاً حاداً مع بكين، وصل إلى حدّ التأثير على العلاقات الثقافية والتجارية بين البلدين، إذ أعلنت الصين إلغاء حفلات لفنانين يابانيين، واعتبرت كلام تاكايتشي “إضراراً بالغاً” بالتعاون الثنائي.
وطالبت بكين الحكومة اليابانية بوقف ما وصفته بـ”الاستفزازات وتجاوز الخطوط الحمراء”، داعيةً إلى التراجع عن مواقف “تنتهك المصالح الأساسية للصين”. وتصرّ الصين على أنّ تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، فيما تؤكد حكومة الجزيرة أنّ مستقبلها يقرّره شعبها وحده.
المصدر: رويترز