السبت   
   22 11 2025   
   1 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 08:58

الصحافة اليوم 22-11-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 22-11-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الأخبار:

تسريبات العدو… استراتيجية تهيئة الداخل والخارج للحرب: ترامب يرى حزب الله ضعيفاً ونتيناهو يهدّد

بينما يرفع رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، من سقف تهديداته إلى أكثر من عاصمة عربية وإسلامية بحجّة تشكيلهم تهديداً لكيان الاحتلال، كان لافتاً أنّ نتيناهو، أعاد الحديث عن وجود خطر في إيران واليمن وأنّ حزب الله، يسعى إلى إعادة بناء قدراته. لكن اللافت أنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تطرّق إلى الموضوع في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية، قائلاً إنّ إدارته «بدّدت الغيمة السوداء في الشرق الأوسط بتقليص حجم إيران»، مضيفاً أنّ «حزب الله، ليس في وضع جيد»، ومعلناً احتمال التوصّل إلى اتفاق مع طهران.

وفي حديث مع قناة على منصة «تيليغرام»، أشار نتنياهو إلى الوضع في لبنان، فقال «إنّ إسرائيل قامت بالكثير في أثناء الحرب، وقد غيّرت سياستها نحو سياسة المبادرة والهجوم والقوة وعدم الاحتواء، وإنّ هذا التغيير قاد إلى تحوّل جذري»، وأضاف أنّ «التهديد الذي يشكّله حزب الله اليوم، لا يُقارن بما كان قبل 7 أكتوبر، وأنّ كل شيء تغيّر، لكنّ هذا التهديد يمكن أن يُبنى من جديد، وإسرائيل لن تسمح لهذه التهديدات بأن تتطوّر، وأنّ السياسة الآن نشطة جدّاً وشديدة المبادرة».

وفي السياق، نشرت صحيفة «هآرتس»، أمس، مقالاً للكاتب عاموس هرئيل، قال فيه «إنه حتى قبل أشهر، اعتُبرت الساحة اللبنانية قصة نجاح إسرائيلية – أميركية؛ فخلافاً لهجوم «حماس» في 7 أكتوبر، كانت إسرائيل، هي المبادِرة في الشمال، بينما أخطأ حزب الله تماماً في قراءة نيّاتها، والنتيجة كانت فشلاً عسكرياً كبيراً للحزب. وأكثر من ذلك، بدت الحكومة والجيش في بيروت، بقيادة جديدة وبدفع أميركي، كأنهما جاهزان لأول مرة، لمواجهة الحزب ومحاولة نزع سلاحه، على الأقلّ في منطقة جنوبي نهر الليطاني».

ليضيف «لكنّ الآمال هذه تبخّرت في أثناء الصيف بالتدريج، إذ أثبت حزب الله، أنه خصم عنيد وأكثر دهاءً ممّا ظنّته واشنطن، فلم يخضع للضغوط، وعاد إلى تعزيز تسلُّحه وتكثيف وجوده السرّي، حتى في جنوبي الليطاني» وتحدّث عن وجود «المؤشرات على أنّ هناك تصعيداً قادماً من الجانب الإسرائيلي، والجيش يتحدّث عن عدّة أيام من الاشتباك المركّز مع حزب الله، لإعادة الحياة إلى محاولات فرض القيود عليه». وقال الكاتب، إنه «في حال اندلاع معركة في لبنان، فهذا يعني أنّ بنيامين نتيناهو، يكون قد حصل على ضوء أخضر من دونالد ترامب، ومن الممكن أن يكون الأمر عبارة عن ضغط علني بإذن أميركي أيضاً، لدفع الحكومة اللبنانية إلى تقديم تنازلات».

وأشار مراقبون إلى ما يروّج إليه العدو، على أنه يحصل بصورة مكثّفة، خصوصاً عند المراسلين العسكريين الذين يقرّون بأنّ الجيش يطلب منهم النشر حول لبنان، ويمدّهم بالمعطيات. كما لاحظ مسؤولون في بيروت، أنّ السفارات الغربية، تقول صراحة إنها تتلقّى معلومات من إسرائيل، تحت عنوان «خروقات حزب الله لاتفاق وقف إطلاق النار».

وقرأ دبلوماسي في ما يجري بأنه «سعي من قبل إسرائيل إلى عرض ملف اتّهام قانوني – سياسي يقوم على فكرة أنّ حزب الله لم يلتزم بالانسحاب شمال الليطاني، وأنه يواصل التسلّح وبناء منظومات صاروخية دقيقة، وأنّ الجيش اللبناني عاجز أو متواطئ، وقد سبق لقوات «اليونيفيل» أن فشلت في القيام بدورها، وأنّ لبنان الرسمي يقوم بعملية تضليل الولايات المتحدة الأميركية».

وبحسب التقديرات فإنّ إسرائيل، قد تكون في صدد تحضير الرأي العام في الخارج وفي داخل الكيان لحرب جديدة، على قاعدة أنه «جرّبنا المسار السياسي–الأممي، ولم يبقَ إلا القوة العسكرية لتنفيذ 1701 ونزع السلاح». ووسط غياب للوضوح حول خيارات العدو، فإنّ التقديرات تركّز على خيار استمرار الاستنزاف عبر الغارات، واحتمال تنفيذ عمليات أوسع في العمق، سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت أو في البقاع».

لكنّ أصحاب هذا الرأي يدعون إلى عدم إغفال عوامل داخلية إسرائيلية وإقليمية ودولية وخصوصاً أميركية، قد تشكّل كابحاً لرغبات حكومة العدو، خصوصاً أنّ واشنطن، لا تريد توسيعاً للحرب في المنطقة، وأنّ في إسرائيل، مَن يخشى عودة الاضطراب إلى الداخل الإسرائيلي، كون حزب الله يملك القدرة على شلّ الجبهة الداخلية في حال طالت الحرب».

فيما نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيليّة تقريراً، قالت فيه إنّ التوتّر الأمني في لبنان، قد يتصاعد في أثناء الأيّام القليلة المقبلة، مؤكّدة أنّ إسرائيل، حدّدت خطّاً أحمر واضحاً جدّاً، يقوم على عدم السماح لأي جهة معادية بمُعاظمة قوّتها بصورة تُشكّل خطراً على إسرائيل أو على أيٍّ من مناطقها، في الشمال والجنوب والشرق والضفّة الغربية وخطّ التّماس. وترى الصحيفة أنّ العمليات التي نُفّذت في لبنان، في أثناء العام الأخير تُعدّ جزءاً من تنفيذ هذه السياسة.

423 مدرسة وثانوية مستأجرة: 80 ألف طالب رسمي مهدّدون بالتهجير!

تعيش المؤسّسات التعليمية الرسمية في لبنان، على وقع أزمة غير مسبوقة، تواجهها وزارة التربية، بحلول ترقيعية عاجلة، تحاول عبرها تأجيل انفجار الأزمة قبل أن تفقد المدارس الرسمية والجامعية، القدرة على الاستمرار. فتطبيق قانون الإيجارات غير السكنية الجديد، الذي دخل حيّز التنفيذ عام 2025، جعل عشرات المدارس والثانويات الرسمية، إضافة إلى المباني المستأجرة التابعة للجامعة اللبنانية، رهينة بدلات إيجار متصاعدة تهدّد استقرار العملية التعليمية، مع رفع بعض المالكين مطالب مالية قد تصل أحياناً إلى 30 ضعف ما كانت الدولة تدفعه سابقاً. وتواجه الجامعة اللبنانية تحدّياً مماثلاً، إذ تضم 84 مبنى مستأجراً، يصعب على الإدارة تأمين الأموال اللازمة لدفع بدلاتها وفق القانون الجديد، خاصة وأنّ الموازنة السنوية للجامعة لم تتضمّن الاعتمادات المطلوبة، في حين يضغط بعض الملّاك لتحويل القيمة المستحقّة إلى الدولار الأميركي. في قلب هذه المعادلة المعقّدة، يبقى الطالب اللبناني، رهينة غياب رؤية موحّدة تضمن استمرارية التعليم الرسمي، الذي يبدو مهدّداً أكثر من أي وقت مضى

عندما صدر قانون الإيجارات للأماكن غير السكنية بصيغته المعدّلة في آب 2025، تنفّست وزارة التربية والتعليم العالي الصعداء. إذ كسبت مهلة إضافية من ثماني سنوات، قبل تحرير عقود إيجار المدارس والثانويات والمؤسسات التابعة إليها، وتخلّصت من مادة «مخيفة» كانت تتيح تقصير المدّة الانتقالية إلى سنتين فقط، في حال وافق المالك على التخلّي عن الزيادات التدريجية. اليوم، كما يقول مدير التعليم الابتدائي جورج داوود، «بات لدينا متّسع من الوقت وفرصة للتفكير بالحلول بهدوء». لكن، ماذا لو تحوّلت هذه المهلة إلى مجرد حقنة مورفين، تُرجئ انفجار الأزمة؟ وهل يكون الحلّ، في غياب الاعتمادات، ترك التعليم الرسمي بأكمله رهينة الاقتصاد الحرّ والعرض والطلب، وربط مصير عشرات آلاف الطلاب بالشروط التي يفرضها مالكو الأبنية المدرسية؟

طوال مدّة مناقشة قانون الإيجارات غير السكنية، لم تستشعر وزارة التربية، حجم الأثر الذي سيتركه على مؤسساتها، ولم تتحرّك إلا بعد صدوره، فبادرت إلى إجراء إحصاء شامل حول عدد المدارس المستأجرة وفق العقود القديمة المبرمة قبل عام 1992، وعدد طلابها وأساتذتها. وبحسب نتائج الاستمارات التي عمّمتها الوزارة على المناطق التربوية وحصلت عليها «الأخبار»، تبيّن أنه من أصل 956 مدرسة رسمية في لبنان، هناك 185 مدرسة مستأجرة قبل 1992، تضمّ 40,558 طالباً و1,674 أستاذاً في الملاك و3,200 متعاقد.

أمّا المدارس المستأجرة بعقود جديدة بعد 1992، فبلغ عددها 130، تضمّ 40,437 طالباً و987 أستاذاً في الملاك و3,200 متعاقد. ويُضاف إلى ذلك 108 ثانويات مستأجرة بعقود قديمة وحديثة. وأظهر الإحصاء أنّ التركّز الأكبر للمدارس المستأجرة هو في الشمال وجبل لبنان، فيما تتميّز بيروت، بأنّ جميع مدارسها المستأجرة مرتبطة بعقود قديمة، باستثناء مدرسة واحدة فقط مستأجرة بعد 1992.

لجنة تفاوض على الأسعار

وبعد صدور القانون، شكّلت الوزارة لجنة لـ«متابعة ودراسة عقود الإيجارات العائدة للمديرية العامة للتربية والمدارس والثانويات الرسمية المؤجّرة لمصلحة الوزارة، والتي أُبرمت قبل عام 1992، والتفاوض مع المالكين للوصول إلى اتفاقات تراعي أحكام القانون الجديد». ويشدّد داوود، على أنّ «مهام اللجنة تقتصر على التفاوض الإداري والتمهيدي، واقتراح السعر الأنسب، وإعداد التقارير والتوصيات، من دون أن يترتّب عليها أي التزام قانوني أو مالي تجاه المالكين».

وتتألف اللجنة من ممثّلين عن مديريات التعليم العام والابتدائي والثانوي، إضافة إلى دائرة المشاريع والبرامج، وتتولّى التفاوض مع الجهة المالكة لتحديد السعر الأنسب لكل مؤسّسة على حدة. علماً أنّ القانون حدّد الزيادات على بدلات الإيجار وفق مسار تصاعدي: 30% من بدل المثل في السنة الأولى، 40% في السنة الثانية، 50% في السنة الثالثة، 60% في السنة الرابعة، ثم بدل المثل كاملاً في السنوات اللاحقة.

ويشير داوود، إلى أنه بعد الانتهاء من المشاورات وإعداد التقرير، «يُحال الملف إلى المدير العام للوزارة، ثم إلى اللجنة المركزية التي تضمّ المدير العام، ومديري التعليم الأساسي والثانوي، ودائرة المحاسبة، ومندوباً عن إدارة الأبحاث والتوجيه في مجلس الخدمة المدنية. وفي النهاية نصل إلى محضر تخمين يوقّعه المالك وأعضاء اللجنة، تمهيداً لإبرام عقد إيجار جديد».
لكن، ماذا لو لم يفضِ التفاوض إلى اتفاق على بدل الإيجار؟ يجيب داوود: «يتيح القانون اللجوء إلى المحاكم، لكن هذا لم يحصل حتى الآن. فالوزارة خاضت عمليّتَي تفاوض، وفي كلتيهما تمّ التوافق مع المالكين».

المالكون: الزيادات لا تكفي

أمّا في ما يتعلّق بالمدارس المستأجرة وفق عقود جديدة بعد عام 1992، فقد شُكّلت لجنة وزارية خاصة لدرس الملف وتقديم الاقتراحات اللازمة، على غرار اللجنة المكلّفة بمتابعة العقود القديمة. وصدر في هذا الإطار التعميم رقم 22/2023 بتاريخ 11/9/2023، الذي نصّ على مضاعفة بدلات الإيجار سبع مرات، وهو تعميم لا يزال سارياً إلى حين صدور آخر يحدّد قيمة الزيادات الجديدة.

ويشير داوود إلى أنّ «المالكين لم يعودوا راضين بالسبعة أضعاف التي أقرّت قبل عامين، لأنها لا تزال بعيدة جدّاً عن الإيجارات المعتمدة قبل الأزمة الاقتصادية». ويضرب مثالاً على ذلك: «إذا كان بدل الإيجار السنوي 50 مليون ليرة، أي ما كان يعادل قبل الأزمة نحو 30 ألف دولار، فإنّ مضاعفة المبلغ سبع مرات تجعله 280 مليون ليرة، أي ما يوازي اليوم نحو 3 آلاف دولار». وهذا يعني عملياً أنّ بدل الإيجار تراجع من 30 ألف دولار إلى 3 آلاف دولار فقط. لذلك، «يطالبون بزيادات قد تصل إلى 30 ضعفاً، وهو مطلب يصعب جداً تلبيته، إذ مهما رُفعت البدلات لن نبلغ القيمة الفعلية التي كانت معتمدة قبل الأزمة الاقتصادية». ويشير داوود، في هذا السياق إلى أنّ الوزارة «راسلت مجلس الوزراء وطلبت ضرورة إعادة رفع بدلات الإيجار، مقترحة أن تصل الزيادة إلى 16 ضعفاً»، لافتاً إلى أنّ لجنة وزارية تدرس الموضوع.

وفي حالات نادرة، «يرفض بعض مالكي الأبنية عرض الوزارة القاضي بزيادة بدلات الإيجار سبعة أضعاف، ويطالبون باسترداد المأجور. عندها نطلب منهم إمهالنا حتى نهاية العام الدراسي، ونعمد إلى نقل الطلاب إلى أقرب مدرسة قادرة على استيعابهم وفيها صفوف شاغرة، أو نقوم بدمج الطلاب ضمن الصفوف نفسها، من دون أن يؤدّي ذلك في أيّ مرة إلى الاستغناء عن أساتذة أو موظفين».
وبالتالي، تتفاوض الوزارة مع المالك لتجديد عقد الإيجار، وإذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود ولم يكن خيار نقل الطلاب متاحاً، «لا يتمّ استرداد المأجور بالقوّة، بل نتوجّه إلى القضاء». ويشير داوود، إلى أنّ الوزارة «لم تمضِ حتى الآن في أي دعوى تتعلّق بالمباني المستأجرة».

«حلم» إنشاء المدارس

حتى الآن، تبقى الحلول المطروحة حلولاً ترقيعية و«عالقطعة»، في ظلّ غياب أي مقاربة شاملة تضمن حماية التعليم الرسمي واستمراريته في 325 مدرسة و108 ثانويات مستأجرة. أمّا الطرح القديم المتعلّق بإنشاء مدارس كبيرة أو مجمّعات مدرسية تخلّص الوزارة من عبء الإيجار، فلا يزال مجرد حلم. فصحيح أنّ «لدينا عقارات مملوكة من الدولة يمكن البناء عليها، لكن لا نملك التمويل الكافي لعملية التشييد». وما يجهض هذا الحلم هو تراجع الجهات المانحة التي كانت قد أبدت استعدادها لتمويل المشروع، بعدما توصلت الوزارة معها إلى آلية جديدة تضمن الشفافية وتربط إنشاء المدارس بقانون الشراء العام. إلا أنّ هذه الجهات انسحبت، ولا سيّما بعد أن علّقت الإدارة الأميركية، تمويل المشاريع التي كانت مموّلة عبر وكالة التنمية الأميركية (USAID).


البناء:

بوتين يقبل الخطة الأميركية وزيلينسكي يرفض بدعم أوروبا ومهلة ترامب للخميس

عون: جاهزون لتسلّم النقاط الحدودية فور وقف الاعتداءات وانسحاب الاحتلال

تسجيل الاغتراب أقل بالثلث من 2022… وعراقجي لرجي جاهزون للحوار

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموافقة الروسية على الخطة الأميركية لوقف الحرب في أوكرانيا التي تضمن لروسيا ضمّ شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، وتعديل الدستور الأوكراني لتأكيد الحياد وعدم الانضمام إلى حلف الناتو، كما تضمن نزع الأسلحة الأوكرانية التي تمثل تهديداً لروسيا، إضافة لما تضمنه لروسيا من رفع للعقوبات والعودة إلى مجموعة الثمانية الكبار، والخطة التي جاءت لمنع انهيار وشيك لأوكرانيا كما يقول الأميركيون تتضمّن تعهداً أميركياً بوقف بيع السلاح لأوكرانيا بتمويل أوروبيّ ووقف التعاون الاستخباريّ مع أوكرانيا إذا رفضت الخطة، وبعدما أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بدعم من أوروبا رفض الخطة، تشاور عدد من قادة أوروبا مع البيت الأبيض، بينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه يمهل أوكرانيا حتى الخميس لقبول الخطة.
لبنانياً كانت الزيارة المشتركة لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون وقائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى منطقة الجنوب عشية عيد الاستقلال موضع ترحيب اللبنانيّين عموماً، والجنوبيين خصوصاً، وبينما أكد الرئيس عون مواقفه الداعية إلى تنفيذ “إسرائيل” التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، أعلن “جهوزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدّم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدّد للتسلم”، معلنًا أنّ “الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود”. وأضاف الرئيس عون: “بالتزامن، تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها. هذه المبادرة، هي اليوم برسم كل العالم، برسم كل صديق وحريص وصادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة. ونحن جاهزون لها. وملتزمون”.
في المسار الانتخابيّ، ومع نهاية مهلة تسجيل المقيمين خارج لبنان للمشاركة في الانتخابات في الاغتراب، أعلنت وزارة الخارجية أن عدد المسجلين 155 ألفاً وهو أقلّ بنسبة الثلث من عدد المسجلين في انتخابات 2022، فيما يتوقع أن ينخفض العدد إلى 125 ألفاً بعد التحقيق الذي تجريه وزارة الداخلية أي ما يعادل نصف عدد المسجلين في دورة 2022، وعلى مستوى وزارة الخارجية ردّ وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي على دعوة وجّهها له وزير الخارجية اللبنانية يوسف رجّي لما أسماه بالتفاوض وفي بلد ثالث، قال عراقجي إنّه مستعدّ للحوار وعلى قاعدة عدم التدخل في شؤون الغير، موجهاً الدعوة لرجي إلى طهران أو توجيه دعوة لعراقجي لزيارة لبنان.

وأطلق رئيس الجمهورية جوزاف عون، سلسلة مواقف هامة في كلمة مصوّرة من جنوب لبنان بمناسبة عيد الاستقلال، وجّه خلالها جملة رسائل داخلية وخارجية من المتوقع أن تحرّك المياه الراكدة في «بركة التفاوض» مع الاحتلال الإسرائيلي. لا سيّما أنّ لبنان وفق ما تؤكد مصادر رسمية لـ»البناء» لم يتلقَ أيّ ردّ إسرائيلي على دعوة رئيس الجمهورية للتفاوض، كما لم يأتِ أيّ اقتراح أو مبادرة أميركية رغم تسلّم السفير الأميركي الجديد مهامه الدبلوماسية في لبنان ميشال عيسى. ووفق المصادر، فإنّ مرجعيات رئاسية تعوّل على اجتماع مرتقب للجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في الثالث من الشهر المقبل تحضره المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، فيما لم تحدّد دوائر المقار الثلاثة بعبدا وعين التينة والسرايا أي موعدٍ للمبعوث توم برّاك.
وعلمت «البناء» أنّ الجهود الدبلوماسيّة التي يبذلها رئيس الجمهورية ومستشاروه مستمرة مع السفير عيسى ومسؤولين أميركيين عسكريين ودبلوماسيين فاعلين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية، لاحتواء الأزمة الناشئة بين واشنطن وقيادة الجيش ولشرح موقف القائد وتفاصيل الواقع اللبناني ودقته وحساسيته، وضرورة تفادي أيّ خطوة أو دعسة ناقصة تؤدي إلى توتر سياسي وأمني داخلي.
ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى أن زيارة رئيس الجمهورية وقائد الجيش وضباط رفيعي المستوى إلى الجنوب وإلقاء كلمة الرئيس من مسافة قريبة للشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، والمواقف التي تضمّنتها، تحمل دلالات هامة وتعكس رؤية وطنية صافية لدى الرئيس والقائد، ونثرت فائضاً من المعنويات لأهل الجنوب الصامدين في قراهم، رغم ضراوة العدوان، ووجّهت رسالة للعدو بأنّ الجنوب ليس متروكاً لأنياب الاحتلال وأنّ لبنان لن يتنازل عن حقوقه السياديّة ولن يخضع أو يرضخ للابتزاز الناري والجرائم المستمرّة ضد الجنوبيين، ورسالة للأميركيين بأنّ الدولة حاضرة في عمق الجنوب والجيش منتشر في مفاصله ومناطقه. وأشارت الأوساط إلى أهمية التناغم بين العمادين عون وهيكل في رسم مسار التصدي والمواجهة مع العدوان الإسرائيلي وأطماعه، وفي الوقت نفسه تعزيز دور الدولة وسلطتها على كامل أراضيه وحصر السلاح بيده ضمن استراتيجية أمن وطني بما فيها تسليح الجيش تشكّل ضمانة وصمام أمان للجنوبيّين وكل اللبنانيين، وفق ما جاء في خطاب القَسَم.
وشدّد الرئيس عون على أنّ «هذه الأرض التي أنهكتها الاعتداءات وغياب الدولة عنها، لكنها صمدت، وستنهض مع عودة الدولة إليها، سلطةً ورايةً وقراراً واحداً، فنحن نمرّ بمرحلة مصيريّة شبيهة بمرحلتي الاستقلالين الأول والثاني، وسط زلزال من التطورات وانقلاب موازين القوى من حولنا يشبه ما رافق نشأة لبنان دولةً مستقلة».
ولفت إلى «أننا نقف هنا على أرض الجنوب، لنقول لمن يرفض الاعتراف بما حصل، بأن الزمن تغيّر، وأنّ الظروف تبدّلت، وأنّ لبنان تعب من اللادولة، وأنّ اللبنانيين كفروا بمشاريع الدويلات، وأنّ العالم كاد يتعب منا، ولم نعد قادرين على الحياة في ظلّ انعدام الدولة. والمسألة هنا لا تعني فقط حصر السلاح وقرار السلم والحرب، وهذا ضروريّ جداً وحتميّ فعلاً، بل المطلوب أكثر، هو حصر ولاء اللبناني بوطنه، وحصر انتمائه الدستوري والقانوني إلى دولته، لنعيد بعدها ثقافة الدولة، نهج حياة وسلوك في كل تفصيل من حياتنا وعلى كل شبر من أرضنا».
وشدّد على أنّه «لا، ليس صحيحاً ولا مقبولاً أن نتصرّف وكأن جماعة لبنانية زالت أو اختفت أو هُزمت. فهؤلاء لبنانيّون، هم أهلنا أبناء الأرض، هم باقون معنا ونحن باقون معهم، لا نقبل لهم سوى ذلك، ولا هم يقبلون. هؤلاء ضحوا وبذلوا وأعطوا دماً وشهادات. والآن علينا جميعاً أن نعود معهم ومع كل اللبنانيين، إلى حضن الوطن، وتحت سقف الدولة الحصريّ الذي لا سقف سواه، بلا اجتهادات ولا استثناءات».
وأضاف: «حاضرون وجاهزون بلا أيّ عقد، وفق قاعدة واضحة: فمسار الشأن اللبنانيّ، من بيروت حتى حدودنا الدوليّة، نسيّره وحدنا بقرارنا الذاتي المستقل، وبدافع مصلحة لبنان ومصالح شعبه العليا دون سواها، وهذا يعني انسحاباً إسرائيلياً من كلّ متر مربع من أرضنا، وعودة لأسرانا، وترتيبات حدودية نهائيّة، تؤمّن استقراراً ثابتاً ونهائياً. أما أيّ خطوة أبعد من الحدود، فنسير بالتنسيق والتلازم مع الموقف العربي الجامع. ونرى في القمة الأخيرة في واشنطن بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مؤشرات مشجّعة جداً لانطلاق مساره. هذا المسار الذي لن يتخلّف عنه لبنان خطوة واحدة».
وأكد عون جهوزية الجيش اللبناني لتسلّم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانيّة لأن تتقدّم من اللجنة الخماسيّة فوراً، بجدول زمني واضح محدّد للتسلم». كما أكّد الرئيس عون على «استعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلّم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط».
وأشار إلى «تكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية»، معلناً أنّ «الدولة اللبنانيّة جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود».
وأضاف الرئيس عون: «بالتزامن، تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دوليّة لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كلّ سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها. هذه المبادرة، هي اليوم برسم كلّ العالم، برسم كلّ صديق وحريص وصادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة. ونحن جاهزون لها. وملتزمون».
وكان رئيس الجمهورية قام بزيارة تفقديّة لقيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور عشية عيد الاستقلال، وكان في استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل وقائد القطاع العميد الركن نقولا تابت وكبار الضباط، في رسالة دعم للجيش.
حيث ألقى العماد هيكل كلمة رحّب فيها برئيس الجمهورية في زيارته التفقدية، التي تزامنت مع ذكرى الاستقلال، «والتي تؤكد مرة أخرى على دعمكم الدائم للجيش وحرصكم على زيارة الجنوب وتفقد أهله والعسكريين المنتشرين فيه». وقال: «نجدّد اليوم أمام فخامتكم التمسك بالحفاظ على لبنان وسيادته واستقلاله وحماية سلمه الأهلي».
ثم قدّم رئيس قسم العمليات في قطاع جنوب الليطاني العقيد رشاد بو كروم عرضاً مفصلاً معززاً بالخرائط والأرقام حول الوضع الراهن في القطاع، والأعمال التي ينفذها الجيش تطبيقاً للخطة التي وضعتها القيادة لا سيما لجهة إزالة الذخائر وضبط الأسلحة والمنشآت تنفيذاً لقرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة. وتضمّن العرض معلومات حول ما أنجز حتى الآن، وحول انتشار الجيش في المواقع والمراكز المحددة والحواجز الدائمة والظرفيّة والأماكن المستحدثة على طول الحدود، والدوريات التي يسيّرها الجيش للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
واطلع الرئيس عون على الخرائط والصور التي تظهر المساحات التي تجاوزت فيها القوات الإسرائيلية الخط الأزرق خلال إنشائها حائطاً تجاوزت فيه الحدود الجنوبية المعترف بها دولياً. وقدّم العميد الركن تابت ملخصاً للمداولات التي دارت خلال اجتماع لجنة «الميكانيزم» والموقف اللبناني الثابت في الدفاع عن حقوق الدولة اللبنانية وسيادتها على أراضيها .
في غضون ذلك وعشية إحياء لبنان الذكرى الثانية والثمانين للاستقلال، واصل الاحتلال صبّ جام غضبه ونار حقده على لبنان، وقد أغارت طائرة مُسيّرة مستهدفة سيارة مدنية على طريق عام فرون في الجنوب، فيما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بارتقاء شهيد جراء الغارة.
ويأتي هذا الاعتداء في ظلّ اختراق طائرات العدو المُسيّرة للأجواء اللبنانية دون صوت، فوق القطاعين الغربي والأوسط جنوباً، وصولاً إلى شمال مدينة صور وجوارها.
في المواقف، دعا حزب الله في بيان إلى «ترسيخ الوحدة الوطنية والتكاتف والتعاون بين جميع اللبنانيين، بِكل أطيافهم ‏وقواهم السياسيّة، لأنها الركائز الأساسية ‏في مواجهة العدوان الإسرائيلي ‏والحفاظ على استقلال لبنان وصون كرامته».‏
وشدّد على‏ «رفض أيّ شكل من أشكال التبعية والإملاءات الخارجية، إذ أنّ استقلال لبنان ‏لا يتأتّى إلا برفضه ومواجهته لأيّ ‏مشروع خارجي، وتحصين سيادته ‏وقراراته من أي تأثيرات لا تخدم مصالح لبنان وشعبه.
ـ الدفاع عن حقوق لبنان على كامل أراضيه، وفي مياهه وثرواته الطبيعية، والتأكيد على ‏حقه الطبيعي والمشروع في ‏الدفاع والمقاومة ردّاً على أي عدوان.‏
ـ التمسك بعناصر قوة لبنان وعدم التفريط بها، للحفاظ على حقوقه الوطنية، ‏ولتكون منطلقاً لإسقاط كل المشاريع ‏والمخططات التي تُحاك ضد لبنان والمنطقة».
‏ وشدّد على ضرورة «القيام بكلّ الجهود الممكنة والفورية لإلزام العدو الإسرائيلي بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، ‏ودفع الدول الضامنة للضغط عليه لوقف اعتداءاته التي تتمادى باستهداف المدنيّين لتطال المدارس وطلابها وموظفي ‏البلديات والبيوت والأرزاق والمصالح الاقتصاديّة، والعمل بكل الوسائل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودحره عن ‏الجنوب ومنعه من التمدّد وتهديد أمن وسيادة لبنان.‏
ـ اتخاذ خطوات عملية لإعادة الإعمار وتأمين كل مستلزمات الصمود والبقاء للجنوبيين، الذين يروون أرض الوطن ‏يومياً بدمائهم الزكية».‏
بدوره، ردّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على تصريحات وزير الخارجية اللبناني جو رجي، وقال عراقجي في تصريح: «صديقي العزيز وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي دعاني في مقابلة إلى إجراء التفاوض». وقال: «نحن لا نتدخّل في الشؤون الداخليّة للبنان؛ لكنّنا نرحّب بأيّ حوار بهدف تعزيز العلاقات الثنائيّة بين إيران ولبنان، ولا حاجة لبلدٍ ثالث».
ودعا وزير الخارجية الإيراني رجي إلى زيارة طهران، و»أنا مستعدّ أيضاً لزيارة بيروت بكلّ سرور إذا تلقيت دعوة رسميّة لذلك».
ويأتي ذلك، بعد دعوة رجي في مقابلة تلفزيونية وزير خارجية إيران للقاء من أجل التفاوض على أرض محايدة.


اللواء:

الجنوب محور ذكرى الاستقلال.. ومبادرة رئاسية من 5 نقاط لحل مستدام

ترامب: سأوجِّه دعوة لعون إلى البيت الأبيض وحزب الله مشكلة.. ووزير الخارجية المصري في بيروت الأربعاء

الذكرى الـ 82 لإستقلال لبنان، بدأت من الجنوب بزيارة لم يُعلن عنها مسبقاً قام بها الرئيس جوزاف عون، برفقة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، حيث زار ثكنة بنوا بركات في مدينة صور، ومن هناك حدّد خارطة طريق للصمود والتحرير من الاحتلال، ثم طرح رئيس الجمهورية مبادرة من 5 نقاط للحلّ، مع إنهاء عصر الدويلات، والانتماء الى الدولة بالكامل.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان خطاب الرئيس جوزاف عون في ذكرى الإستقلال فند الوقائع واستعرض العديد من المحطات في مشهدية شاملة، مشيرة الى ان مبادرته بشأن التفاوض ستفتح المجال أمام ردود فعل وقراءات متعددة.
واعتبرت ان ما قاله لم يخرج عن سياق دعواته السابقة عن التفاوض انما هذه المرة توقف عند الرعاية الأممية، ما يعني ان لبنان مستعد لهذه المسيرة، لكن ليس معلوماً الرد على هذه المبادرة وماهية الترددات بشأنها.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب رداً على سؤال أنه سيقوم بدعوة الرئيس عون لزيارة البيت الابيض.
ورأى أن حزب الله لطالما ظل مشكلة في لبنان، ونعمل على تعزيز السلام في الشرق الاوسط.
ووضع الرئيس عون في رسالته الاولى لمناسبة الاستقلال من الجنوب، مبادرته لتطبيق اتفاق وقف الاعتداءات وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي واطلاق الاسرى، وعدم تحويل الجنوب إلى منصة لإستهداف حدود أي دولة.. أمام كل العالم، وهي ترسم كل صديق حريص أو صادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الامن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة.. ونحن جاهزون لها، وملتزمون.
وقال الرئيس عون في الرسالة أن مسار الشأن اللبناني، من بيروت حتى حدودنا الدولية، نسيّره وحدنا بقرارنا الذاتي المستقل، وبدافع مصلحة لبنان ومصالح شعبه العليا دون سواها، وهذا يعني انسحاباً اسرائيلياً من كل متر مربع من أرضنا، وعودة لأسرانا، وترتيبات حدودية نهائية، تؤمّن استقراراً ثابتاً ونهائياً.
أما أي خطوة أبعد من الحدود، فتسير بالتنسيق والتلازم مع الموقف العربي الجامع. ونرى في القمة الأخيرة في واشنطن بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤشرات مشجعة جداً لإنطلاق مساره. هذا المسار الذي لن يتخلَّف عنه لبنان خطوة واحدة.
أكثر من ذلك، لماذا أنا في الجنوب الآن؟،
لقد اخترت هذا المكان وهذه اللحظة، لأقول بموجب ضميري الوطني، ومسؤوليتي عن بلد وشعب، ولأعلن لكل العالم، ما يلي:
أولاً:تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتسلُّم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدد للتسلُّم.
ثانياً: استعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلُّم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الاسرائيلي من كل النقاط.
ثالثاً: تكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية.
رابعاً: إن الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يُرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.
خامساً: وبالتزامن، تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرِّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها.
واكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في الرسالة التي وجَّهها الى اللبنانيين لمناسبة الذكرى الـ82 للاستقلال، من ارض الجنوب وتحديداً من قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور، ان لا استقلال حقيقياً، إلا بتحرير وتعمير الجنوب، وكل لبنان. ولا مجال لتحقيق أي خطوة على هذه الدرب، إلا عبر الدولة اللبنانية وحدها وحصراً، لا شريك لها في سيادتها ولا وصي.
وكشف الرئيس عون عن استعداد الدولة لأن تتقدم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدد، حول جهوزية الجيش اللبناني لتسلُّم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، تدريجياً أو دفعة واحدة، وتكليف اللجنة الخماسية بالتأكد الدائم من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها على تلك النقاط، وتعهّد الدولة بالتلازم مع هذا المسار، بأنها المسؤولة الوحيدة عن أمن الحدود، وعن أمن أراضيها كافة، وجهوزيتها للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يُرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.
وتابع: تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، باحتواء كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها، وتحييده نهائياً.
وأشار الرئيس عون الى وجود انطباع لدى بعض المرتابين من تطورات المنطقة، وكأن شيئاً لم يتغير، وهي مكابرة أو حالة إنكار ليُقنع هذا البعض نفسه، بأنه يمكنه الاستمرار بما كان قائماً من تشوهات في مفهوم الدولة وسيادتها على أرضها، كما ان هناك انطباعا مناقضا لدى بعض آخر، بأن الزلزال الذي حصل، قضى على جماعة كاملة في لبنان. وهذه مكابرة أخرى، وحالةُ إنكار مقابلة، لا تقل عن الأولى خطأً وخطراً.
وقال ان المطلوب حصر ولاء اللبناني بوطنه، وحصر انتمائه الدستوري والقانوني إلى دولته، فلم يعد مقبولاً التغوّل على الحق العام، ولا على الملك العام، ولا على المال العام، ولا على الفضاء العام. لم يعد أيٌّ من هذا مقبولاً، لا باسم استثناء، ولا بذريعة ماضٍ أو حاضرٍ أو مستقبل، ولا بوهج قوة أو فائضها، ولا برد فعلٍ من جماعة أخرى أو منطقة أخرى، على واقع غير سليم.
وتأتي المبادرة الرئاسية عشية زيارة البابا لاون الرابع العشر إلى لبنان بدءاً من السبت المقبل كما يزور وزير الخارجية المصري بدرعبد العاطي بيروت الاربعاء المقبل على رأس وفد من ضمن تفعيل المبادرة المصرية لإنهاء خروقات قرار وقف اطلاق النار في الجنوب، وترتيب مسار حصرية السلاح بيد الدولة.

عون في ثكنة بنوا بركات

وفيما جرت امس، مراسم تكريم رجالات الاستقلال في بيروت والمناطق، زار رئيس الجمهورية جوزف عون ومعه قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور، في زيارة رمزية لها دلالاتها السياسية وتحمل رسالة الى من يقف وراء الحملة القائمة ضد الرئيس وضد الجيش والاستخفاف بما انجزه في الجنوب وكل لبنان. واطّلع عون من قائد قطاع جنوب الليطاني العميد نقولا تابت والضباط على الوضع الامني في المنطقة.
بعد ذلك، انتقل وقائد الجيش إلى قاعة العمليات حيث ألقى العماد هيكل كلمة رحب فيها برئيس الجمهورية في زيارته التفقدية، التي تزامنت مع ذكرى الاستقلال، «والتي تؤكد مرة اخرى على دعمكم الدائم للجيش وحرصكم على زيارة الجنوب وتفقد أهله والعسكريين المنتشرين فيه». وقال:نجدد اليوم امام فخامتكم التمسك بالحفاظ على لبنان وسيادته واستقلاله وحماية سلمه الاهلي.
ثم قدم رئيس قسم العمليات في قطاع جنوب الليطاني العقيد رشاد بو كروم عرضا مفصلا معززا بالخرائط والأرقام حول الوضع الراهن في القطاع، والأعمال التي ينفذها الجيش تطبيقاً للخطة التي وضعتها القيادة لاسيما لجهة ازالة الذخائر وضبط الأسلحة والمنشآت تنفيذاً لقرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة. وتضمن العرض معلومات حول ما انجز حتى الآن، وحول انتشار الجيش في المواقع والمراكز المحددة والحواجز الدائمة والظرفية والأماكن المستحدثة على طول الحدود، والدوريات التي يسيِّرها الجيش للحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة.
واطّلع الرئيس عون على الخرائط والصور التي تُظهر المساحات التي تجاوزت فيها القوات الاسرائيلية الخط الأزرق خلال إنشائها حائطاً تجاوزت فيه الحدود الجنوبية المعترف بها دولياً. وقدم العميد الركن تابت ملخّصاً للمداولات التي دارت خلال اجتماع لجنة «الميكانيزم» والموقف اللبناني الثابت في الدفاع عن حقوق الدولة اللبنانية وسيادتها على أراضيها.
وتحدث الرئيس عون إلى الضباط وقال: اتيت اليوم إلى الجنوب في ذكرى الاستقلال، لأؤكد أن هذه المنطقة الغالية هي في قلوبنا دائما، وأن الجيش الذي يحمي الجنوبيين كما جميع اللبنانيين، ثابت في مواقفه والتزامه في الدفاع عن الكرامة الوطنية والسيادة والاستقلال، وهو يقدم وفاءً لهذه المبادىء الشهيد تلو الاخر غير آبه بما يتعرض له من حين إلى آخر من حملات التجريح والتشكيك والتحريض. ونوه الرئيس عون بالدور المميز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموما وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصا، محيياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطة الامنية والذين بلغ عددهم ١٢ شهيدا.
وفي أمر اليوم الذي وجَّهه الى العسكريين، قال قائد الجيش: إن وطننا يشهد اليوم مرحلة مصيرية هي من الأصعب في تاريخه، وسط الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية، واستمرار الاعتداءات والانتهاكات التي تؤدي إلى وقوع شهداء وجرحى، وتمنع استكمال انتشار الجيش، وتتسبب بدمارٍ في الممتلكات والمنشآت. لقد بذل الجيش جهودًا جبارةً منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيِّز التنفيذ، رغم الإمكانات المحدودة والصعوبات الناتجة عن الأزمة، لتطبيق خطته وتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني، وبسط سلطة الدولة على جميع أراضيها تنفيذًا لقرار الحكومة اللبنانية، والالتزام بالقرار 1701 ومندرجاته كافة، بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية.
اضاف: هذه الجهود تستلزم مواكبة حثيثة من مؤسسات الدولة، ضمن إطار جهدٍ وطني شامل، وتوفير الإمكانات، وتحسين أوضاع العسكريين، وتهيئة الظروف الضرورية لاستعادة الاستقرار.إنَّ القيادة مُدرِكَة تمامًا للأوضاع الاستثنائية المحيطة بتنفيذ خطة الجيش، التي تسير وفق البرنامج المحدَّد لها، وهذه الظروف تستلزم أعلى درجات الحكمة والتأنّي، والحزم والاحتراف، بما يخدم المصلحة الوطنية والسلم الأهلي، بعيدًا عن أي حسابات أخرى.
وخاطب العسكريين قائلاً: ثابروا على القيام بواجبكم غير عابئين بحملات التشكيك والافتراء والشائعات، واعلموا أنكم دومًا إلى جانب الحق.

زيارة قريبة لهيكل إلى واشنطن

وفي سياق العلاقة مع الولايات المتحدة قالت مصادر قريبة من بعبدا لـ «اللواء» أن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية بالسفير الاميركي الجديد كان جيداً وودياً ولم يتخالله أي مواقف متشنجة، بحيث أظهر عيسى تقديره واحترامه لعون والجيش اللبناني وقيادته. أكثر من ذلك، أكد عيسى أنه سيكون هناك زيارة لقائد الجيش لاميركا، وأنه كممثل لبلاده يستطيع التأكيد على استمرار دعمها للجيش ووقوفها الى جانب السلطة اللبنانية في لبنان.
وحسب مصادر أخرى، أكدت معلومات لـ «اللواء» أن هناك زيارة قريبة لهيكل لواشنطن.

سلام: مسؤولية الدولة والمواطن

وشارك الرئيس نواف سلام في مؤتمر حول المواطنة المسؤولة، أقيم في قصر اليونيسكو، حيث شدد على أن العلاقة بين الدولة والمواطن تقوم على مسؤولية مشتركة، قائلاً: «بين مسؤولية الدولة ومسؤولية المواطن تتأسس علاقة تقوم على شراكة صادقة تعيد وصل ما انقطع من ثقة».
وأضاف سلام: لم يعد لدينا ترف إضاعة الوقت والفرص، وقد أضعنا الكثير منها، بدءًا من اتفاق الطائف، وعدم نشر الجيش في الجنوب عام 2000، وصولاً إلى إدارة شؤوننا السياسية بعد الوصاية السورية.
وتابع: الدولة لا تُدار بالخوف بل بالثقة. لقد أضاع وطننا فرصاً كثيرة، لكن ما زال فيه من عناصر القوة للنهوض من جديد.
وشدد على أن مستقبل أفضل للبنان يقوم على ثقافة سياسية جديدة، «تقوم على نبذ العنف وتقبل الآخر»..
اضاف: ومن موقع المسؤولية أقول بصراحة: الدولة في لبنان، عبر سنوات طويلة، لم تكن على مستوى هذه المسؤولية. تأخّرت في حماية مواطنيها، تردّدت في تطبيق الدستور، تراجعت أمام الضغوط الخارجية، وسمحت بأن تنمو اللامساواة وأن يُترك المواطن ليواجه وحده انهيار العملة الوطنية، وتردّي الخدمات العامة.

الانتخابات وخطوة برِّي باتجاه التعديلات

دخلت الانتخابات النيابية مرحلة جديدة بعدما انتهت مهلة تسجيل اللبنانيين غير المقيمين للاقتراع في انتخابات ايار 2026، وأقفلن على 152 الفاً حسبما أعلنت وزارتا الداخلية والخارجية في بيان مشترك، بفارق نحو مئة الف مقارنة بالمسجلين لانتخابات 2022، الذين بلغ عددهم نحو 244 الفاً لم يقترع من بينهم اكثر من 84 الفاً. بمنظار ما ستقرره رئاسة المجلس النيابي بخصوص اقتراحات النواب حول قوانين الانتخاب ومشروع قانون الحكومة الذي أحاله رئيس الجمهورية الى المجلس.
وقد تسلّمت وزارة الداخلية والبلديات منها حتى يوم امس 100,766 طلباً من طلبات تسجيل المغتربين، يجري حاليًا العمل على تدقيقها ومطابقتها مع قوائم الناخبين. كما تعلن الوزارتان أنه وبعد الانتهاء من التدقيق بلوائح المسجلين من قبل المديرية العامة للأحوال الشخصية، ستصدر وزارة الداخلية والبلديات القوائم الإنتخابية الأولية ليصار الى تعميمها بواسطة البعثات في الخارج على المغتربين للتأكد من صحة القيود والبيانات.
وحسب وزارة الخارجية توزع الناخبون المسجلون على المنصّة على القارات كالأتي:
-اميركا الشمالية: 34969 الفاً.

  • اميركا اللاتينية: 3288 ناخباً.
  • اوروبا: 56133 ناخباً.
    آسيا:30147 ناخباً.
  • افريقيا: 15157ناخباً:
    -اوستراليا: 11591 ناخباً.
    وقال وزير الداخلية احمد الحجار امام الجالية اللبنانية في فرنسا في احتفال لمناسبة عيد الاستقلال: يبقى صوتكم في الانتخاباتِ القادمةِ في أيّار من العامِ القادم 2026، أَصَدَحَ هذا الصوت منْ هنا أم من لبنان، صوتا فاعلا حاسما قادرا على قلبِ المعادلات وتغيير الموازين، داعيا اللبنانيين في الخارج إلى المشاركة بكثافة مهما كانَ شكلُ القانونِ الانتخابيِّ ومهما كانَتْ أشكالُ التحالفات، كونوا على يقينٍ بأنَّ لصوتكم وقعا ولمشاركتكم أثرا. ونعمل بكل ما أوتينا منْ قوة وعزيمة لنوفر لكم ممارسة حقكم الانتخابي بكل سلاسة وسهولة.
    وقال مصدر نيابي لـ «اللواء» أن خطوة الرئيس بري في ما خص مشروع قانون الحكومة له تأثير على مجرى التطورات المقبلة.

شهيد بغارة في فرون

عدوانياً، استهدفت مسيَّرة معادية بغارة قرابة السابعة مساء امس، سيارة عند مدخل بلدة فرون في جنوب لبنان، مما ادى الى استشهاد سائق يدعى احمد محمد رمضان.
واستهدف جيش الاحتلال الاسرائيلي المنطقة الواقعة بين مدينة ميس الجبل وبلدة حولا بقذيفة مدفعية.كما سُجّل قرابة الثامنة والربع صباح أمس، سقوط 3 قذائف مدفعية اسرائيلية على حرج بلدة يارون في قضاء بنت جبيل.
وحسب احصاءات وزارة الصحة بُعيد التوقيع على اتفاقية وقف الأعمال العدائية ولغا

المصدر: الصحف اللبنانية