الجمعة   
   21 11 2025   
   30 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 16:55

ناصر الدين أطلق الحملة الوطنية للتوعية حول سرطان الرئة وحذر من مخاطر التدخين: سأطرح التشدد في تطبيق القانون 174

أطلقت وزارة الصحة العامة، بالشراكة مع اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان، الحملة الوطنية للتوعية حول سرطان الرئة تحت شعار “مع كل نفَس… بتخسر نفس”، وذلك خلال لقاءٍ عُقد بحضور وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصرالدين، ورئيس اللجنة المكلفة متابعة تنفيذ “الخطة الوطنية لمكافحة السرطان”، الدكتور عرفات طفيلي، والسيدة غاييل كيبرانيان التي قدمت شهادة حياة عن تجربتها الشخصية مع هذا المرض الذي تسبب بخسارة زوجها. كما حضرت السيدة لمى صادق الصبّاح ممثلة رئيس شركة الصباح للإعلام السيّد صادق أنور الصبّاح وعدد من مممثلي شركاء وزارة الصحة العامة.

تركّز الحملة على التحذير من مخاطر التدخين بجميع أشكاله، بما في ذلك السجائر التقليدية والسجائر الإلكترونية والنرجيلة، كما تؤكد على مخاطر التدخين السلبي، إذ تشير الدراسات إلى أنّ التدخين يُعدّ المسؤول عن أكثر من 80% من حالات سرطان الرئة عالمياً. وتهدف الحملة إلى تعزيز الوعي، تشجيع الإقلاع عن التدخين، والحدّ من التعرّض للتدخين السلبي حمايةً للصحة العامة.

وفي كلمته، شدّد الوزير ناصرالدين على أن” شعار الحملة ليس شعارًا إعلاميًا فحسب بل إنه عنوان إنساني هدفت من خلاله اللجنة التي خططت للحملة الوطنية إلى التحفيز على مخاطر سرطان الرئة والعمل على المحافظة على الحياة، بعدم الإستخفاف بما يؤدي إليه التدخين على أنواعه من سجائر وVape ونارجيلة من مخاطر صحية قاتلة”.

وأكد أن “هذه الحملة تأتي من ضمن ما تنص عليه الخطة الوطنية للسرطان في لبنان حول إطلاق حملات توعية وتشخيص مبكر لاتباع نمط حياة يجنّب الإنسان الإصابة بالمرض. وذكّر بأن الحملة الوطنية للوقاية من سرطان الثدي مستمرة حتى رأس السنة، وستتبع الحملة للتوعية على سرطان الرئة حملات أخرى للتوعية ضد مختلف أنواع السرطان”.

وأكد الوزير ناصر الدين أن” الأرقام تشير إلى ارتفاعٍ مطرد في عدد المصابين بسرطان الرئة، بما يترافق مع ارتفاعٍ مستمر في الوفيات، ليصبح سرطان الرئة القاتل الأول بين سرطانات الرجال، والثاني بين النساء، مضيفا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن أكثر من 85% من حالات سرطان الرئة ناتجة مباشرة عن التدخين. ولفت إلى أن سرطان الرئة، على خطورته، هو من السرطانات التي يمكن الوقاية منها بشكل كبير، ومن دون الحاجة إلى لقاح أو كلفة. فالأرقام تقول بكل وضوح: من أصل كل 100 عائلة يُصاب أحد أفرادها بسرطان الرئة وتعيش معاناة التشخيص والعلاج ومخاطر الفقدان، هناك 85 عائلة كانت ستواصل حياتها بشكل طبيعي لو لم يكن أحد أفرادها مدخنًا”. وسأل: أليس هذا بحد ذاته لقاحًا حقيقيًا؟”.

وأكد ناصر الدين أن” مسؤولية مواجهة هذه الآفة لا تقع على وزارة الصحة وحدها، بل هي شراكة مجتمعية كاملة. فالإعلام والإعلاميون لهم دور محوري في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم. والأسرة والمدرسة والمجتمع مسؤولون عن تربية الأجيال على نمط حياة صحي، وتحفيزهم على مخاطره بكل أشكاله. كما يبقى دور الجهات الرقابية أساسيًا في التطبيق الصارم لأحكام القانون 174 الهادف إلى الحدّ من التدخين في الأماكن العامة. فهذا القانون ليس مجرد نص تنظيمي، بل أداة لحماية صحة المواطنين، لأن الدراسات جميعها قد أثبتت بأن التدخين السلبي لا يقلّ خطورة عن التدخين نفسه، ما يجعل الالتزام بهذا القانون واجبًا وطنيًا علينا جميعًا”.

وقال: “للأسف أقرّوا القانون ولكنه لم يُنفذ. بل إن هناك من يهزأ بتأثيراته، ويتحدث عن ضرورة عدم إقرار ما يمكن أن يضرّ بالسياحة. ولكن، هل إن سياحتنا أفضل من السياحة في الدول المجاورة؟ لماذا يُطبق القانون في دول أخرى من دون أي تأثير على السياحة ومن دون أن يُعتبر التدخين حرية إجتماعية؟”.

وأكد أن “لتطبيق القانون إيجابيات كثيرة فهو يوفر على خزينة الدولة ويخفّض التكاليف العلاجية والاستشفائية ويحمي أرواحًا غالية لا تُقدر بأرقام. فمعاناة المصابين كبيرة جدا، وإننا في وزارة الصحة العامة شاهدون على معاناة المرضى في الحصول على موافقة على علاج كما أن الوزارة بدورها تعاني لتأمين الدواء في ظل موازنتها الضئيلة”.

وتابع الوزير ناصر الدين مؤكدًا أن” الوزارة عازمة على تطبيق القانون”، مضيفا أنه “سيعيد طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء للتشدد في المسألة”.

وتابع أن” التطبيق يحتاج إلى قرار سياسي جامع، وكل الوزارات معنية بالعمل على توفير الظروف الملائمة لتطبيق القانون”.

وأكد أن “نجاح الحملة يعتمد على وعي كل فرد منا بواجبه تجاه صحته وصحة من حوله”، داعيًا إلى “العمل معًا من أجل مجتمعٍ أكثر وعيًا، ومستقبلٍ أكثر أمانًا، وحياةٍ صحيةٍ خالية من التدخين، شاكرًا لشركاء الوزارة دعمهم في تعزيز التوعية”.

شهادة حية

وقد قدّمت السيدة غاييل كيبرانيان شهادة مؤثرة عن خسارتها لزوجها بسرطان الرئة، وهو أب لطفلة لم يتجاوز عمرها اليوم سبع سنوات. وروت كيف أن تمسّكه بالتدخين، رغم محاولاته السابقة للإقلاع، كان السبب الرئيسي في إصابته بالمرض وتفاقم حالته.

وأشارت كيبرانيان إلى أن “غياب الرقابة الفعّالة على انتشار التبغ في لبنان، واعتبار التدخين جزءًا “طبيعيًا” من الحياة اليومية، ساهم في زيادة المخاطر التي تهدد حياة الكثيرين”. ودعت إلى” تعزيز الوعي والحد من التدخين حفاظًا على تفادي المآسي في الاسر” .

طفيلي

من جهته، أكّد الدكتور عرفات طفيلي أنّ مكافحة السرطان تظلّ” أولوية وطنية”، لافتاً إلى أنّ الوزارة تعمل على:

  • تطوير برنامج تثقيفي مدرسي حول التوعية بمخاطر التدخين؛
  • تعزيز فحوص الكشف عن سرطان الرئة؛
  • إنشاء اتحاد وطني لمكافحة التبغ؛
  • متابعة التنسيق مع مراكز الرعاية الأولية في مختلف المناطق”.

وشدّد على أنّ” حملات التوعية تشكّل ركناً أساسياً في جهود خفض نسب الإصابة”.

الصبّاح

وتخلّل اللقاء كلمة للسيّدة لمى الصبّاح، التي شدّدت على دور الفن والإعلام في نشر الوعي، مؤكدة أنّ الإعلام ليس مجرد ناقل للخبر، بل هو جسرٌ بين المبادرات الرسمية والجمهور، وأن دعم جهود الدولة في حماية المجتمع من أضرار التدخين يمثّل مسؤولية مشتركة.

لبنان في المرتبة الثالثة عالميًا في استهلاك السجائر

وتُظهر المؤشرات الصحية العالمية تسجيل أكثر من 2.2 مليون إصابة جديدة بسرطان الرئة سنوياً، وما يقارب 1.8 مليون حالة وفاة، مما يجعله من أكثر السرطانات فتكاً. أمّا في لبنان، فتشير البيانات إلى ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة، المرتبط بازدياد استهلاك التبغ وانتشار التدخين في الأماكن العامة. كما يحتل لبنان المرتبة الثالثة عالمياً في استهلاك السجائر، فيما يُقدّر العبء الاقتصادي للتبغ بما يقارب 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً.

ويؤكّد الخبراء أنّ التدخين السلبي يعرّض غير المدخنين بمن فيهم الأطفال والحوامل وكبار السن، للمخاطر ذاتها تقريباً. كما أنّ منتجات التبغ الحديثة، كالسجائر الإلكترونية، ليست بديلاً آمناً، لما تحتويه من مواد قد تتسبب بأذى خطير للرئتين على المدى البعيد. ويُعدّ الامتناع عن التدخين السبيل الأنجع للوقاية الشخصية من سرطان الرئة، وكذلك لحماية المحيط القريب من المخاطر.

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام