الثلاثاء   
   18 11 2025   
   27 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 23:18

البرازيل تطرح أول مسودة اتفاق مبكر في مؤتمر المناخ وسط استمرار التباينات حول التمويل والطموحات المناخية

طرحت الرئاسة البرازيلية لمؤتمر الأطراف في اتفاقية المناخ (كوب30)، بشكل مفاجئ، مسودة اتفاق أولية أمام المندوبين في بيليم بالأمازون، قبل أربعة أيام من انتهاء أعمال المؤتمر، في محاولة لكسر الجمود ودفع المفاوضات إلى تحقيق نتائج ملموسة. إلا أن المواقف ظلّت متباينة، خصوصاً حول ملفات الطموح المناخي، التجارة، والتمويل.

ويتوقع أن يعود الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا غدًا إلى بيليم بهدف التأثير على المرحلة النهائية واحتواء مخاطر فشل المؤتمر، حيث تتصاعد الخلافات حول قضايا حاسمة منها حزمة التمويل المنتظر للدول النامية وخفض الانبعاثات.

وقال فوبكي هوكسترا، المفوض الأوروبي للعمل المناخي، إن الآراء لا تزال متباينة، مؤكداً أنه لا مجال للعودة إلى مناقشة الحلول الوسط التي خرج بها مؤتمر العام الماضي، خصوصًا فيما يتعلق بآلية التمويل، كما شدد على رفض أي محاولة لإقحام الاتحاد الأوروبي في جدل يرتبط بالتدابير التجارية، وذلك على خلفية إدراج خيارات تشير إلى تدابير مثل ضريبة الكربون الحدودية التي ينتقدها الصين، والولايات المتحدة، ودول مُصدّرة أخرى.

واعتبر خبراء أن سرعة طرح النص تدل على ثقة الرئاسة البرازيلية وقدرتها على إدراة المفاوضات، حيث أُطلق على المسودة اسم “موتيراو موندالي”، أي “المجتمع العالمي”، لإبراز روح التعاون الدولي رغم التحديات الجيوسياسية القائمة. وفيما شددت دول الجزر وأميركا اللاتينية على ضرورة إبراز فعالية التعددية، دعت بريطانيا إلى الحفاظ على الثقة في العمل المناخي المشترك.

وتتضمن المسودة خيارات متضاربة حول عدد من القضايا أبرزها التحول عن الوقود الأحفوري، حيث تقترح تنظيم حوار موسع بدلا من وضع خريطة طريق واضحة للتخلص التدريجي، ما أثار انتقادات من منظمات البيئة التي اعتبرت أن ذلك يمثل تقاعسًا خطيراً عن مواكبة الكارثة المناخية العالمية.

وتقترح وثيقة التسوية مضاعفة تمويل الدول الغنية للدول الفقيرة ثلاث مرات بحلول عام 2030، لمساعدتها على التكيف مع تغير المناخ، بما يتماشى مع مطالب دول الجنوب العالمي. بينما لا تزال تفاصيل الالتزامات المناخية وخطط الطموح قيد النقاش بين حوالي 200 دولة مشاركة، وسط توقعات باستمرار المعركة السياسية والتفاوضية حتى الساعات الأخيرة من المؤتمر.

المصدر: أ.ف.ب.