مراجعة سريعة لمعدلات نمو التضخم التاريخية في الولايات المتحدة ، تظهر ان الاقتصاد الاميركي دخل في نفق جديد متأثرا بضغوط كبيرة نتيجة حرب الرسوم الجمركية و تداعياتها المستمرة و القرارات الغير المدروسة للرئيس الاميركي دونالد ترمب و مخرجاتها الاقتصادية المالية . هذا في الوقت الذي تؤكد الوقائع بالارقام وفق وكالة بلومبرغ الاقتصادية المتخصصة انه ” لم تتحقق الفوائد المرجوّة من الرسوم الجمركية بشكل كبير ، فكانت الإيرادات المالية منها أقل بكثير من توقعات وزارة الخزانة الأمريكية ، في حين سجّلت علامات قليلة على ازدهار التصنيع المحلي”.
وبالتوقف عند التضخم و مؤشراته ، يُشار انه في سبتمبر 2025 بلغ معدل نمو التضخم السنوي في الولايات المتحدة 3٪ ، وهو أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪ ، لكن تأثير الرسوم الجمركية كان متواضعا نسبيًا ، حيث أدى بشكل أساس إلى ارتفاع أسعار غالبية السلع .
فهل نكون امام خفض الفائدة مجددا من الاحتياطي المركزي كتدبير مساعد لتحريك عجلة الاقتصاد ؟
على هذا الصعيد أظهر تقرير شهر ايلول سبتمبر لمكتب إحصاءات العمل الأميركي أن التضخم تباطأ في سبتمبر/أيلول بأكثر من المتوقع ، في إشارة قد تمنح مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) مساحة أوسع لخفض أسعار الفائدة . وقد أظهر مسح أجرته وكالة رويترز لآراء خبراء اقتصاديين أن مجلس الاحتياطي الفدرالي سيخفض سعر الفائدة الرئيس في كانون الاول / ديسمبر المقبل بعد ان كان خفضها بمقدار 25 نقطة أساس في الأسبوع الاول من تشرين الثاني نوفمبر 2025 . هذا في حين ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 0.2% عن آب / أغسطس ، وهي زيادة أقل من المتوقع البالغ 0.3 %.
وعليه ، إن التضخم في الولايات المتحدة بلغ 3% في سبتمبر/أيلول 2025 مقارنة مع سبتمبر من العام الماضي ، بعد أن كان 2.9% في آب / أغسطس. هذه الأرقام ، جاءت أقل من توقعات الاقتصاديين الذين كانوا قد توقعوا زيادة 0.4% على أساس شهري و 3.1% على اساس سنوي.
و وفقا لما أشارت اليه وكالة بلومبيرغ الاقتصادية المتخصصة ، إلى أن القراءة المفاجئة للتضخم جاءت “مرحّبًا بها” لدى عدد من واضعي السياسات الذين هم مترددون في خفض متسارع لفائدة .
المصدر: BLOMBERG+REUTERS+USIRMM
