الأربعاء   
   12 11 2025   
   21 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 12:19

“هيومن رايتس ووتش”: فنزويليون رحّلتهم واشنطن إلى السلفادور تعرّضوا للتعذيب

كشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن ارتكاب حراس أحد السجون في السلفادور أعمال تعذيب بحق مواطنين فنزويليين رحّلتهم الولايات المتحدة إلى هذا البلد، مؤكدة أن الانتهاكات الموثّقة ترقى إلى مستوى التعذيب الممنهج وتشكل خرقًا خطيرًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان من جانب كل من واشنطن وسان سلفادور.

وبحسب تقرير المنظمة، استندت النتائج إلى مقابلات مع 40 من أصل 252 فنزويليًا رحّلتهم الإدارة الأمريكية خلال الأشهر الأولى من ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، إلى جانب مئات الشهادات الأخرى من أشخاص مطّلعين على أوضاعهم. وتشكل هذه الإفادات تحديًا لمزاعم واشنطن بأن الظروف في “مركز احتجاز الإرهاب” تتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

وأشارت المنظمة إلى أن المعتقلين أكدوا تعرضهم للضرب المنتظم والتعذيب، واحتجازهم في ظروف قاسية تفتقر إلى الخصوصية والرعاية الطبية، إضافة إلى تقييد فرص الاستحمام. كما أوضحوا أن الحراس كانوا يوقفون التعذيب مؤقتًا قبل زيارات المراقبين الدوليين ومسؤولي إدارة ترامب، في محاولة لتجميل صورة السجن، فيما استخدمت الرصاصات المطاطية لقمع احتجاجات محدودة داخل الزنازين.

وأوضح التقرير أن هذه الممارسات تمثّل “نظامًا منظمًا للإخضاع والإذلال”، مشيرًا إلى أن العديد من السجناء أصيبوا بجروح خطيرة وتشوهات دائمة، فيما أكّد خبراء الطب الشرعي أن آثار الندوب وفقدان الأسنان وتشوه الأنوف تتطابق مع روايات الضحايا.

كما وثّق التقرير حالات من العنف والتحرش الجنسي، بينها شهادة لأحد المعتقلين السابقين قال إنه أُجبر على ممارسة الجنس الفموي مع أحد الحراس، بينما أفاد آخرون بتعرّضهم لإهانات ذات طابع عدائي للمثليين.

من جهتها، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيغيل جاكسون أي مسؤولية أمريكية عن الانتهاكات، مؤكدة أن الرئيس ترامب كان “ملتزمًا بترحيل المجرمين والإرهابيين غير الشرعيين”، ودعت وسائل الإعلام إلى “التركيز على معاناة عائلات الضحايا الأمريكيين الذين فقدوا أبناءهم على يد مهاجرين غير شرعيين”.

وتواجه الحكومة السلفادورية منذ سنوات انتقادات من منظمات حقوقية بسبب الانتهاكات في السجون، وخصوصًا في “سجن سيكوت” الذي وصفته التقارير بـ”الأسوأ سمعة” في البلاد.

يُذكر أنه في يوليو الماضي، أُعيد جميع الفنزويليين المرحّلين إلى بلادهم في إطار صفقة تبادل أسرى، أفرجت بموجبها كاراكاس عن عدد من الأمريكيين الذين كانت واشنطن تعتبرهم معتقلين تعسفًا.

المصدر: روسيا اليوم