سلسلة “أُولي البأس”… ليست مجرد عرضٍ للأحداث، بل هي وثيقة تاريخية، عبر حلقات يومية، تسطّر بطولات رجالٍ كتبوا بدمهم وصمودهم فصولًا ساطعة من تاريخ المقاومة.
“أُولي البأس”… حكاية الذين لم يُهزَموا، بل صنعوا بدمائهم ذاكرة المجد والخلود التي ستبقى حيّة.
معركة أولي البأس – الإثنين 11/11/2024
في إطارِ الرَّدِّ على العُدوانِ الإسرائيليِّ، ودِفاعًا عن لُبنانَ وشَعبِه، نَفَّذَتِ المُقاوَمةُ الإسلاميَّةُ يَومَ الإثنين، الواقِعَ فيه الحاديَ عَشَرَ مِن تِشرينَ الثّاني 2024، إحدى وعِشرينَ عَملِيَّةً عَسكريَّةً، استَهدَفَت في مُعظَمِها مُستَوطَناتٍ، مواقِعَ، ثَكَناتٍ، وتَجمُّعاتٍ تَابِعَةً لِقوّاتِ العَدوِّ الإسرائيليِّ عندَ الحُدودِ اللُّبنانيَّة – الفِلسطينيَّة، بِاستِخدامِ الصَّواريخِ، وَالقَذائِفِ المَدفَعيَّةِ.
وعَلى صَعيدِ المُواجَهاتِ البَرِّيَّةِ، رَصَدَ مُجاهِدو المُقاوَمةِ الإسلاميَّةِ تَحرُّكاتٍ لِجُنودِ العَدوِّ الإسرائيليِّ داخِلَ أَحَدِ المَنازِلِ في مُرتَفَعِ ساري عِندَ الأَطرافِ الشَّماليَّةِ الغَربيَّةِ لِبَلدَةِ كَفركَلا، فاستَهدَفوهُم بِصاروخٍ مُوَجَّهٍ، وأَوقَعوهُم بَينَ قَتيلٍ وَجَريحٍ. كما واستَهدَفَ المُجاهِدونَ تَجمُّعًا لِقوّاتِ العَدوِّ الإسرائيليِّ عِندَ الأَطرافِ الشَّرقيَّةِ لِبَلدَةِ مارونَ الرّاس، بِصَليَّةٍ صاروخيَّةٍ وَقَذائِفَ مَدفَعيَّةٍ.
وقَصَفَتِ القُوَّةُ الصَّاروخيَّةُ في المُقاوَمةِ، بِصَلِيّاتٍ صاروخيَّةٍ، عَدَدًا مِن القَواعِدِ العَسكريَّةِ وَالمُستَوطَناتِ وَالمُدُنِ في شَمالِ فِلسطينَ المُحتلَّة، ومِنها:
- قاعِدَةُ عَميعاد (مَقرُّ قِيادَةِ المِنطَقَةِ الشَّماليَّةِ في جَيشِ العَدوِّ الإسرائيليِّ) جَنوبِيَّ مَدينَةِ صَفَد المُحتلَّةِ.
- قاعِدَةُ تَدريبٍ لِلِواءِ المُظلِّيّينَ في مُستَوطَنَةِ كَرمئيل.
- قاعِدَةُ “شِراغا” شَماليَّ مَدينَةِ عَكّا المُحتلَّةِ.
- قاعِدَةُ زوفولون لِلصِّناعاتِ العَسكريَّةِ شَماليَّ مَدينَةِ حَيفا المُحتلَّةِ.
- مِنطَقَةُ الكِريوت شَماليَّ مَدينَةِ حَيفا المُحتلَّةِ.
وفي إِطارِ سِلسِلَةِ عَمليّاتِ خَيبر، شَنَّتِ القُوَّةُ الجَويَّةُ في المُقاوَمةِ الإسلاميَّةِ هُجومًا جَويًّا بِسَربٍ مِنَ المُسيَّراتِ الانقِضاضيَّةِ على قاعِدَةِ رَغَفيم (قاعِدَةُ التَّدريبِ الأَساسيَّةُ لِلِواءِ غولاني) تَبعُدُ عنِ الحُدودِ اللُّبنانيَّةِ الفِلسطينيَّةِ خَمسَةً وَسِتّينَ كيلومترًا، جَنوبِيَّ مَدينَةِ حَيفا المُحتلَّةِ، وأَصابَت أَهدافَها بِدِقَّةٍ.
واستَهدَفَتِ القُوَّةُ الجَويَّةُ قاعِدَةً لوجِستِيَّةً لِلفِرقَةِ 146 (شَمالَ بَلدَةِ الشَّيخِ دَنون المحتلة) شَرقِيَّ مُستَوطَنَةِ نَهاريّا، وَتَجمُّعاتٍ لِقوّاتِ العَدوِّ عِندَ الأَطرافِ الشَّرقيَّةِ لِبَلدَةِ مارونَ الرّاس وَفي مُستَوطَنَةِ أَفيفيم، بِسَربٍ مِنَ المُسيَّراتِ الانقِضاضيَّةِ وَحَقَّقَت إِصابَاتٍ مُباشِرَةً.
خِلالَ مُؤتَمَرٍ صَحَفيٍّ في قَلبِ الضّاحِيَةِ الجَنوبِيَّةِ لِبَيروتَ، أَكَّدَ مَسؤولُ العَلاقاتِ الإِعلامِيَّةِ في حِزبِ اللهِ، الشَّهيدُ القائِدُ الحاجُّ مُحَمَّدٌ عَفيفٌ، أَنَّ لَدَى المُقاوِمِينَ، ولا سِيَّما في الخُطوطِ الأَمامِيَّةِ، ما يَكفِي مِنَ السِّلاحِ وَالعَتادِ وَالمُؤَنِ ما يَكفِي حَربًا طَويلَةً نَستَعِدُّ لَها عَلى كافَّةِ الأَصعِدَةِ.
في المُقابِلِ، أَفادَت وَسائِلُ إِعلامٍ إسرائيليَّةٌ بِأَنَّ حِزبَ الله أَطلَقَ أَكثَرَ مِن تِسعينَ صاروخًا خِلالَ رُبعِ ساعَةٍ باتِّجاهِ عَكّا، الكِريوت، وَنَهاريّا وَخَليجِ حَيفا، فيما وَصَفَتهُ المَصادِرُ بِأَنَّه أَعْنَفُ قَصفٍ على الكِريوت مُنذُ بَدايَةِ الحَربِ.
قالَت صَحيفَةُ “يديعوت أَحرونوت” العِبريَّةُ إِنَّ مُستَوطِني حَيفا وَالكِريوت، الَّذينَ دَخَلوا مُؤَخَّرًا في دائِرَةِ نِيرانِ حِزبِ الله، فَقَدوا الثِّقَةَ في التَّصريحاتِ الحُكوميَّةِ حَولَ “الانتصار”. وَنَقَلَت عن مُستَوطِنٍ في مِنطَقَةِ الكِريوت قَولَه: «مُنَظَّمَةٌ مَهزومَةٌ لا تُطلِقُ تِسعينَ صاروخًا في نِصفِ ساعَةٍ. لا أَحَدَ يَبيعُنا وَهمَ النَّصرِ».
أَشارَ مَوقِعُ “والاه” العِبريُّ إِلى أَنَّ وَتيرَةَ هَجَماتِ حِزبِ الله في شَهرِ أُكتوبَر عامَ ألفينِ وأَربَعٍ وعِشرينَ زادَت بِأَربَعَةِ أَضعافٍ مُقارَنَةً بِالأَشهُرِ الَّتي سَبَقَت اندِلاعَ الحَربِ، في حينِ نَقَلَتِ القَناةُ الثّانِيَةَ عَشرَةَ العِبريَّةُ عن مَسؤولٍ عَسكَريٍّ إسرائيليٍّ أَنَّ حِزبَ الله بَدَأ يَتَعافى وَيَستَعيدُ قُدُراتِه، خُصوصًا في مَجالاتِ القِيادَةِ وَالسَّيطَرَةِ.
أَعلَنَ الجَيشُ الإسرائيليُّ عن إِصابَةِ خَمسَةَ عَشَرَ ضابِطًا وَجُنديًّا خِلالَ الأَربَعِ وَالعِشرينَ ساعَةً الماضِيَةِ، نَتيجَةَ المَعارِكِ مَعَ حِزبِ الله.
سُجِّلَ في هَذا اليَومِ إِطلاقُ صَفّاراتِ الإِنذارِ اثنَتَينِ وَعِشرينَ مَرَّةً في مُختَلِفِ مَناطِقِ شَمالِ فِلسطينَ المُحتلَّةِ، وتَرَكَّزَت في مُستَوطَناتِ الجَليلِ الأَعلَى، وَعَلى الخَطِّ السّاحِليِّ مِن رَأسِ النّاقورَةِ شَمالًا حتّى مَدينَةِ حَيفا المُحتلَّةِ جَنوبًا.
المصدر: موقع المنار
