الجمعة   
   07 11 2025   
   16 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 17:42

النائب حسن فضل الله: لا تفاوض مع المحتل وحقّ الدفاع مقدّس‏‎ ‎

نظم حزب الله حفلاً تكريميا في حسينية مدينة النبطية للشهداء : عبد الله كحيل ، محمد كحيل ، حسن غيث ، محمد جابر ‏، هادي حامد ، بمشاركة شخصيات وفعاليات ، امام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق ، النائبان هاني قبيسي ‏وناصر جابر ، مسؤول منطقة جبل عامل الثانية في حزب الله علي ضعون ، علي قانصوه ممثل رئيس كتلة الوفاء ‏للمقاومة النائب محمد رعد ، عوائل الشهداء وحشد من الاهالي‎ .. ‎

الحفل التكريمي استهل بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها كلمة حزب الله ألقاها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ‏حسن فضل الله الذي قال :” إنَّنا نمرُّ بمرحلة صعبة ومعقدة وهناك تحوُّلات سياسيَّة ومتغيرات حصلت في موازين ‏القوى في المنطقة، ويستغلُّ فيها العدو انعدام الوزن العربي لمصلحة مشروعه التوسعي، وكذلك يستغلُّ في بلدنا ‏التزام لبنان باتفاق وقف النار، وتسليمنا الأمور إلى الدولة كي تقوم بواجبها في الحماية والرعاية، حرصًا منَّا على ‏الدَّولة نفسها وعلى قيامها بمسؤولياتها، ومطلبنا التاريخي أن يكون لدينا دولة قادرة تحمي السيادة وتدافع عن ‏شعبها ولا تتركه فريسة للعدوان، وتطبِّق من التزمت به في بيانها الوزاري بحماية السيادة وردع المعتدي واعادة ‏الاعمار ووقف الاعمال العدائية، بدل تكرار شعارات لا تلتزم بها حول قرار الحرب والسلم في مواجهة عدوِّنا، بل ‏تكرِّرها في مواجهة حقِّ شعبها بالدفاع عن نفسه المنصوص عليه في بيانها الوزاري، وإلى الآن هذه الدَّولة لا ‏تُشعر مواطنيها بالثقة أو أنّها على قدر أمالهم، بل إنَّ بعض سياساتها تزيد الهوَّة بينها وبين جزءٍ كبيرٍ من شعبها، ‏بدل أن تكون حريصة على احتضانه وبلسمة جراحه، ولا نرى أي مسعًى جدَّي من مؤسَّسات هذه الدَّولة لتوفير ‏سبل الحماية أو للقيام بواجب اعادة الاعمار، بل إنَّ هناك بعض الجهود الرسميَّة لاعاقة الاعمار وتعطيل المبادرات ‏الخاصَّة استجابةً للضغوط الخارجيّة”.‎

وأضاف ان” الاعتداءات الاسرائيليَّة المتمادية وقتل المواطنين وهم في حالة مدنيَّة كما حصل في المجزرة ضدَّ أبناء النبطيَّة ‏وكما رأينا في العديد من القرى والبلدات اللبنانية خصوصًا ما جرى في الساعات الماضية إنَّ كل هذه الاعتداءات ‏هي امتهان لكرامة كل اللبنانيين ولدولتهم، ويظهرها العدو دولة عاجزة غير قادرة على حماية شعبها والدفاع عن ‏سيادتها، ولا يمكن لهذه الدَّولة استجداء الحلول من المحتلين بالخضوع لشروطهم لأنَّ ذلك يفتح شهيتهم على ‏مزيد من التنازلات، بل إنَّ واجب الدَّولة السعي بكل ما تملك من امكانات لاجبارهم على وقف اعتداءاتهم، ولديها ‏تفاق واضح لا لبس فيه وآلية محدَّدة هي لجنة الاشراف على تطبيق وقف اطلاق النار كإطار للتواصل من خلاله ‏لتطبيق هذا الاتفاق، وقبل أن يتم الالتزام به واستكمال بنوده لا مصلحة للبنان في البحث في أمر آخر. وقد بلغت ‏الوقاحة عند المهرولين حدّا خارجا عن كل الحسابات الوطنية عندما يستنكرون رفضنا التفاوض السياسي مع العدو ‏الخارج عن أي اجماع أو مصلحة وطنية وهل يتوقع أحد في لبنان أننا سنقبل معه أي استسلام للعدو”.‏

واكد فضل الله ان “دمنا الذي يسفك في كل يوم ليس رخيصًا، ولا يجوز لأحد في لبنان ان يستهين به، ولا يمكن للمسؤولين أن ‏يعتبروا أنَّ بيانات الادانة تكفي للتحلُّل من الواجب، فالغضب يعتمل في النفوس، وصرخة الجنوب عالية، ولن يتخلَّى ‏أبناؤه عن حقِّهم في الدفاع عن أرضهم وعن كرامتهم، وبينما السيادة الوطنية تستباح ودمنا الغالي يجبل تراب ‏أرضنا يُسمع صدى الصواريخ الاسرائيليّة يتردَّد سياسيًّا في الداخل عند المستعجلين لاستثمار دمنا بهدف تحقيق ‏أحلامهم القديمة ظنَّا منهم أنَّ الوقت الاسرائيلي حان لاعادة عقارب الساعة أكثر من أربعين سنة إلى الوراء، ولكنَّ ‏هؤلاء نسوا أنَّ مقاومتنا انطلقت يومها من بين الدَّم والنار والحصار من عباءة الامام السيد موسى الصدر ومن ‏صوت الشيخ راغب حرب من هنا من ساحة عاشوراء في النبطية ومن القرى والبلدات لتوقف ذلك الزمن ‏الاسرائيلي، وأسقطت ذلك الوهم وهي اليوم مخضبة بدماء ألاف الشهداءء وعلى رأسهم سيد شهداء الأمَّة السيد ‏حسن نصر الله ورفيق درب جهاده السيد هاشم صفي الدِّين، وستواصل نهجها الوطني مهما كانت التضحيات ‏وشعبنا مصرٌّ على العيش بكرامة والتصدي لكلِّ محاولات الاستسلام ورهن البلد لقوى الهيمنة والتسلُّط”.‎

واضاف ان” منطق الغلبة المستقوي بآلة الحرب الاسرائيليَّة لن يبني بلدًا بل بات يهدِّد صيغة لبنان، وعيشه الواحد وسلامه ‏الوطني المهدَّد من العدو، ونحن نريد أن نحافظ على بلدنا وعلى استقراره وأمنه لأنَّه بلدنا ووطننا النهائي ولن ‏نرضى عنه بديلًا، ولذلك على كلِّ الحريصين عليه العمل على استقاذه من براثن المحتل ومن أصحاب الأيدي ‏السوداء، والتاريخ الملطَّخ بالدم، والأصوات التي تبث الفتن، وإنَّ محاولة مدِّ اليد على التوازنات الدَّاخليّة وإلغاء ‏مبدأ التفاهم الوطني وضرب صيغة الوفاق الوطني والميثاقية في القضايا الأساسيَّة بما فيها قانون الانتخاب حيث ‏مورست سياسة التكاذب والخداع المكشوف في مجلس الوزراء إن كل ذلك هي من أدوات الحرب التي تُشن علينا ‏كجزءٍ أساسي من الشعب اللبناني، ونحن مع حلفائنا نشكل أكثر من نصف البلد، فلا اجماع وطني من دوننا، ولا ‏قانون انتخاب خارج التوافق الوطني ولا يحظى بموافقتنا عليه ومحاولات التهميش والعزل هي اقصاء لنصف البلد ‏ووصفة اسرائيليَّة لخرابه، وهذا ما لن نسمح به‎.‎”

واختتم الحفل التكريمي بمجلس عزاء حسيني عن أرواح الشهداء .

المصدر: العلاقات الإعلامية