السبت   
   21 06 2025   
   25 ذو الحجة 1446   
   بيروت 09:02

الصحافة اليوم: 21-6-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 26 حزيران 2025 العديد من المواضيع المحلية والاقليمية والدولية .

الاخبار:

حزب الله ملتزم نصّ البيان وروحه وإسرائيل تصعّد جنوباً: قاسم يستنفر السياسيّين والدبلوماسيّين

«تدخّل حزب الله في الحرب الإسرائيلية – الإيرانية سيكون قراراً سيئاً جداً جداً جداً». موقف واضح أطلقه المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية السفير لدى تركيا توماس باراك من بيروت «نيابةً عن الرئيس دونالد ترامب» كما قال.

ولا شيء يوازيه وضوحاً، إلا كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي أكّد أمس أننا «لسنا على الحياد، ولذا نعبّر ‏عن موقفنا إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، ونتصرّف بما نراه مناسباً في مواجهة هذا العدوان ‏الإسرائيلي الأميركي الغاشم».

موقفان تردّد صداهما بقوة، في بيروت التي تراقب عن كثب تداعيات العدوان الصهيوني على إيران، وسطَ مخاوف متصاعدة من أن تهرب إسرائيل من مأزقها بتوجيه ضربة إلى لبنان، وفتح الجبهة مجدّداً.

وفي وقت أتى به تصريح باراك بعد محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، في لحظة حرجة إقليميّاً، فقد تكثّفت الاتصالات الداخلية والدبلوماسية مع حزب الله، إذ عبّر البعض عن «الاستغراب» من كلام قاسم ومنهم مَن أبدى «قلقاً كبيراً من إمكانية انفجار الوضع»، لا سيّما وأنّ «البيان أتى بُعيد ما جرى تسريبه على قنوات عربية من أنّ حزب الله يتحضّر لفتح الجبهة مع إسرائيل، وأنه في حال دخول أميركا على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني يعني أنّ حزب الله سيتحرّك».

انطلقت حملة سياسية ضد موقف أمين عام حزب الله، فيما سعى أجانب إلى التدقيق في أبعاد الخطوة

من جانبه، يواصل حزب الله سياسة «الغموض» في هذه المرحلة التي يمرّ بها لبنان ارتباطاً بالحرب الإسرائيلية على إيران، فلا يعطي جواباً عن احتمالات انخراطه في الحرب من عدمها. لكن ما يمكن الإشارة إليه هو أنّ موقف حزب الله الذي عبّر عنه الشيخ قاسم في كلامه الأخير، مرتبط بتطوّرين: الأول، التهديد الأميركي – الإسرائيلي باغتيال المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، وهو مرجع ديني يتّبعه الملايين في أنحاء العالم الإسلامي، ويُعتبر كلامه فتوى ملزمة لمقلّديه، لذا أتى هذا الموقف في إطار التنبيه إلى خطورة إقدام إسرائيل وأميركا على تنفيذ تهديداتهما، لأنّ ذلك قد يُحدث زلزالاً في المنطقة.

أما التطور الثاني، فيتّصل بالكلام الأميركي عن إمكانية انخراط الولايات المتحدة مباشرة في الحرب، وهو ما تحذّر منه جميع الدول لعلمها أنّ هذا الأمر سيؤدّي إلى فتح الباب أمام حرب شاملة لا تهدّد فقط إسرائيل وإيران بل كل دول المنطقة وحتى الدول الكبرى، كما سيعطي هذا التدخل شرعية لكل الأطراف للدخول في هذه المعركة والدفاع عن مصالحها.

وبالإضافة إلى الحرب بين إيران والعدو الإسرائيلي، ثمّة جانب داخلي لا بد وأنه استدعى هذا السقف، وهو الاعتداءات الصهيونية اليومية على لبنان وقتل المدنيّين.

ففيما تزداد وتيرة هذه الاعتداءات وتتحوّل إلى روتين يومي تتراجع مواقف الإدانة الرسمية، وكأنّ الدولة غير معنيّة بما يحصل وبالتايل فإنّ حزب الله معنيّ بعدم إظهار أي تراجع، ولو أنه أعطى الفرصة إلى الدولة للقيام بما هو مطلوب منها، علماً أنها تتلكّأ.

وبعدَ كلام قاسم، استفاق النائمون عن الاعتداءات الصهيونية والخروقات، وهبّ أصحاب «السيادة» لمهاجمته، فعلّق قائد «القوات» اللبنانية سمير جعجع قائلاً إنّ «شيخ نعيم، لا تستطيع التصرُّف بما تراه مناسباً.

الحكومة اللبنانية وحدها تستطيع التصرُّف بما تراه مناسباً، لأنها تمثِّل أكثرية الشعب اللبناني»، فيما اعتبر رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل أنه «لا يحق لأحد أن يجرّ لبنان إلى أي مغامرة جديدة ولا داعي لـ (بروفا) جديدة فالأهم من التضامن مع إيران هو التضامن مع لبنان». وترافقت هذه البيانات، مع حملات داخلية تحريضيّة على الجمهورية الإسلامية وسفارتها في بيروت، والدعوة إلى إغلاقها.

أما الردّ الإسرائيلي على كلام قاسم فأتى عبر حملة غارات جوية نفّذها العدو على أكثر من منطقة في الجنوب أمس، مدّعياً أنه قصف منصّات صواريخ تعود إلى المقاومة. فيما هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمين عام حزب الله، قائلاً «نعيم قاسم لم يتعلّم درساً من أسلافه ويهدّد بالتحرّك ضد إسرائيل وفقاً لأوامر خامنئي، وعلى حزب الله أن يكون حذراً ويدرك أنّ صبر إسرائيل نفد حيال الإرهابيّين الذين يهدّدونها»، بينما قالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن دوروثي شيا إنّ الحكومة الإيرانية «شجّعت حزب الله على فتح جبهة من لبنان».

بين التدخّل المحدود والتصعيد المنفلت: ترامب عالق في «اللَّاقرار»

تردّد ترامب بين ضربات جوية محدودة أو تجنّب التصعيد يفضح مأزق واشنطن وإسرائيل أمام مقاومة إيران وكلفة الحرب والمواجهة على الغرب والاحتلال.

مع دخول الحرب الإسرائيلية على إيران أسبوعها الثاني، تتّجه الأنظار نحو الولايات المتحدة، في ظلّ تساؤلات متزايدة حول مدى استعداد الأخيرة للانخراط المباشر، الذي يُرجَّح، في حال حصل، أن تكون طبيعته مغايرة للحروب التي خاضتها واشنطن في العقود الماضية، أي أن يكون تدخُّلاً محدوداً ومركّزاً على ضربات جوية مدروسة، من دون أيّ نيّة لتدخّل بري، أو سعي حقيقي لتغيير النظام في طهران.

لكن هكذا خطوة، وعلى الرغم من محدوديتها، لها شروطها، وفي مقدّمها نجاح إسرائيل أولاً في إضعاف البنية العسكرية الإيرانية وتليين مقاومتها، لخلق بيئة مؤاتية لأيّ تحرّك عسكري أميركي يحدّ من المخاطر المباشرة على القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة؛ ذلك أن وجود أكثر من 40 ألف جندي أميركي في الخليج، وفي دول مجاورة لإيران، يجعل هؤلاء أهدافاً سهلة لأيّ ردّ انتقامي إيراني قد يكون مؤلماً وواسع النطاق.

ويلعب الحلفاء الإقليميون، وخاصة إسرائيل، دوراً كبيراً في محاولة دفع الولايات المتحدة نحو التحرّك، وإنْ كانت تلك الجهود وحدها لا تكفي ليبني عليها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حساباته، التي تركن خصوصاً إلى معادلة الجدوى والكلفة. وحتى الآن، لا يبدو أن ثمة جواباً واضحاً لديه، سواء من الداخل الأميركي، أو لجهة الواقع الميداني؛ ولا سيما أن الفائدة الاستراتيجية من تدخّل واشنطن لا تزال غامضة، فيما تبدو الكلفة المحتملة مرتفعة جدّاً.

وبذلك، تبقى الإجابة عن سؤال التدخّل الأميركي غير واضحة المعالم: أي إنها ليست «نعم» وليست «لا»، ولكن بينهما؛ إذ يعتمد القرار على تطوّرات سريعة ومتغيّرة على الأرض، وعلى حسابات أخرى معقّدة. ومن بين العناصر الرئيسية التي من شأنها أن تعقّد القرار الأميركي، مسألة استهداف منشأة «فوردو» النووية، التي تُقدَّم في بعض الدوائر الإعلامية، باعتبارها «الهدف النهائي» الذي من شأن ضربه أن يقضي على الطموحات النووية الإيرانية.

لكنّ الواقع يخالف الاعتقاد المتقدّم؛ إذ على الرغم من أن الضربة الأميركية المحتملة قد تكون دقيقة وقوية، فإن فعاليتها ليست مضمونة، خصوصاً إذا لم تكن مصحوبة بقدرة على اختراق المنشآت العميقة أو تدمير المعدّات الحساسة. وحتى في أفضل السيناريوات، لن تُنهي هذه الضربة المشروع النووي الإيراني، الذي تجاوز نقطة اللاعودة، منذ زمن طويل جدّاً.

وقد يكون ضرب موقع مثل «فوردو» خطوة رمزية مهمّة، لكنه ليس نهاية القصة. فهو قد يعطي انطباعاً عسكريّاً قويّاً بالقدرة، ويبعث برسالة إلى طهران مفادها أن واشنطن لا تقف مكتوفة الأيدي؛ لكنّ الإجابة على سؤال ما إذا كانت ضربة من هذا النوع ستؤدي إلى تغيير حقيقي في موازين القوى، ليست بسيطة. ذلك أن أيّ تغيير أو هدف تغييري لا يقاس بواسطة الضربات مهما كانت ناجحة فحسب، بل من زوايا متعدّدة أيضاً، من بينها: نيّة ترامب، الحسابات الجيوسياسية، معادلة الثمن مقابل الفائدة، وطبيعة النظام الإيراني نفسه وقدرته على الصمود.

إسرائيل بدأت الحرب من دون استراتيجية واضحة للخروج منها

ولعلّ الأمر الأكثر أهمية، هو أن ضرب «فوردو» نفسها، قد لا يمنع التصعيد، بل ربما يشكّل نقطة بدايته. فردّ فعل إيران المتوقّع، يمكن أن يجرّ الولايات المتحدة إلى تدخّل أوسع وأعمق ممّا كانت تنويه ابتداءً، وهو بالضبط ما يخشاه ترامب، الذي ينظر إلى الحرب على أنها صفقة يجب أن تحقّق ربحاً واضحاً وأيضاً فوريّاً، وليس انهماكاً وانشغالاً طويلَين. وهكذا، فإن ما يعني صاحب القرار الأميركي، يبقى معلّقاً بين الحسابات والمصالح والمخاوف، في حين أن الواقع الإيراني يبقى معقّداً وصلباً، ولا يمكن كسره عبر ضربة واحدة، مهما بلغت قوتها أو دقّتها.

ومن ناحية إسرائيل، يتأكّد يوماً بعد يوم أن الأخيرة بدأت الحرب من دون استراتيجية واضحة للخروج منها. ويشير ما يرد من تسريبات من داخل المؤسستَين الأمنية والسياسية، إلى أن قرار بدء العملية العسكرية لم يستند إلى خطّة شاملة، بل نتيجة إغراء الفرصة التي قدّمتها الضربة الجوية الأولى والرهان عليها؛ إذ يبدو أن بنيامين نتنياهو وحكومته عوّلا على أن تلك الضربة – سواء ترافقت مع مساعدة أميركية أم لا – ستكون كافية لإحداث انهيار داخلي في النظام الإيراني، أو على الأقل تليين مقاومته ودفعه إلى الاستسلام.

لكنّ الواقع يُظهر أن هذا التقدير كان متفائلاً إلى حدّ بعيد، إنْ لم يكن غير واقعي. وممّا يزيد الأمور تعقيداً، أن الولايات المتحدة نفسها لم تضع استراتيجية مشتركة مع إسرائيل لتحديد «مخرج» من الحرب – سواء عبر اتفاق سياسي، أو عبر ضمانات أمنية طويلة الأمد -، الأمر الذي يفسّر حالة الارتباك المشترك بين الحليفَين وعدم الحسم في اتخاذ القرارات.

وتنقسم الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، بين تيارَين رئيسيَّيْن يتنافسان على توجيه السياسة والقرارات في ما يتصل بالحرب على إيران: الأول من «الصقور» ممَّن يرون في القوّة العسكرية اللغة الوحيدة التي يفهمها العالم. ويتّخذ هذا التيار موقفاً أيديولوجياً صريحاً ضدّ الإسلام السياسي، وبخاصة الجمهورية الإسلامية في إيران، كما يرى أن اللحظة الحالية مؤاتية لإحداث تغيير جذري في طبيعة النظام الإيراني. في المقابل، هناك التيار الذي يمكن وصفه بـ»الواقعي»، الذي يضمّ مسؤولين مهنيين من «البنتاغون» ووزارة الخارجية ووكالات الاستخبارات، ويحذّر من المخاطر الكبيرة لتدخّل عسكري مباشر في إيران، خاصة بعد التجارب المريرة في العراق وأفغانستان.

ويرى أن الضربات الجوية لن تكون كافية لإحباط المشروع النووي الإيراني، مع التشكيك في جدوى أيّ تصعيد عسكري من دون استراتيجية خروج واضحة، فيما يحذّر من أن التصعيد قد يعزّز موقع إيران الإقليمي بدلاً من إضعافه. أمّا ترامب نفسه، الذي يمكن أن يكون تياراً في حدّ ذاته، فهو لا ينتمي بشكل واضح إلى أيّ من المعسكرَين المذكورَين، بل يميل إلى ما يخدم مصالحه ويقوّي صورته، من دون أن يجرّ الولايات المتحدة، كمحدّد نهائي وحاسم، إلى مواجهة طويلة الأمد.

بالنتيجة، من الواضح أن ترامب يتردّد بين الجناحيْن المتنازعَيْن داخل إدارته، وإنْ كان في الوقت نفسه يستغلّ تردّده هذا كأداة تفاوضية، في محاولة لفرض ضغوط على إيران ودفعها إلى التراجع أو تقديم تنازلات؛ وهي محاولة استغلال واضحة جداً، خصوصاً في ظل إعلان الإدارة نيّة رئيسها اتّخاذ قراره بخصوص التدخل من عدمه خلال أسبوعين. وهو خطّ زمني قد لا يكون له أساس واقعي، لكنه يصلح لتعزيز موقع واشنطن التفاوضي، ومحاولة الكسب المسبق عبر الضغوط، قبل اتّخاذ قرار بأيّ خطوة تصعيدية فعلية.

تحرّكات دبلوماسية بلا عائد | إيران للأوروبيين: سقفنا ثابت

لندن | في لحظة مشحونة بالتوتّرات العسكرية والتهديدات السياسية، وصل وزراء خارجية المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، رفقةَ مفوّضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إلى جنيف، للقاء وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مسعى دبلوماسي وصفه مراقبون بأنه «سباق مع الزمن» وربّما «الفرصة الأخيرة»، لتفادي انزلاق الشرق الأوسط نحو حرب إقليمية شاملة قد تتورّط فيها الولايات المتحدة. ويعتقد الأوروبيون بضرورة التمسّك بالخيار الدبلوماسي مهما كان هشّاً، خشيةً من الأسوأ الذي قد ينعكس على أسعار الطاقة، ويصل شرره إلى الدول الحليفة التي تستضيف قواعد أميركية في الإقليم.

وأشار زير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي وصل مباشرة من واشنطن، حيث التقى نظيره الأميركي، ماركو روبيو، إلى أن «نافذة زمنية تمتدّ لأسبوعين فقط قد تكون الفرصة الأخيرة للتوصّل إلى حلّ دبلوماسي»، مضيفاً أن «الوضع في الشرق الأوسط بالغ الخطورة، وعلينا منع تفاقمه قبل فوات الأوان». ويؤمل أن تقدّم الترويكا الأوروبية للرئيس الأميركي مخرجاً مقبولاً من ربقة ضغوط متناقضة يتعرّض لها من قِبَل حلفائه الإسرائيليين، ومن بعض أجنحة حزبه التي ترفض الانخراط مباشرة في حروب خارجية جديدة.

وقالت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، من جهتها، إن الإدارة الأميركية قدّمت «إطاراً زمنياً واضحاً» للدبلوماسية، مؤكّدة أن كل الجهود تتّجه الآن نحو «خفض التصعيد». أمّا في باريس، فقد دافع وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، بأن بلاده «تقف مع القانون الدولي»، معلناً استعداد فرنسا للمساعدة في صياغة اتفاق شامل يراعي المخاوف الإسرائيلية والإقليمية، وفي الوقت نفسه يضمن لإيران الحقّ في برنامج نووي سلمي.

من جانبه، أبدى الوزير الإيراني، عباس عراقجي، استعداد بلاده للانخراط في مفاوضات «شريطة وقف العدوان الإسرائيلي». وقال أمام «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة، في جنيف: «كنا على وشك توقيع اتفاق سلام مع واشنطن في الـ15 من حزيران، قبل أن تتعرّض بلادنا لهجوم غادر»، متّهماً إسرائيل بـ»خيانة الدبلوماسية»، ومؤكداً أن طهران «لن تفاوض والسيوف مُصْلَتة فوق رأسها».

«الوضع في الشرق الأوسط بالغ الخطورة، وعلينا منع تفاقمه قبل فوات الأوان»

إلّا أن الموقف الإيراني لا يخلو من المناورة؛ إذ رأى مسؤولون أوروبيون أن طهران قد تقبل بصيغة تفاوضية «موازية» تبدأ مع الدول الأوروبية من دون الولايات المتحدة، بهدف استكشاف إمكانية التوصّل إلى اتفاق إطار، يمكن البناء عليه لاحقاً، بمشاركة واشنطن، إذا ما توفّرت ظروف التهدئة. لكن في المقابل، ترفض الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، أيّ حلّ دبلوماسي لا يتضمّن «تفكيكاً كاملاً للبرنامج النووي الإيراني، وتدمير قدرات إيران الصاروخية». وعن ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في مقابلة متلفزة: «نحن لا نؤمن بهذه المفاوضات. لقد خيضت سابقاً ولم تؤدِّ إلّا إلى المزيد من التهديد».

وفي الاجتماع المُغلق في جنيف الذي بدأ بعد ظهر أمس، حاول وزراء الترويكا استكشاف مدى استعداد إيران للعودة إلى اتفاق جديد، قد يتضمّن رقابة أكثر تشدُّداً على تخصيب اليورانيوم، وتقييد برنامج الصواريخ الباليستية، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. إلّا أن العقبة الكبرى تبقى في إصرار إدارة ترامب على مبدأ «صفر تخصيب»، وهو مطلب ترفضه طهران بشكل قاطع. وأفاد مسؤول إيراني كبير، تحدّث إلى الصحافة، بأن بلاده «مستعدّة لمناقشة سقف معيّن للتخصيب»، لكنها «لن تقبل بتفكيك كامل لقدراتها النووية، خاصة في ظلّ القصف».

وتُعدّ مفاوضات جنيف اختباراً حاسماً للأوروبيين الذين يسعون لإعادة تفعيل دورهم في الملف الإيراني بعد سنوات من التهميش. فبعدما كانوا طرفاً محورياً في إنجاز اتفاق عام 2015 النووي، تراجعت مكانتهم إثر انسحاب ترامب منه عام 2018. وتعكس الجهود الحالية محاولة أوروبية لإقناع طهران بإرسال إشارات «جدّية» إلى واشنطن حول نواياها، في وقت يصعب فيه تنظيم محادثات مباشرة بين إيران وأميركا. ووفقاً لمصادر دبلوماسية، فإن الأوروبيين يسعون إلى إقناع ترامب بأن «الخيار الدبلوماسي لم يمت بعد»، وبأنه في إمكانه الادّعاء بـ»نصر تفاوضي» بدل الدخول في حرب قد تُربك قواعده الانتخابية وتكلّفه سياسياً.

وفيما يرى مراقبون أن مجرد انعقاد اجتماع جنيف، ووجود نافذة زمنية تفاوضية أعلنها ترامب، يمنحان فرصة حقيقية – ولو ضئيلة – لوقف الحرب وإعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض قبل أن تنفجر المنطقة برمّتها، فإن فرص نجاح هذه الجولة تظلّ، أقلّه في الحسابات الجارية، محدودة للغاية؛ إذ إن إسرائيل لا تزال تصعّد ميدانياً وتُظهر تصميماً على استكمال العمليات العسكرية، بينما تبدي طهران تصلّباً في مواقفها وترى نفسها ضحية عدوان خارجي، وتستمرّ في توجيه ضربات يومية بالصواريخ الباليستية والمُسيّرات تسبّبت بشلل كبير لمجتمع الكيان. أمّا الولايات المتحدة، فيبدو رئيسها وقد صعد بنفسه إلى أعلى شجرة لا يعرف كيفيّة النزول عنها، ومن دون (السلّم) الأوروبي قد ينتهي إلى التورّط في حرب ستتدحرج وتمسّ المصالح الأميركية عبر المنطقة.

رحلة شاقة من إيران إلى لبنان وتعب لا سياحة في تركيا: الحكومة كعادتها… لا تهتم بآلاف العالقين في الخارج
على وقع العدوان الإسرائيلي على إيران وتعطيل حركة الطيران في المنطقة، علق آلاف اللبنانيين في العراق وإيران وأنطاليا وغيرها، دون أن تتحرك الدولة لإعادتهم أو إجلاء المُعرّضين للخطر منهم.

كما في كل حرب، فإن للبنان، دولة أو شعباً، حصته من الأزمة. وهو حال عدد غير قليل من اللبنانيين الذين اضطروا إلى البقاء في الخارج نتيجة التعثر الذي أصاب حركة الطيران بعد اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل. لكن، يبدو أن الحظّ حالف اللبنانيين العالقين في العراق.

فبغداد لم تترك رعاياها العالقين في بيروت دون توفير طائرات لإعادتهم، ما أتاح للبنانيين فرصة العودة على متن الطائرات العراقية المُرسلة إلى بيروت لإعادة العراقيين.

لتتم «إعادة نحو 1120 لبناني على الأقل عبر خطوط الطيران العراقية»، وفقاً للسفير اللبناني في العراق علي الحبحاب، الذي يقول إنه لا يعلم الرقم النهائي للعالقين في العراق، «خاصةً أنه من بينهم أشخاص غير مسجّلين ضمن الحملات الدينية، ويمكثون عند الأقارب، ولكن هؤلاء لا يشكلون ضغطاً علينا من أجل العودة حالياً». لكن الثابت بقاء لبنانيين عالقين في العراق، وقد لا تتاح لهم الفرصة نفسها للعودة عبر رحلات توفرها الحكومة العراقية، ولا سيما أن عدد اللبنانيين ازداد مع انضمام الواصلين من إيران إليهم، ما يتطلب خطة طارئة تتولاها شركة «طيران الشرق الأوسط». وقد وعدت إدارة «الميدل إيست» بذلك، بعد انتهائها من إعادة الحجاج العالقين في السعودية.

ازدحام وفوضى في مطار البصرة وسوق سوداء لبيع تذاكر السفر إلى بيروت

في العراق، ينحصر العمل في مطار البصرة، فهو الأقرب إلى الكويت ويمكن للطائرات التي تقلع منه أن تسلك مساراً جوياً آمناً نسبياً: العراق – الكويت – السعودية – خليج العقبة – مصر – البحر الأبيض المتوسط – قبرص – لبنان.

لكن لبنانيين لفتوا «الأخبار» إلى أن «هناك ازدحاماً وفوضى، إذ يصعب حجز تذاكر على الخطوط الجوية العراقية عبر الإنترنت، بسبب توقّف «السيستم» عن العمل، ما يجبرهم على الحضور شخصياً والانتظار حتى تتوافر الرحلة إلى بيروت.

وهو ما يدفع البعض إلى المبيت في المطار لأيام، خصوصاً أن الفنادق القريبة «فوّلت» وصارت الأسعار خيالية. وكما في كل أزمة، يخرج من يستغل الأوضاع، ما دفع الناس إلى الحديث عن «سوق سوداء» لبيع تذاكر السفر تبدأ من 900 دولار وتتجاوز 2400 دولار أحياناً.

من جهته، يشرح السفير اللبناني أن «الأولوية لمن يحمل تذكرة من شركة الطيران العراقية، بعدما دخلت الوساطات على الخط، أما سعر التذكرة، فيساوي 300 دولار فقط، ولكن هناك من يسدد تكاليف إضافية لمن يقوم بالحجز عوضاً عنه»، لافتاً إلى أن «محافظ البصرة والحشد الشعبي العراقي والعشائر العراقية تنبهوا إلى الوضع الصعب للبنانيين العالقين، فأرسلوا فريقاً إلى المطار لتأمين احتياجاتهم، كما جرت استضافة عدد منهم».

الرحلة من إيران
أمّا الوجه الأصعب للأزمة، فهو عند اللبنانيين العالقين في إيران، وبينهم 500 طالب لبناني يدرسون في جامعات إيران، ناشدوا الدولة اللبنانية «التواصل مع السلطات العراقية لتأمين عودتنا من مطار البصرة بعدما مشينا 15 ساعة براً بالحدّ الأدنى، وتعبنا حقاً، من دون أن نقدر على مغادرة المطار، لأن حجز التذاكر يجب أن يتم حضورياً».

وإلى جانب تدهور الأوضاع الأمنية في إيران التي تجعل إجلاءهم أولوية، فإن غالبية العالقين هناك طلاب، ولا يستطيعون تحمّل الأعباء المادية للعودة. ومع ذلك، لم يصدر أي موقف ولا حتى تصريح رسمي يضع الدولة أمام مسؤوليتها تجاه هذه الفئة… فما الحل؟

بعد توقف الملاحة الجوية في إيران، لم يبقَ أمام الناس سوى سلوك المعابر البرية، وقطع مسافات طويلة، للوصول إلى العراق.

في رحلة تستغرق نحو 17 ساعة، محفوفة بالمخاطر الأمنية، ومكلفة مادياً. وتقول نور الزهراء من طهران إن الطلاب «اضطروا إلى اللجوء إلى وسائل النقل الخصوصية، بعدما توقف النقل العام كلياً، وهذا لا يحصل بسهولة لأنه بالكاد نجد سائقين يخاطرون بحياتهم ونثق بهم خاصة الفتيات منّا.

غير أن الأسعار ارتفعت بصورة غير منطقية، ففي اليوم الأول للعدوان طلب سائق 50 دولاراً بدلاً من طهران إلى معبر الشلامجة (شرق محافظة البصرة)، ثم طلب في اليوم التالي 150 دولاراً، بدل الرحلة نفسها».

وأمام المغادرين طهران مساران، إما التوجه مباشرة إلى البصرة في رحلة تُصنّف أكثر خطورة، أو المرور ببغداد في رحلة تحمل مشقة أكبر وكلفة أعلى. إضافة إلى ذلك، يواجه بعض العالقين في إيران عوائق، مثل الذين أنهوا دراستهم وكانوا ينتظرون تسلم جواز سفرهم من الشرطة الإيرانية بعد وضع ختم الخروج النهائي عليه.

حتى بعد اجتياز إيران، يواجه القادمون صعوبات في التنقل داخل العراق، ويروي السفير الحبحاب قصة «دخول 20 طالباً الأربعاء الماضي من تبريز إلى منفذ حاج عمران الحدودي مقابل السليمانية، بختم كردي من الشرطة المحلية في كردستان، وهو ختم غير معترف به داخل العراق، ليُصار بعدها إلى تسوية أوراقهم بعد تدخل أكثر من جهة».

«شركة نخال» و«سواح أنطاليا»
في هذه الأثناء، كان لبنانيون آخرون يواجهون الأزمة نفسها. لكن في منطقة أخرى. ففي مدينة أنطاليا التركية، واجه السياح مشكلة بعد انكفاء شركات الطيران العاملة عن الإقلاع إلى بيروت.

وناشد العالقون الدولة اللبنانية التحرك لإعادتهم بعدما مكثوا أياماً في المطار بحالة صعبة. وقد عبّرت «الميدل إيست» عن «الضغط الكبير الذي تمرّ به بعد توقف عدد كبير من شركات الطيران عن العمل»، معتذرةً عن تسيير رحلات من أنطاليا. لتحاول الشركات الكبرى للسياحة والسفر تأمين عودة زبائنها عبر التواصل مع شركات طيران تركية.

ونجحت شركة «نخّال للسياحة والسفر» في «إعادة العدد الأكبر من زبائنها، بعدما أطلقت رحلة من أنطاليا إلى بيروت الخميس الماضي»، بحسب صاحبها إيلي نخّال، الذي روى أن «شركة كورندون إيرلاينز التي اتفقنا معها تراجعت عن الإقلاع في اللحظات الأخيرة، ولم تطلق رحلتها إلا بعد أن ضغطنا عليها من باب وصول الركاب إلى المطار وعدم وجود أي خيارات أخرى للعودة إلى بلدهم». مع العلم أن شركة «صن إكسبرس» التركية كانت قد أقلّت الأسبوع الماضي 186 راكباً كانوا عالقين في أنطاليا.

لكن، المشكلة لم تحلّ بصورة جذرية، وسط تخوّف جدي لدى شركات الطيران من التحرك في أجواء المنطقة. ليبقى أمام اللبنانيين العالقين في أنطاليا خياران: إما الانتقال إلى إسطنبول براً أو جواً، ومنها يمكن حجز تذاكر على الرحلات المتجهة إلى بيروت، أو العودة عبر باخرة سياحية من ميناء مرسين إلى ميناء طرابلس. كما حصل مع «رحلة انطلقت صباح الأربعاء الماضي ووصلت في اليوم التالي إلى طرابلس»، وفق بيان لوزارة الأشغال العامة والنقل.

اللواء:

مجلس الوزارة يتجاوز قطوع تصريحات قاسم.. وإجماع رئاسي على رفض الانجرار للحرب

شيّا تتهم طهران بتحريض الحزب على التدخل.. والاحتلال يرفع من وتيرة اعتداءاته وتحرشاته


رفع الاحتلال الاسرائيلي من وتيرة اعتداءاته واستفزازته، وتحدياته لكل المساعي التي تبذل لتثبيت الاستقرار جنوباً، وآخرها جولة الموفد الأميركي طوم باراك، والذي اكد تمسك بلاده بدعم السلطات اللبنانية، والسعي لممارسة ضغوطات على دولة الاحتلال، مع التأكيد أن هناك إجماعاً رئاسياً (بين الرؤساء الثلاثة) على رفض الانجرار الى الحرب مجدداً..
واكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى ان تكرار موقف لبنان من الحياد عن التطورات الحاصلة في المنطقة جراء الصراع الإسرائيلي-الإيراني يدلل ان لا عودة عن هذا الموقف وجاء للتذكير به بمثابة رسالة يراد ان تصل الى الجميع.
الى ذلك كشفت المصادر نفسها انه ليس مستبعدا ان تحضر وفود خارجية الى بيروت في سياق استطلاع الأوضاع، وقالت انه وسط الانشغال المحلي بهذه التطورات فان الحكومة مررت مجموعة ملفات وستواصل العمل على بحث ملفات ملحَّة واقرارها.
فمساءً، شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات على مرتفعات الريحان وتومات نيحا وأطراف وادي برغز في الجنوب والبقاع الغربي، وزعم الناطق الاسرائيلي بأن المواقع المهاجمة، فيها منصات لاطلاق الصواريخ تعود الى حزب االله.
وقبل ذلك، شنت طائرات الاحتلال غارات على اطراف العيشية ونهر بلاط- قضاء مرجعيون.
ومجمل الملفات حضرت في جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر امس في السراي الكبير برئاسة الرئيس نواف سلام، بما في ذلك اعتبار الملفات الاقليمية التي كانت على الأجندة، سواءٌ السلاح الفلسطيني او عودة النازحين، او مسارات الحوار حول سلاح حزب االله.
وقرأ مصدر قيادي في «الثنائي الشيعي» في كلام الموفد باراك من أن دخول حزب الله في الحرب «قرار سيىء للغاية» بمثابة تهديد مباشر غير قابل للتأويل.
ونُقل عن قيادي بارز ان باراك قال للمسؤولين: «أرجوكم.. امنعوا حزب الله من التدخل في الحرب».

تصريحات قاسم

وبقيت تصريحات الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في واجهة التعليقات. ففي حين طالبه رئيس حزب «القوات اللبنانية» بعدم لسماح لنفسه ان يتصرف وكأن لا دولة، فيتحول عندها لبنان الى ساحة فوضى، واذا كان لدى الشيخ نعيم اقتراح في ما خص الحرب الدائرة في المنطقة، فحمله الى ممثليك في الحكومة كي يطرحوه في جلسة لمجلس الوزراء.. وتتخذ الحكومة القرار المناسب..
واعتبر الرئيس نبيه بري ان موقف الشيخ نعيم قاسم مبدئي ونقل عنه قوله (اي بري): «بأن حزب الله لن يشارك في الحرب».

خلاف حول مواقف قاسم في مجلس الوزراء

وحسب ما اعلن عن مداولات مجلس الوزراء، فإن الشق الأمني والسياسي اخذ حيِّزاً من مداولات مجلس الوزراء.
واثير موقف الشيخ قاسم في الجلسة، عندما بادر وزير الخارجية يوسف رجي إلى مطالبة الحكومة باتخاذ موقف من هذا الكلام الذي يهدد بالتسبب بآثار دولية سلبية على لبنان، وأثار مطلب رجي نقاشا حادا وأجاب رئيس الحكومة بأنه سبق له أن أصدر بيانا يؤكد رفض الانجرار إلى الحرب.
ولكن رجي اعتبر أن ذلك لا يكفي ويجب صدور موقف عن الحكومة، وفيما أيد عدد من الوزراء مطلب رجي لم يوافق مجلس الوزراء على تبني مطلبه.
في سياق متصل أعلن وزير الداخلية أحمد الحجار في دردشة قبيل الجلسة أن «الملف الفلسطيني قيد المتابعة ونأمل بأن تتم معالجته بما يتناسب مع البيان الوزاري».
وتعليقًا على قاسم قال: «الكلام في الاعلام شيء فيما الواقع شيء آخر وهو أن جميع اللبنانيين مقتنعون بانه لا يجب اقحام لبنان في حرب».

بيروت تنبض الحياة

ومن قلب بيروت، وفي حفل «بيروت نبض الحياة» حيث جرى احتفال مساء امس لتدشين وتأهيل ساحة الشهداء وسط بيروت، حيث ازاح الرئيس جوزف عون الستارة عن لوحة تذكارية في الشارع، اكد رئيس الجمهورية تأييده لما قاله الرئيس بري من انه 200 في المائة ليس هناك من حرب في لبنان، لان لا مصلحة لنا فيها، كما ان ايران لا تحتاج إلينا.
وفي ما خص بورود تطمينات اجاب: نحن هناك نعطي التطمينات في هذا المجال.

شيا مجدداً تحرّض

وفي نيويورك، خلال مناقشة مجلس الامن الدولي الحرب الاسرائيلية – الايرانية، قالت المندوبة الاميركية دورثي شيا (وهي سفيرة واشنطن السابقة في لبنان) ان ايران شجعت حزب الله على فتح جبهة لبنان، وهي دعت مرارا الى تدمير اسرائيل.
وفي السياق الدبلوماسي، أعرب السفير السعودي وليد بخاري عن ثقته في أن لبنان سيبقى بمنأى عن الاستهداف العسكري في هذه المرحلة، بفضل النهج الواعي واليقظ للدولة والقوى السياسية.

مطار القليعات

حضر مشروع تصميم وانشاء وتأهيل وتطوير مطار رينيه معوض (القليعات) في جلسة مجلس الوزراء، وجرى التطرق الى انجازه بطريقة BOT او DBOT، وعبر قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص على أن يعرض المشروع مجددا امام جلسة جديدة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل.
ونُقل عن وزير الدولة لشؤون المهجرين كمال شحادة قبيل الجلسة: «مطار القليعات رح يقلع».

إيطالي قائد لليونيفيل

وفي تطور آخر، يسبق التمديد المقبل لليونيفيل، وبعد انتهاء انتداب القائد السابق لوحدات حفظ السلام، اعلن امس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعيين اللواء ديوداتو أبانيارا من إيطاليا رئيساً وقائداً لبعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.و يخلف اللواء أبانيارا الجنرال الإسباني أرولدو لازارو ساينز. واعرب الأمين العام عن خالص امتنانه للجنرال أرولدو لازارو ساينز لتفانيه وقيادته لليونيفيل خلال إحدى أصعب فترات البعثة.

الوضع الميداني

على الأرض، أقدمت قوة اسرائيلية بالتوغل الى ميس الجبل، وفجرت احد المنازل فيها. كما أغارت مسيّرة معادية على طريق العباسية حيث أدت الى سقوط شهيد وجرحى. كما استهدفت مسيّرة أخرى سيارة في الهبارية.
وانسحب عناصر الجيش اللبناني من تلة الطيحات عند الخط الأزرق بعد رفض قوات الاحتلال تسليم جرافة استولت عليها من ميس الجبل فجر امس، واطلقت النار بالهواء خلال تراجع الجيش.

البناء:

إيران تفرض سيطرتها الصاروخيّة على الكيان والدفاعات الجويّة في وضع حرج

ترامب يترقب مسار المواجهة والمواقف ليقرّر الانعطاف نحو التفاوض أو الحرب

اجتماع جنيف الأوروبي الإيراني منصة جس نبض تمهد لجولة حرب جديدة وتنعقد

كتب المحرّر السياسيّ

رغم الخطاب التصعيديّ بين كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مهلة أمام إيران لقبول الشروط التي تنهي برنامجها النووي كي تتفادى الأسوأ، وكلام رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو عن المزيد من الحرب، ورغم تحول جلسة مجلس الأمن إلى مجرد منصة لاستعراض المواقف التصادمية بين الوفدين الإسرائيلي والإيراني، ورغم انعقاد جولة تفاوض أوروبية إيرانية في جنيف لم تتجاوز تبادل الآراء والمواقف والاتفاق على مواصلة الحوار، بدا أن أسبوعاً جديداً من الحرب لا بدّ منه قبل قياس اللحظة التي يمكن فيها قياس التغييرات التي تعيد الاعتبار للمسار التفاوضيّ.
بعد أسبوع من الحرب انقلبت الصورة، فما بدت “إسرائيل” تنجزه مع بداية الحرب تحوّل إلى مأزق إسرائيلي في العجز عن مواصلة الحرب وإنهائها، بينما الرئيس الأميركي متردّد بدخول حلبة الحرب رغم كلامه العالي السقف بوجه إيران، وقياس المخاطر مقابل المكاسب، حيث لا مكاسب مضمونة بدخول الحرب والمخاطر، مؤكدة خصوصاً أمام فرضيات بحجم استهداف إيران وحلفائها للقواعد والمصالح الأميركية، ومخاطر تضرّر التجارة العالميّة بصورة جذرية خصوصاً في مجال الطاقة، إذا تمّ إغلاق مضيق هرمز، وما يترتّب على ذلك من انهيارات في الأسواق والبورصات.
مأزق “إسرائيل” مزدوج، بعدما أحكمت إيران سيطرتها على المجال الجوي فوق فلسطين المحتلة، فصارت صواريخها تصل حيث تريد دون أن تعترضها الدفاعات الجوية، وصارت المنشآت العسكريّة كما جرى في قاعدة نيفاتيم ومطار رامات ديفيد والقاعدة البحرية في حيفا، أو المنشآت الاستراتيجيّة كما جرى في بئر السبع، حيث تكفّل صاروخ واحد بالوصول إلى مدينة الحرب الإلكترونيّة وإلحاق خسائر فادحة ببنيتها التحتية والعاملين فيها، بينما كانت الصواريخ الثقيلة تتساقط فوق المدن فتترك وراءها دماراً هائلاً تسقط فيه الأبنية وكأنها من كرتون، مستعيدة كلام سيد المقاومة عن “”إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت”.
مأزق ثانٍ لـ”إسرائيل” هو الإشارات المنشورة عن لسان أكثر من مسؤول أميركي وإسرائيلي عن خطر نفاد ذخائر الدفاعات الجويّة وعجز أميركا عن توريد المطلوب للسبب عينه، بينما يبدو الكلام عن تدمير القدرة الصاروخيّة لإيران بعيداً عن الواقع بفعل حجم المخزون من جهة، وقد تحدّث نتنياهو عن 28 ألف صاروخ لدى إيران، وبفعل وجودها في أماكن محصّنة يصعب الوصول إليها عبر الغارات الجويّة.
المأزق الثالث هو تردّد ترامب في دخول الحرب، واحتمال انتعاش المسار التفاوضيّ على حساب الحرب، بينما لا تملك “إسرائيل” استراتيجية خروج إلا من باب واحد هو وضع مصير قرار الحرب بيد ترامب، مع الخشية من أن يستخدمه بما لا تُحمد عقباه بالنسبة لـ”إسرائيل”.
أسبوع جديد من الحرب حتى تعود لقاءات جنيف للانعقاد.

لا يزال لبنان تحت تأثير تطورات الحرب الإيرانية – الإسرائيلية وسط مخاوف من تطاير شرارة الحرب إلى كل المنطقة بحال طال أمدها، في ظل تصريح قيادة جيش الاحتلال بأن الحرب ستطول، فيما استغلت بعض الجهات السياسية والإعلامية مواقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم للتهجّم على الحزب واتهامه بأنّه يريد توريط لبنان بالحرب، فيما لفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن لبنان لن ينخرط في الحرب، لكن المنطقة برمّتها ستدخل في حالة توتر وفوضى بحال طال أمد الحرب الإسرائيلية الأميركية ودخلت الولايات المتحدة الأميركية مباشرة على خط الصراع، ما سيُلقي بتداعياته على كامل منطقة الشرق الأوسط والخليج والممرات المائية وصولاً إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وبالتالي لكون لبنان جزءاً من هذه المنطقة فلن يبقى بمأمن من دائرة الحرب ومن خطر العدوان والمشروع التوسعي الإسرائيلي.
بينما لفتت أوساط مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” إلى أن حزب الله أحرص الأطراف على استقرار لبنان وحماية اللبنانيين من العدوان الإسرائيلي، لكن لا أحد يمكنه توقّع ما سيحدث في الأسابيع القليلة المقبلة مع تهديد الولايات المتحدة بدخول الحرب إلى جانب “إسرائيل” لإخضاع إيران، وبالتالي بحال نجح مشروع إضعاف الجمهورية الإسلامية في إيران وإخضاعها، فإن المنطقة برمّتها ستسقط في قبضة نتنياهو ومشروعه الشرق الأوسط الجديد، إضافة إلى أن الحزب غير معنيّ بتوجيه تطمينات للعدو الإسرائيلي.
رسمياً، أكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال زيارته وعقيلته إلى ساحة الشهداء في بيروت، أن لبنان لن يدخل في الحرب بين إيران و”إسرائيل”، مشدّداً على أن الفصل المقبل هو فصل “النهوض والإعمار”. واعتبر إن “إرادة الحياة أقوى من كل شيء، ورسالتنا أن بيروت كانت وستبقى نبض الحياة”. ولفت إلى أننا “نقف من قلب بيروت النابض من هذا المكان الذي يختزل تاريخ لبنان، لنشهد على فصل جديد من النهوض والإعمار”، مشدّداً على أن “لبنان سيبقى واحة للسلام والحضارة في قلب الشرق الأوسط”.
في وقت نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري استغرابه وصف البعض لكلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كما لو أنه جاء ردّاً على كلامه. وأكد أن ما نُسب لبرّي بأن الحزب لن يشارك في الحرب هو “أكيد”، أما كلام قاسم فهو موقف مبدئيّ لا يمكن للحزب اتخاذ موقف غيره، لأنه بطبيعة الحال متضامن مع إيران.
وردّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على الكلام الأخير للشيخ قاسم: “لا تستطيع التصرُّف بما تراه مناسباً. الحكومة اللبنانية وحدها تستطيع التصرُّف بما تراه مناسباً، لأنها تمثِّل أكثرية الشعب اللبناني، إذا كان لديك أي اقتراح في ما خصّ الحرب الدائرة بين “إسرائيل” وإيران، تستطيع أن تحمِّله إلى ممثليك في الحكومة كي يطرحوه في أول جلسة لمجلس الوزراء، وهناك حصراً يتم التداول به واتخاذ القرار المناسب”.
بدور، أعرب السفير السعودي وليد البخاري عن ثقته في أن لبنان سيبقى بمنأى عن الاستهداف العسكريّ في هذه المرحلة، بفضل النهج الواعي واليقظ للدولة والقوى السياسية، وقدّم لعضو اللجنة العالمية ومسؤول الشرق الأوسط في حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان الذي زاره في منزله في اليرزة نظرة شاملة للفترة الممتدّة من حرب غزة إلى الهجمات الإسرائيلية على إيران، مسلطًا الضوء على الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية. وتناول النقاش موقف الدول الإسلامية ودور تركيا وأذربيجان في المنطقة، بالإضافة إلى تعاونهما المستمر مع “إسرائيل”.
ونقل مصدر سياسيّ عن مراجع دبلوماسية خارجية مخاوف روسية وصينية من تصاعد حدّة الحرب والضربات بين إيران و”إسرائيل”، وحذروا وفق ما يشير المصدر لـ”البناء” من تفاقم الحرب وتوسّعها مع استخدام أسلحة جديدة بحال لم تنجح الوسائل الدبلوماسية بحلها، كما أبدى المراجع مخاوفهم الشديدة إذا تدخلت الولايات المتحدة في الحرب ما يؤدي إلى تهديد الأمن الإقليمي ويضرب التوازنات القائمة على الساحة الدولية، وبالتالي قد يستدرج دخول قوى دوليّة عظمى في الحرب ولو بشكل غير مباشر. وكشفت المراجع أن موسكو على تواصل دائم مع الأميركيين لتخفيف حدة الصراع وعدم تدخلها بالحرب والعودة إلى التفاوض مع استعداد بكين مع إيران ولعب دور وساطة بين واشنطن وطهران. كما نقل المصدر استغراب الحكومة الصينيّة لهذا التحرّك الإسرائيلي العسكري السريع ضد إيران وتشجيع الولايات المتحدة بدل استخدام الوسائل الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، علماً أن الصين هي التي دعت الى جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة لمناقشة الوضع المتفجر بين “إسرائيل” وإيران والعودة الى مجلس الأمن لحل النزاعات ووقف الحروب ومنع تمددها ولكي لا تشكل تهديداً لأمن الملاحة الدوليّة وللسلم والأمن الدوليين.
إلى ذلك، أُقيم لقاء تضامني مع الإعلام الإيراني، تحت عنوان “إسرائيل تقتل الإعلاميّين”، وذلك في فندق غاليريا في بئر حسن – بيروت، حيث شددت الكلمات على إدانة العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران، وأكّدت دور الإعلام المقاوم.
وأكد وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، عبر ممثله الأستاذ خضر ماجد خلال اللقاء التضامنيّ مع الإعلام الإيراني تحت عنوان “إسرائيل تقتل الإعلاميين” في بيروت، تضامنَ لبنان الكامل مع الإعلام الإيراني، وكل المؤسسات الإعلامية الحرة التي تواجه الاحتلال “الإسرائيلي” وتنقل حقيقة ما يجري على الأرض، في فلسطين وسائر أنحاء العالم العربي والإسلامي.
في غضون ذلك، عقد مجلس الوزراء جلسة عادية وقرّر ترحيل المواد الكيماويّة المنتهية الصلاحية والتي تم توضيبها في معملي الزوق والجية، والموافقة لوزارة الاتصالات على إعداد دفاتر الشروط لإجراء عمليات التقييم وتخمين أصول الوزارة وأوجيرو والشركتين المشغلتين للخلوي، والرجوع إلى مجلس الوزراء لإطلاق المناقصة وفق قانون الشراء العام.
ميدانياً، شن الطيران الإسرائيلي غارة على سيارة في العباسية، ما أدى الى استشهاد محمد خضر الحسيني من بلدة جناتا. كما استهدفت مسيرة أخرى سيارة في أطراف الهبارية، وتبين لاحقاً أن السيارة كانت فارغة ومركونة إلى جانب الطريق ولم تؤد الغارة إلى إصابات. وفي سياق متصل، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن “جيش الدفاع قضى على قائد منظومة النيران في قطاع الليطاني في حزب الله».
ومساء أمس، أفيد أن الطيران الإسرائيلي استهدف دراجة قرب حاجز للجيش عند مدخل برعشيت، وقد تحرّكت سيارات الإسعاف الى المكان المستهدف، وأغار على أربع دفعات مستهدفاً التلال والمنطقة الواقعة من القطراني والمحمودية ومحيط الأحمدية وبين بلدتي الريحان والعيشية

المصدر: صحف