سجّل الحزب الديمقراطي الأمريكي نصراً واسعاً في الانتخابات المحلية على امتداد الساحل الشرقي للولايات المتحدة، في مؤشر واضح على تنامي السخط الشعبي تجاه الرئيس دونالد ترامب بعد قرابة عام من ولايته الثانية، بحسب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن”.
ففي ولاية فيرجينيا، حققت النائبة الديمقراطية السابقة أبيغيل سبانبيرغر نتيجة تاريخية بفوزها الساحق على نائبة الحاكم الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز، لتصبح أول امرأة تتولى منصب حاكمة في تاريخ الولاية.
وبلغت حصة سبانبيرغر من الأصوات أكثر من 64% في بعض الدوائر، متجاوزة أرقام كامالا هاريس وتيري ماكوليف في الانتخابات السابقة، ووفق “سي إن إن” عُدّ الفوز مؤشراً على تحوّل انتخابي مهم لصالح الديمقراطيين.
وفي نيوجيرسي، تمكّنت النائبة الديمقراطية ميكي شيريل من هزيمة منافسها الجمهوري جاك تشيتاريلي، الذي فشل في إعادة بناء تحالف ترامب الانتخابي، كما أظهرت استطلاعات الخروج تفوق شيريل بين الأقليات والمستقلين والمعتدلين، ما أكد تآكل جاذبية ترامب وحزبه لدى هذه الشرائح.
أما في نيويورك، فقد نجح المرشح الديمقراطي الاشتراكي زهيران ممداني في إلحاق هزيمة ثانية بالحاكم السابق أندرو كومو خلال عام واحد، ليعزز موقع التقدميين داخل الحزب الديمقراطي، مستفيداً من تركيز حملته على خفض تكاليف المعيشة والإسكان، ما جعله نموذجاً وطنياً في مواجهة أزمة غلاء المعيشة كما ترى “سي إن إن”.
وقالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز خلال احتفال ممداني بالفوز: “هذه ليست رسالة من الديمقراطيين فحسب، بل من كل الأمريكيين. أعتقد أن الناس يشعرون بالاشمئزاز مما يصدر عن هذه الإدارة”.
ورغم التباينات الأيديولوجية داخل الحزب الديمقراطي، فقد تمكّن مرشحوه من توحيد صفوفهم حول قضايا محورية تمس احتياجات المواطنين، وركزوا على القدرة على تحمل التكاليف وانتقدوا أداء ترامب بشكل صريح.
وفي كاليفورنيا، منح الناخبون الحزب الديمقراطي دفعة قوية عبر إقرار مشروع لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية، ما أتاح للديمقراطيين خمس مقاعد إضافية في مجلس النواب، في دفعة وصفها التقرير بأنها “لحظة وطنية فارقة” قد تمنح حاكم الولاية غافن نيوسوم فرصة الترشح للرئاسة في 2028.
واحتفظ الديمقراطيون بالأغلبية في مجلس نواب ولاية فيرجينيا ومحاكم ولاية بنسلفانيا العليا، بينما رفض الناخبون في ولاية مين مشروعاً جمهورياً لفرض بطاقات هوية إلزامية على التصويت، في ما اعتبرته “سي إن إن” انتصاراً جديداً للديمقراطيين في معركتهم ضد القيود الانتخابية.
وختم التقرير الذي نشرته “سي إن إن” بأن نتائج هذه الانتخابات تمثل تحوّلاً لافتاً في المزاج السياسي الأمريكي ضد ترامب، مبيناً أن الحزب الديمقراطي، رغم الانقسامات بين جناحيه التقدمي والمعتدل، نجح في توحيد صفوفه حول هدف مواجهة سياسات ترامب والسعي لاستعادة مفاصل السلطة في الولايات المتحدة.
المصدر: مواقع
