لبنان دولةٌ فاشلةْ، وجيشُهُ يعاني من نقصٍ في المواردِ الماليةِ والبشريةْ، واسرائيل تقصفُهُ يومياً لانَّه لم ينزَعْ السلاح.
هي رؤيةُ الموفدِ الاميركي توم براك لبلدِنا ودولتِنا المتعلِّقِ بعضُ مكوناتِها بحبالِهِ الصوتيةْ كلَّما أفلَتَ تصريحٌ من هنا أو موقفٌ من هناك.
والدبلوماسيُ الفاشلُ هذان أكمَلَ موعظتَهُ بزعمِ أنَّ الحكومةَ الصهيونيةَ مستعدةٌ للتوصلِ الى اتفاقٍ مع لبنان بشأنِ الحدودْ، معتبراً أنَّهُ من غيرْ المعقولْ ألاَّ يكونَ هناكَ حوارٌ بين لبنان واسرائيل، ومحذِّراً بأنَّه لم يعدْ هناك وقتٌ امامَ الحكمِ في لبنان لنزعِ سلاحِ حزب الله كما قال ..
فماذا يقولُ اهلُ السيادةِ من اللبنانيين؟ وما هو جوابُ السلطةِ اللبنانيةِ على تطاولِ هذا الصَلِفْ الاميركي؟ فمَن أفشَلَ الدولةَ ومنعَ تسليحَ جيشِها، وعطَّلَ حلولَ الكهرباءِ والمياهِ واستخراجَ نفطِها، وتحكَّم بنظامِها المالي والمصرفي حتى أفلسَها؟ ومن يَرعى العدوانَ الصهيونيَ على سيادتِها واحتلالِ ارضِها ويبرِّرُهُ كلَ يوم؟
والسؤالُ ايضاً: لماذا إصرارُ برَّاك التصريحِ على الدوامْ بما يثيرُ الريبةَ ويعكِّرُ حتى على حلفائِهِ الأَجواءَ؟ أمْ أنَّه الردُ على طلبِ رئيسِ الجمهوريةْ العماد جوزيف عون من الجيشِ اللبناني التصدي لأيِ توغلٍ صهيوني؟ أو أنَّه رميٌ بنارِ المواقفِ على ما يشاعُ عن مبادرةٍ مصريةٍ عربيةْ كمحاولةٍ للمساهمةِ بحلِ الازمةِ اللبنانية؟
وليعلمَ بعضُ اللبنانيين أنَّه أثناء عِظَةِ برَّاك الذي يشغلُ أصلاً منصبَ الموفدِ الرئاسي الاميركي الى سوريا وضامنَ مسارِ مفاوضاتِها مع تل ابيب، كانت القواتُ الصهيونية تتوغلُ الى مناطقَ جديدةْ في ريف القنيطرة السورية على عينِ الرعايةِ والوساطةِ والضماناتِ الاميركية..
فبعينِهِم المجرَّدَة يكتشفُ اللبنانيون كلَ يومْ شراكةَ الاميركي الكاملةْ بالعدوانِ الاسرائيلي والضغطِ على بلدِنا، وهو ما يوجبُ ادانةً واضحةً، كما قال رئيسُ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي حذَّرَ من انَّ سعيَ البعضِ للاستسلامِ للعدو لن يَجعَلَهُ يُوقفُ عدوانَهُ بل سيشجِّعُهُ على التمادي بمزيدٍ من الابتزازِ حتى يسلبَنا الوطنَ كلَّه.. معتبراً انَّ خسائرَ بلدِنا وشعبِنا بالصمودِ أقلُ وأشرفُ ممَّا يريدُ ان ينتزعَهُ منَّا العدو او يفرضَهُ علينا من التزامات..
بقلم علي حايك
تقديم : غادة عساف النمر
المصدر: موقع المنار
