الجمعة   
   31 10 2025   
   9 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 19:25

هرمز.. الصاروخ الإيراني المضاد للرادارات الذي «يعمي» أعين الأعداء

كشفت القوات الايرانية عن صاروخ «هرمز» البالستي المضاد للرادارات والسفن كأداة ردع بحرية استراتيجية ترفع من قدرات الدفاع الإيرانية في مضيق هرمز وخليج فارس وبحر عمان. وطُرح هذا النظام للمرة الأولى في عرض عسكري بأبريل/نيسان 2014، ويُعرف بقدرته على استهداف مصادر الإشعاع الراداري وتعطيل أنظمة كشف العدو، ما يجعله عنصراً مهماً في مزيج القدرات الصاروخية الإيرانية البحرية.

تجمع عائلة «هرمز» — التي تضم نماذج مثل «هرمز 1» و«هرمز 2» — بين تقنيات توجيه متطورة ومستشعرات رادارية تستهدف مصدر الانبعاث بدل الاعتماد فقط على التوجيه البصري أو القصور الذاتي. وقد وصف قادة في الحرس الثوري أن مدى «هرمز» يقارب 300 كيلومتر، فيما رُفعت مزاعم عن سرعات تصل في طرازات متقدمة إلى نحو 4–5 مرات سرعة الصوت.

تُبيّن الصور واختبارات العرض أن «هرمز» يمتلك دقة كافية لتدمير منصات رادارية مثبتة، بما في ذلك أهداف بحجم حاوية طولها أربعة أمتار، وهو ما يعكس قدرة على تعطيل منظومات إنذار وتتبّع العدو قبل أو أثناء الاشتباك. ويُقدَّر الوزن التقريبي لرأسه الحربي بالمئات من الكيلوغرامات، وهو ما يمنحه قدرة تدميرية معتبرة ضد أهداف بحرية أو رادارية برّية.

تُعد قابلية هذا الصاروخ للعمل من منصات متحركة عاملاً إضافياً في صعوبته على الخصم، إذ تسمح التنقلية بتوزيع إطلاقات الصواريخ وتقليل تعرض منصات الإطلاق للضربات المضادة. كما أن وجود منظومات أخرى مثل صواريخ «خليج فارس» ذات التوجيه البصري يزيد من تعقيد المهمة في مواجهة بحرية، حيث يواجه العدو تهديدات متعددة بأنظمة توجيه مختلفة وسرعات عالية.

من الناحية الأمنية والدبلوماسية، يثير انتشار مثل هذه المنظومات تساؤلات إقليمية ودولية حول مخاطر التصعيد وسبل ضبط تفاقم التوترات في مضيق هرمز.

يبقى «هرمز» مثالاً على الطريقة التي تطوّر بها طهران قدراتها الصاروخية لتلبية متطلبات الردع البحري وحماية مساراتها الاقتصادية، فيما ستتابع الدول الإقليمية وشركاؤها الدوليون تطورات هذه القدرات وتأثيرها على معادلات القوة والأمن في الخليج والبحر العربي.

المصدر: وكالات \