أشاد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يوم الخميس، بإتمام تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) صفقة شراء عشرين مقاتلة من طراز “يوروفايتر”، مؤكداً أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز قدرات الحلف في مواجهة التهديدات الروسية.
وجاءت تصريحات ميرتس عقب محادثات أجراها مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة، حيث صرّح أن “النزعة التحريفية الروسية العنيفة تهدد الأمن الأوروبي الأطلسي بأسره… وفي هذا السياق، ترحب الحكومة الألمانية صراحة بقرار تركيا شراء 20 طائرة يوروفايتر”. وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع إردوغان – الذي شهد تبايناً في الرأي بينهما بشأن حرب غزة – أن “هذه الطائرات تخدم الأمن الجماعي للحلف”.
وقد وجّه ميرتس الشكر للرئيس التركي على دور أنقرة في تأمين هدنة يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر، معبراً عن أمله في أن تستخدم تركيا نفوذها “لإقناع حماس بالدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، لأن الوضع لا يزال هشاً”.
وفي رده على سؤال حول سجن رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو على خلفية قضية فساد يعتبرها أنصاره مدفوعة سياسياً، قال ميرتس إن “القرارات المتخذة في تركيا لا تفي بعد بمعايير سيادة القانون والديمقراطية من المنظور الأوروبي.” وأضاف: “كما عبّرت عن قلقي إزاء وجود قضايا لا تلبي توقعاتنا، خصوصاً في ما يتعلق باستقلال القضاء، لكن هذا موضوع نواصله في المناقشات فيما بيننا.”
وفي سياق متصل، أفاد مصدر بوزارة الدفاع التركية بأن أنقرة تأمل في الحصول على دعم برلين لإدماجها في مبادرة دفاعية تابعة للاتحاد الأوروبي، رغم معارضة اليونان.
وبالرغم من أن تركيا مؤهلة فنياً للمشاركة في مبادرة العمل الأمني من أجل أوروبا (سايف)، التي تبلغ قيمتها 150 مليار يورو، إلا أن القرار النهائي يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وخلال المحادثات، سعى ميرتس إلى تأمين دعم تركي لترحيل مزيد من طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم، إذ قال مصدر بالحكومة الألمانية إن برلين تتطلع إلى “خطوات ملموسة” من أنقرة في هذا الشأن. وتعمل برلين على استئناف عمليات الترحيل إلى سوريا، وتأمل بالحصول على دعم تركيا التي تربطها علاقات وثيقة بدمشق، حيث زار وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول العاصمة السورية للمرة الأولى والتقى الرئيس أحمد الشرع.
المصدر: أ.ف.ب.
