الأربعاء   
   29 10 2025   
   7 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 13:09

شركات عالمية تعلن موجة تسريحات واسعة وسط تباطؤ الاقتصاد

تشهد الأسواق العالمية تصاعداً في خطط خفض العمالة مع ضعف الثقة الاستهلاكية وتنامي دور الذكاء الاصطناعي في أتمتة الوظائف.

فقد أعلنت شركات كبرى مثل أمازون ونستله ويو بي إس عن تقليص آلاف الوظائف، في خطوة تعكس ضغوطاً متزايدة على القطاعات الاقتصادية المختلفة.

وبحسب إحصاء لوكالة رويترز، أعلنت الشركات الأميركية وحدها عن أكثر من 25 ألف وظيفة مسرحة في أكتوبر تشرين الأول، باستثناء خطة يو بي إس التي شملت 48 ألف موظف منذ بداية 2025.

وفي أوروبا، تجاوزت الأرقام 20 ألف وظيفة، كان النصيب الأكبر منها لشركة نستله بعد تقليصها 16 ألف وظيفة الأسبوع الماضي.

أمازون في صدارة التسريحات

أعلنت أمازون أنها ستخفض حتى 14 ألف وظيفة من القوى العاملة المكتبية، فيما أشارت تقارير إلى أن الرقم قد يصل إلى 30 ألف وظيفة.

تأتي هذه الخطوة في وقت يسعى فيه قادة الشركات، من أمازون إلى تارغت وبروكتر آند غامبل، لإعادة هيكلة عملياتهم وخفض التكاليف.

اللافت أن التركيز الأكبر ينصب على الوظائف المكتبية والبيضاء، بينما تبقى الوظائف الميدانية في المتاجر والمصانع أقل تأثراً.

ويعتبر محللون أن هذه التطورات قد تكون إشارة مبكرة إلى تحول هيكلي مع سعي الشركات لتبرير مليارات الدولارات التي استثمرتها في أدوات الذكاء الاصطناعي.

ضغط متزايد من المستثمرين لجدوى استثمارات الذكاء الاصطناعي

أظهر استطلاع حديث لشركة كيه بي إم جي أن متوسط الاستثمارات المتوقعة في الذكاء الاصطناعي لدى الشركات الأميركية ارتفع بنسبة 14% منذ الربع الأول من العام ليصل إلى 130 مليون دولار خلال العام المقبل.

كما أكد 78% من الرؤساء التنفيذيين أنهم يواجهون ضغوطاً شديدة من مجالس الإدارة والمستثمرين لإثبات جدوى هذه الاستثمارات من خلال خفض التكاليف وزيادة الأرباح.

سوق عمل في مرحلة «منخفض التوظيف والتسريح»

رغم العناوين العريضة للتسريحات، لا تُظهر بيانات البطالة الأسبوعية الأميركية قفزة كبيرة في أعداد المسرحين حتى الآن، وتشير تقديرات شركة إيه دي بي إلى إضافة نحو 14,250 وظيفة في الأسابيع الأربعة المنتهية في 11 أكتوبر تشرين الأول.

لكن خبراء الاقتصاد يحذرون من أن السوق يعيش حالة «منخفض التوظيف والتسريح»، إذ تفضل الشركات خفض أعداد الموظفين تدريجياً بعدم استبدال الوظائف الشاغرة.

ويخشى مراقبون من أن أي تسارع في التسريحات قد يضعف الثقة الاستهلاكية ويضغط أكثر على الاقتصاد الأميركي المثقل أصلاً بالتضخم والرسوم الجمركية.

مستقبل الوظائف بين الذكاء الاصطناعي والتباطؤ الاقتصادي

يرى محللون أن التركيز الحالي على الوظائف البيضاء والاعتماد المتزايد على الأتمتة يعكس مخاوف بنيوية من أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل سوق العمل.

ورغم أن بعض القطاعات مثل التمويل والخدمات المهنية لا تزال تسجل نمواً في التوظيف، فإن شبح فقدان الوظائف يلوح في الأفق مع اتساع استخدام التكنولوجيا.

وفي ظل غياب بيانات رسمية شاملة بسبب استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي، يبقى المستثمرون والعاملون على حد سواء في حالة ترقب، في سوق يصفه الاقتصاديون بأنه يعيش مرحلة «حبس أنفاس» بانتظار اتضاح اتجاه الاقتصاد.

المصدر: سي ان ان