الثلاثاء   
   28 10 2025   
   6 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 22:06

الرئيس عون: لعولمة مكافحة الإرهاب والتعاون للقضاء عليه

قال رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون في المؤتمر الإقليمي حول “التعاون القضائي الدولي في مكافحة الإرهاب” الثلاثاء “لأنّ الموضوع بهذه الأهمية، ولأن المشاركة على هذا المستوى من التخصّصِ والخبرة، سأحاولُ أن أجعلَ كلامي دقيقاً محدَّداً مقتضَبا، مثلَ نصِ القانون حيثُ لا اجتهاد، فلنتفقْ أولاً على تحديدٍ مفهوميٍ، لجائحة الإرهاب”.

واضاف عون “أدركُ تماماً أنّ تعريفاتٍ كثيرةً أُعطيت وأن جهوداً كبيرة بُذلت من مختصين ومن هيئات دولية، وخصوصاً من آليات القانون الدولي والشرعية الدولية، للتوصّلِ إلى تعريفٍ جامع لهذه الظاهرة”، وتابع “لكن دعوني الآن، بخبرتي الميدانية والسياسية المسؤولة المتواضعة، أن أعتبرَ معكم، أنّ الإرهابَ هو ما يلي: إنه استخدامٌ واضحٌ وعلني، للعنف المادي أو المعنوي، غيرِ المبرَّر وغير الشرعي، ضد أهدافٍ مدنية بريئة، لا كغايةٍ في ذاتها بل كوسيلةٍ لتحقيقِ غايةٍ أبعد. ألا وهي ترويع وتطويع أفرادٍ أو جهاتٍ مدنية أخرى. بهدفِ انتزاعِ مطالبَ معيّنة وغيرِ محقة منها، بطريقةٍ غيرِ شرعية ولا مشروعة”.

وأضاف عون ” المطلوبُ هنا، ليس مجردَ قطعِ الإصبعِ الموضوعة على زنادِ التفجيرِ الإرهابي، بل وأدُ الفكرة التي جنّدت صاحبَ الإصبع وغسلت عقلَه بضلالِ أنّ ما يقومُ به من جريمةٍ بشعة، هو أمرٌ صالح”، واعتبر ان “هذا المستوى من المكافحة، لا يعودُ من اختصاصِ الآليات القانونية والقضائية والجنائية بل من اختصاصِ أصحاب الرأيِ الفكر. وخصوصاً خصوصاً، المسؤولين عن الجماعات الروحية أو الدينية أو الحزبية، التي يخرجُ منها وعليها هؤلاء المضلِلون والمضلَلون”، ورأى انه “على أولئك المسؤولين في المجتمع أن يتجنّدوا، تماماً مثل تجنّد الإرهابيين ومجنّديهم، من أجل مكافحة هذا الخطر، بالفكرِ والقول والفعل، ومن أجلِ إخراجِ هؤلاء من بيئاتِهم وعزلِهم ونبذِهم، وتوضيحِ مخاطرِهم المُهلكة، لأهلِهم، قبل خصومِهم. وهذه مهمة علينا جميعاً ألا نتساهلَ فيها”.

وقال عون “لماذا تلتقون لبحث هذه القضايا، في لبنانَ بالذات؟ بكل بساطة، لأننا بلد ملتزم، حكومةً ومؤسساتٍ وشعباً ومجتمعاً وأفراداً، ببذلِ كلِ جهدٍ ممكن، لمكافحة كلِ إرهابٍ مُحدِق”، وتابع “لأننا جسّدنا ذلك على أرضِ الواقع وعلى أرضِنا، فالجيشُ اللبناني، كما القوى المسلحة اللبنانية كافة، بذلوا تضحياتٍ كبيرةً في مواجهةِ الإرهابيين، وفي مكافحةِ إرهابِهم. وانتصروا عليهم كلَ مرة. انتصرنا عليهم في المواجهاتِ العسكرية، كما في المواجهاتِ الأمنية. وخصوصاً، انتصرنا على الإرهاب بالمواجهة الفكرية والثقافية والأهلية. لأننا بلدُ سماحٍ وتسامحٍ وحوارٍ وتعددٍ وتنوّعٍ وحريةٍ وحداثة”، واضاف “في بيئةٍ كهذه، لا مكانَ ولا مجالَ لحضانةٍ بنيويةٍ للإرهاب. لا بل يمكنُ القول أنّ بيئةً كهذه، هي من أبرزِ شروط مكافحة الإرهاب”.

وقال عون إن “الإرهاب جرثومةٌ لا تنمو إلا في الظلمِ والظلام. وبالتالي فأنوارُ العدالة وأضواءُ الحداثة، عاملٌ حاسمٌ في القضاءِ عليها. وهو ما نتعاون لتحقيقِه مع كلِ أصدقائِنا في محيطنا وفي العالم، فالإرهابُ اليوم باتَ مُعَولماً. وهذا يقتضي منا عولمةَ مكافحتِه أيضاً”.

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام