استشهد ثلاثة فلسطينيين، صباح اليوم الثلاثاء، بعد ساعاتٍ من الحصار والاشتباكات العنيفة والقصف الجوي الذي نفّذته قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية كفر قود قضاء جنين، شمال الضفة الغربية.
ووفق مصادر محلية، فإنّ قوات الاحتلال حاصرت فجر اليوم منزلًا يعود لعائلة الشهيد تامر النشرتي من مخيم جنين، وسط إطلاق كثيف للنار وانفجارات متتالية هزّت المنطقة، تزامنًا مع انتشار وحدات كبيرة من جيش الاحتلال في محيط القرية.
وأفادت المصادر للمركز الوطني للإعلام بأنّ قوات الاحتلال استقدمت جرافات وآليات عسكرية إلى محيط المنزل المحاصر، فيما اندلعت اشتباكات مسلّحة عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وجنود الاحتلال، وارتفعت ألسنة الدخان من المنزل بعد استهدافه بالقذائف.
وتحصن المقاومين الثلاثة قرب بلدة كفر قود شمال غرب مدينة جنين، وحاصرتهم قوات الاحتلال وقصفتهم بعد اشتباكات عنيفة معهم، إلى أن ارتقوا شهداء.
وبحسب شهود عيان، شنّت طائرات الاحتلال الحربية غارتين متتاليتين على المنزل والمنطقة المحيطة، ما أدّى إلى تدمير أجزاء واسعة منه، قبل أن تعلن وسائل إعلام إسرائيلية أنّ “وحدة اليمام الخاصة” التابعة لجيش الاحتلال اغتالت ثلاثة مقاومين فلسطينيين بنيران القناصة، قبل أن يقصف سلاح الجو المكان بشكل مباشر.
وتزامن هذا العدوان مع حملة اعتقالات نفّذها جيش الاحتلال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية يوم أمس، حيث اعتُقل عدد من الفلسطينيين، بينهم الأسير المحرّر في صفقة التبادل جمال الطويل بعد اقتحام منزله والاعتداء على أفراد عائلته.
وتشهد مدينة جنين ومخيمها منذ أشهر تصعيدًا إسرائيليًا واسعًا يشمل عمليات اقتحام واغتيال وهدم منازل، في محاولةٍ فاشلة للقضاء على بنية المقاومة المتصاعدة في شمال الضفة الغربية.
وفي السياق، أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الجريمة الإسرائيلية في كفر قود، معتبرةً أنها “حلقة جديدة في سلسلة متواصلة من جرائم الحرب والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة”.
وقالت الحركة في بيانٍ لها إنّ “قوات الاحتلال استخدمت القناصات والقصف الجوي خلال محاصرة المنزل، ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول لإنقاذ الجرحى، في انتهاكٍ صارخ لكلّ المواثيق والأعراف الدولية”.
وأضاف البيان أنّ “هذه الجريمة تأتي في إطار حملةٍ ممنهجة من الاقتحامات والهدم والتجريف التي ينفذها الاحتلال في مختلف أنحاء الضفة، حيث دمّر خلال الأشهر الماضية أكثر من ألف منزل في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، ما تسبب في نزوح آلاف المواطنين”.
وحذّرت الحركة من “خطورة السياسات العدوانية الإسرائيلية على أمن المنطقة واستقرارها”، مؤكدةً أنّ “الجرائم الإسرائيلية لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصراراً على التمسك بخيار المقاومة دفاعاً عن أرضه وكرامته”.
وتشهد مدينة جنين ومخيمها منذ أشهر تصعيداً إسرائيلياً واسعاً يشمل عمليات اقتحام واغتيال وهدم منازل، في محاولةٍ فاشلة للقضاء على بنية المقاومة المتصاعدة في شمال الضفة الغربية.
المصدر: وكالات
