الإثنين   
   27 10 2025   
   5 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 22:14

ترامب يعلن اتفاق سلام بين تايلاند وكمبوديا دون حل للقضايا الجوهرية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من العاصمة الماليزية كوالالمبور، التوصل إلى اتفاق سلام بين تايلاند وكمبوديا، عقب الاشتباكات الدامية التي شهدتها حدودهما المشتركة في يوليو/تموز الماضي.

ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، وقّع ترامب اتفاق “كوالالمبور للسلام” بين البلدين، والذي نص على سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة المتنازع عليها وإنشاء فريق مراقبة مؤقت لمتابعة الأوضاع الميدانية، رغم بقاء القضايا الجوهرية في النزاع دون حل فعلي.

وأوضحت مراسلة الإذاعة أن الاتفاق جاء بتدخل مباشر من ترامب وأن أحد الوزراء أكد توقيع البلدين عليه، إلا أن معارضة ظهرت في تايلاند من القوميين الذين رفضوا ظهور بلادهم وكأنها قدمت تنازلات كبيرة لكمبوديا.

وأشارت إلى أن الاتفاق لم يعالج جذور النزاع الحدودي المستمر منذ أكثر من قرن، إذ تجاهل مسألة ترسيم الحدود بين البلدين، مركزاً بدلاً من ذلك على إجراءات خفض التصعيد مثل سحب الآليات الثقيلة من المناطق الحدودية وإزالة الألغام.

ولفتت المراسلة إلى أن كمبوديا بدأت بالفعل تنفيذ بعض هذه الإجراءات منذ يوليو/تموز، لكنها تساءلت عما إذا كان الاتفاق الذي تم بوساطة ترامب سيقود فعلياً إلى سلام دائم بين البلدين.

جاء توقيع الاتفاق على هامش القمة السابعة والأربعين لرابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، بحضور رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول ونظيره الكمبودي هون مانيت، إلى جانب الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.

وينص الاتفاق على إطلاق تايلاند سراح عدد من السجناء الكمبوديين، مقابل بدء كمبوديا سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة الحدودية، على أن تتولى دول إقليمية متابعة تنفيذ بنوده ميدانياً.

وبالتزامن، كتب ترامب على حسابه في منصة “تروث سوشيال”: “غادرتُ ماليزيا للتو، تلك الدولة الرائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى – حيوية وطاقة وروح استثنائية”. وأضاف: “خلال زيارتي، تم التوقيع على اتفاقيات تجارية بالغة الأهمية، إضافة إلى عقود توريد معادن نادرة تُعد من الركائز الأساسية لصناعات المستقبل”.

وتابع قائلاً: “من أبرز الإنجازات التي يُحتفى بها بشكل خاص: إبرام معاهدة سلام تاريخية بين تايلاند وكمبوديا أمس”، مضيفاً: “لا حرب بعد اليوم! لقد ساهم هذا الإنجاز في إنقاذ حياة ملايين البشر، وهو شرف عظيم لي أن أكون جزءاً منه”.

يُذكر أن تايلاند وكمبوديا تعيشان نزاعاً حدودياً ممتداً منذ سنوات على طول حدود يبلغ طولها 817 كيلومتراً وتحيطها الأسلاك الشائكة. وفي 28 مايو/أيار الماضي، شهدت المنطقة اشتباكاً محدوداً بعد خرق اتفاق ترسيم الحدود، قبل توصل القوات المسلحة في البلدين إلى تفاهم لحل الخلاف سلمياً.

غير أن التوتر تجدد في 24 يوليو/تموز الماضي عندما اندلعت مواجهات جديدة بين الجانبين أسفرت عن مقتل 32 شخصاً من الطرفين. وفي أعقاب التصعيد، التقى رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت ونظيره التايلاندي المكلف آنذاك فومتام ويتشاياشاي في كوالالمبور بوساطة ماليزية لبحث سبل خفض التوتر واستعادة الهدوء على الحدود.

المصدر: مواقع