الإثنين   
   27 10 2025   
   5 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 00:57

الأمين العام الشيخ نعيم قاسم: جاهزون للدفاع ولن نسمح للعدو أن يمر

أكد الأمين العام لحزب الله، حجة الاسلام والمسلمين سماحة الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة عبر قناة المنار، أن حزب الله يمثل مشروعاً استراتيجياً يرتكز على رؤية واضحة في معالجة قضايا المواطنين، والتفاعل مع التحديات التي تواجههم، سواء كانت اجتماعية، اقتصادية، تربوية أو متصلة بالعدوان واغتصاب الأرض. وشدد على أن الحزب يتخذ مواقف واضحة في مواجهة أي تحدٍ يمس الحقوق والقضايا الأساسية.

وأكّد الشيخ قاسم أن المقاومة بالنسبة لحزب الله ليست مجرد خيار عسكري أو مكسب تكتيكي مؤقت يمكن التخلي عنه؛ بل هي منهج حياة متكامل لا ينفصل عن جوهر الحركة، قائلاً: “نحن لا نتعب، ومسيرة الحزب قوية وصلبة، ولا يمكن أن نذهب إلى الاستسلام لمجرد الشعور بالإرهاق، بل نستمر في الدفاع والصمود”.

وأشار إلى أن جميع أبناء حزب الله يحملون روح الاستشهاد، من المقاتلين على الخطوط الأمامية وصولاً إلى العائلات التي قدمت الكثير من التضحيات. وقال: “صفة الاستشهادي تخص كل فرد من أفراد الحزب، وهي تعني اقتحام الصعاب وتقديم كل غالٍ من أجل تحقيق الهدف مهما كان الطريق صعباً.”

وأكد الشيخ قاسم أنه مطمئن في قيادة حزب الله ويتخذ القرارات ضمن إطار مؤسساتي جامع، حيث يتشارك القيادة مع الشورى والمجاهدين والشعب، مضيفاً: “لست وحيداً، فالحزب يضم شبكة قيادية جماعية متكاملة على كافة المستويات، وهذا سر صلابته ونجاحه.”

وأشار الشيخ قاسم إلى رفضه مغادرة لبنان أو الذهاب إلى إيران خلال الحرب الأخيرة، لأسباب أخلاقية وميدانية، إذ اعتبر أن قيادة المعركة تفرض عليه البقاء بين رفاقه في الميدان، وأن القيادة لا تستقيم إلا عندما يكون القائد حاضراً في ساحة المواجهة، جنباً إلى جنب مع المجاهدين والأهالي.

إدارة المقاومة جماعية… معركة “أولي البأس” أثبتت فاعلية القرار الداخلي ودور الدعم الإيراني في مجال الإسناد

وأكد الأمين العام لحزب الله، أن إدارة معركة “أولي البأس” جرت بقيادة جماعية تضم الأمين العام، وقيادات الحزب، ومجلس الشورى، وبمتابعة حثيثة من المجاهدين والمجاهدات وجميع العاملين في الميدان. ولفت إلى أن السيد علي الخامنئي، قائد الثورة الإسلامية في إيران، قدّم مختلف أشكال الدعم للمقاومة، وتابع تفاصيل المعركة وحاجاتها، دون أن يكون هناك أي تدخل مباشر في قيادة الحرب نفسها، موضحاً أن القرار والعمل كانا لبنانيين بالكامل.

وأوضح الشيخ قاسم أن الروايات التي تتحدث عن قيادة خارجية إيرانية للمعركة غير صحيحة، مشدداً على أنّ كل الانجازات التي تحققت في “أولي البأس” كانت ثمرة العمل الجماعي لحزب الله ونتاج التواصل المستمر بين القيادة السياسية والعسكرية للحزب.

وتطرق إلى عملية استهداف منزل رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن ذلك تمّ بناءً على عمل استخباري دقيق وقرار سياسي واضح، تماماً مثل استهداف تل أبيب بصواريخ المقاومة. وأشار إلى الانضباط العالي الذي أبدته القيادة العسكرية للمقاومة خلال إدارة العمليات، وإلى أن استمرار العمليات كان ممكناً لو استمرت المواجهة.

وعن الرد على اغتيال سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، شدد الشيخ قاسم على أن المقاومة قامت بما أمكن وما يقتضيه الواجب في ذلك الوقت، ضمن ما تملكه من قدرات وإمكانات.

وأوضح أن معركة “أولي البأس” تمثل انتقالاً نوعياً إلى مرحلة جديدة في أساليب العمل والمستوى القيادي وتفاعل الجمهور، مؤكداً أن فائض القوة الذي راكمته المقاومة منذ عام 2006 وحتى 2023 كان الركيزة الأساسية في تحقيق الردع أمام الاحتلال الإسرائيلي.

وكشف الشيخ قاسم أن التكتيك اليوم اختلف، وأن أدوات الصراع وأساليب العرض تطورت، مع حفاظ المقاومة على فائض القوة القادر على مواجهة التحديات، مشدداً على أن قرار الإسناد خلال المعركة كان موفقاً، ولو أعيدت الظروف لاتُّخذ نفس القرار مجدداً.

المجاهدون قدموا نموذجاً أسطورياً واستمرارية المقاومة أساسها الإيمان والإرادة

وأكد الشيخ نعيم قاسم، أنّ المجاهدين الذين تصدوا للعدوان وكانوا على الخطوط الأمامية هم أكثر من استشهاديين؛ فقد قاتلوا حتى آخر رمق وقدّموا مثالاً غير مسبوق في التضحية والثبات. وأشار إلى أن مئات المقاومين الأسطوريين تمكنوا من إيقاف تقدم أكثر من 75 ألف جندي إسرائيلي، مبيناً أن شهادة السيد حسن نصر الله منحت المجاهدين زخماً إضافياً عزز من صمودهم الأسطوري ورسّخ روح الفداء والإقدام في صفوفهم.

وأوضح الشيخ قاسم أن المجاهدين رسموا معركة “أولي البأس” التي ستظل نموذجاً متجدداً إلى يوم القيامة، حيث كان لوجودهم وصمودهم الدور الحاسم في منع الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إلى نهر الليطاني أو التوغل نحو بيروت وتحقيق أهدافه العسكرية في لبنان.

وأضاف أن قوة “الرضوان” تشكّل جزءاً لا يتجزأ من قوة المقاومة وقد واجهت ذات الخسائر والتضحيات، لكنها تواصل أداء دورها الحيوي ضمن منظومة الصمود والمقاومة الشاملة.

وفي معرض حديثه عن معاني التعافي، شدد الشيخ قاسم على أن الحشود المليونية التي ظهرت في تشييع القادة الشهداء والكشافة التي تربي الأجيال الجديدة هي صورة حية لإرادة الجمهور وصناعة مستقبل المقاومة في لبنان، مؤكداً أن حضور المقاومة مستمر ومتكامل، والأساس في بقائها هو الإيمان والإرادة، أما باقي العناصر التنظيمية فهي مكملات تعزز هذا الطريق.

وفي رسالة مباشرة وجّهها الشيخ قاسم إلى المجاهدين، قال: “أنتم الذين أعطيتمونا الزخم والدفع للأمام، وأنا جزء منكم وأتمنى أن أكون بينكم جندياً على خط المواجهة وفي قلب الميدان”.

الناس هم الأساس في معركة المقاومة… لا عزّة للمنطقة إلا بالمقاومة

كما شدد الشيخ نعيم قاسم، على أن الشعب هو الرقم واحد في معركة المقاومة، وقيمته تفوق قيمة القادة والمقاومين أنفسهم، مشيراً إلى أن أبناء المجتمع المقاوم لا يُقدّرون بثمن، فهم من يجعلون المسيرة أكثر قوة وصلابة. وقال موجهاً كلامه للناس: “بكم تصبح المسيرة أقوى، وأنتم جزء لا يتجزأ من المقاومة ومن انتصاراتها”.

وأكد الشيخ قاسم على أن حزب الله لا يُبادر إلى الحرب، بل يتخذ موقف الدفاع المشروع في مواجهة عدو يسعى إلى إبادة الشعب واحتلال الأرض، موضحاً أنه إذا لم يتم التصدي للكيان الإسرائيلي، فإنه سيواصل التوسع والسيطرة وقد يقضي على مستقبل الأجيال القادمة. وأضاف: “لسنا من يقود شعبنا نحو خيارات سيئة، بل نحو خيارات عظيمة تحفظ الكرامة وتؤسس لمستقبل أفضل”.

وأكد أيضاً أن لا عزّة في المنطقة إلا بالمقاومة، وأن خلل ميزان القوى الحالي هو مرحلة لا يمكن فصلها عن مراحل المواجهة والصمود السابقة، مشدداً على أن خيار المقاومة هو الخيار الحتمي للدفاع عن الأرض والإنسان وضمان الكرامة الوطنية للأجيال القادمة.

علاقتنا بالرئيس نبيه بري متينة والتنسيق على أعلى المستويات

كما أكد الأمين العام لحزب الله، أن العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تتميز بمتانة استثنائية، موضحاً أن التنسيق بين الطرفين كان دائماً في أعلى درجاته، خاصة خلال فترة العدوان، حيث جرى التشاور المستمر حول تطورات الميدان والمواقف المقاومة.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن الحزب يضع الرئيس بري بشكل دائم في صورة التطورات كافة المرتبطة بالعمل المقاوم، فيما يقوم الرئيس بري بمتابعة القضايا والتنسيق من جانبه بلا انقطاع، ما عزز التكامل والتفاهم في أصعب الظروف.

ولفت إلى أنه بعد مرور سنة على الاتفاق الأخير، لا يزال التنسيق بين الحزب والرئيس بري في أوج قوته، الأمر الذي وصفه بأنه “محل حسد من الآخرين”، مشدداً على توافق وجهات النظر، والتقاطعات في الحرص على الطائفة والوطن والمقاومة، مضيفاً: “قواعدنا واحدة ونحن نحمل نفس المبادئ العامة، وهذا يفرض علينا مواصلة العمل المشترك بروح واحدة من أجل حماية لبنان ومصالحه الوطنية”.

المقاومة قرار لا رجعة فيه… هدفنا الدفاع لا المبادرة بالحرب

وشدّد الأمين العام لحزب الله على أن المقاومة خيار لا يمكن التخلي عنه في مواجهة العدوان، مهما بلغ مستوى التعافي أو قوة الإمكانات. وقال: “نحن نقول أمام العالم كله إننا سنبقى مقاومة حتى لو لم يتبقَ لنا سوى الأظافر أو عصا، ولن نتوقف”. وأكد أن حزب الله جاهز للدفاع، لا للمبادرة بمعركة أو شنّ هجوم، مضيفاً: “لا قرار لدينا ببدء قتال، ولكن إذا فرضت علينا معركة فلن ندع الكيان الإسرائيلي يمر وسنقاتله حتى الرمق الأخير، وهذا قرار راسخ مهما كانت الظروف”.

وأوضح الشيخ قاسم أن الحزب في موقع الدفاع ولن يتخلى عن هذا الدور، وسيستمر في المقاومة مهما كان مستوى القدرات المتاحة، مشدداً: “من يمتلك الإرادة ويتوكل على الله لا تنقطع به السبل وسيجد دائماً طريق الاستمرارية”.

وأشار إلى أن من يعتدي ويقود لبنان للخيارات الصعبة هم إسرائيل وأمريكا، مضيفاً: “لسنا من افتعل الأزمة أو دفع نحو الخيارات الخطيرة، بل هم من يعتدون ويحرضون، وقد ارتضينا في حزب الله أن نلتزم بما هو أنبل وأشرف موقف حين وافقنا على الاتفاق مع الدولة اللبنانية والتزمنا به عشرة أشهر دون أي ضربة، رغبة في إراحة البلد ومنع الذرائع، لكن العدو بقي بدون أن يتوقف”.

وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة في لبنان هي مقاومة وطنية لجميع اللبنانيين، داعياً الجميع للخروج من منطق التقسيم. واكمل حديثه بالتأكيد على استمرار التحقيقات في القضايا المختلفة، وأن الحزب سيعلن تفاصيلها أمام الناس حين تنتهي، مشدداً على أن العمل سيستمر بغضّ النظر عن التحديات، متمنياً أن تتوسع الإمكانات وتنفتح السبل أمام المقاومة الوطنية.

الردع يمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها ونلتزم باتفاق الدولة اللبنانية

وأكد الشيخ نعيم قاسم، أن استمرار الأميركي والإسرائيلي في التصعيد، يهدف إلى الضغط السياسي لأخذ مكاسب لم تتحقق بالحرب. وأوضح أن القدرات الردعية المتوفرة اليوم قد لا تمنع اندلاع الحرب، لكنها تحول دون تحقيق إسرائيل لأهدافها المرجوة مهما بلغ حجم المواجهة: “إذا فكرت إسرائيل بشن حرب كبيرة أو ضخمة فلن تحقق شيئًا، وليعلموا ذلك مسبقًا”.

وأضاف الشيخ قاسم أن احتمال اندلاع الحرب موجود ولكنه غير مؤكد، ويتوقف على حسابات وموازين القوى في الميدان، ناصحًا قادة الاحتلال بضرورة الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، مؤكداً أن تطبيق الاتفاق يصب في صالح جميع الأطراف. وقال: “إن لم تطبقوا الاتفاق فلن تحصلوا على نتيجة، ونحن سنبقى على جهوزية لمقاومة أي عدوان محتمل”.

وشدد على أن البيئة الشعبية المقاومة تدرك أن الثبات والصمود هو السبيل نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مستشهداً بمعركة “أولي البأس” التي فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه خلالها، مؤكداً أن أي إنجاز جديد له مستحيل بعد هذا الاتفاق.

وفي سياق حديثه عن غزة، نوه الشيخ قاسم إلى أن إسرائيل لم تحقق أهدافها واضطرت بعد عامين إلى التراجع، مجددًا التأكيد أن الكيان الإسرائيلي غير قادر على تحقيق أهدافه في لبنان: “عليها أن تكتفي بما حصل وإلا فنحن جاهزون للدفاع”.

وأوضح الشيخ قاسم أن حزب الله سلَّم الأمانة للدولة اللبنانية بعد الاتفاق، وأصبحت الدولة اليوم مسؤولة عن الدفاع وبسط السيادة الوطنية ومنع العدوان. وأكد التزام الحزب بتطبيق الاتفاق، قائلاً: “لو قمنا بالردّ الآن سيُصوّر الأمر كخرق للاتفاق وسنعطي إسرائيل ذريعة”.

ودعا الدولة اللبنانية للقيام بواجباتها الوطنية، قائلاً: “مرّ عشرة أشهر من الاتفاق ولم تتحرك الدولة، يجب أن تضغط وتصرخ وتتحمل مسؤوليتها، فهذه تجربة علنية أمام الجميع”. وأكد أن التزام الحزب باتفاقاته يعكس جدوى الاتفاقية، مشدداً أن على الجميع استخلاص الدروس من هذا النموذج من الالتزام، ولم يستبعد الشيخ قاسم تغير الظروف وأن تبحث الدولة اللبنانية يوماً ما في صيغة تفاهم جديدة مع المقاومة حول آليات الرد على الكيان الإسرائيلي.

سلاح المقاومة حق مشروع في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة ليست مرتبطة بالجغرافيا بل بالإرادة والواجب الوطني

وأكد الأمين العام لحزب الله، أن وجود السلاح لدى الحزب ليس إلا لمقاومة الكيان الإسرائيلي الذي يحتل الأرض ويشكل خطراً استراتيجياً على وجود لبنان والمنطقة بالكامل. وشدد على أن الدفاع الذي تقوم به المقاومة يشمل فلسطين ولبنان وسوريا ومصر وكل الأمة، باعتبارها جبهة واحدة في مواجهة عدو يمتلك أطماعاً تجاوزت كل الحدود الجغرافية.

وأوضح الشيخ قاسم أن تواجد الحزب العسكري ليس رداً على جغرافيا معينة أو وجود مباشر للعدو، بل هو فعل مستمر أملته طبيعة الاحتلال والتهديدات المتواصلة، قائلاً: “وجود السلاح مشروع للدفاع عن الوطن والوجود، لأنه لا فصل بين وجودنا ووجود الوطن، ونحن نرفض أن نصبح هدفاً لمعادلات العدو أو شروطه”.

واعتبر أن مطالبة بعض القوى اللبنانية بحصر المقاومة في الجنوب أو ربطها بوجود العدو بعد الانسحاب إنما تتجاهل حقيقة أن العدو ما زال يحتل أراضي لبنانية وفلسطينية ويسيطر ويعتدي، بل يروج لمشروعات التوسع مثل “إسرائيل الكبرى”، مؤكداً أن هذا الخطر وجودي الآن ومستقبلاً ولا مبرر لإيجاد ذرائع لسلاح المقاومة: “إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع للاعتداء، والدليل ما فعلته في سوريا من تدمير ممنهج دون وجود مقاومين ولا مستودعات عسكرية”.

ولفت الشيخ قاسم إلى أن العدو يسعى لفرض نظام سياسي واجتماعي على لبنان وتدمير فئات من شعبه عبر العقوبات ومسح مناطق جغرافية بأكملها بغرض السيطرة الكاملة، مؤكداً أن هذا النوع من العدوان يفرض الرد عليه وعدم النقاش في ذرائعه بل التصدي الصريح لأي اعتداء.

وأوضح أنه مع عدم قدرة الجيش اللبناني على التصدي لكل عدوان، تظهر أهمية المقاومة الشعبية إلى جانب الجيش. وأكد ضرورة التنسيق بين الجيش والمقاومة لمواجهة الاعتداء، محذراً من محاولات نزع السلاح بحجة إنهاء الذرائع طالما العدوان قائم.

وشدد على استعداد الحزب للنقاش حول استراتيجية وطنية أمنية شاملة في حال توقّف العدوان، ووقف إطلاق النار، وانتفاء أسباب المواجهة، مؤكداً أن المقاومة حق مشروع مستقل عن الجغرافيا والمناطق، وأن ما دامت هناك اعتداءات وتهديدات فدور المقاومة باقٍ.

وأكد بالقول أن المقاومة ليست حدوداً جغرافية ولا تُقاس بموازين القوى مع العدو، بل هي قرار وسيادة وإرادة وطنية، وإذا ضعف القادر اليوم فقد يقوى غداً، فالمواجهة مستمرة بين المعتدي وصاحب الحق: “المقاومة فكرة ومشروع وإرادة، ولو بقي رجل واحد سيبقى يقاوم حتى النهاية.”

القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية شأن داخلي لبناني… إسرائيل ليس لها دور في تحديد مصير السلاح

أكد الأمين العام لحزب الله، على ضرورة التمييز بين القرار الدولي 1701 وبين اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أبرم بتاريخ 27 نوفمبر، موضحاً أن الاتفاق ينص حصراً على وقف الأعمال العسكرية جنوب نهر الليطاني، ويُذكر ذلك خمس مرات في نصه. وأكد أن تنفيذ هذا الاتفاق هو المقدمة للانتقال لاحقاً إلى تطبيق القرار 1701 واستكمال باقي البنود المرتبطة به.

وشدد الشيخ قاسم على أن العلاقة بين إسرائيل والدولة اللبنانية محكومة فقط بحدود الاتفاق الموقع، وأن أي إجراءات تتعلق بسيادة لبنان أو بالتنسيق مع المقاومة أو بإدارة ملف السلاح والمقاومة هي تفاصيل لبنانية خالصة، تعالج داخلياً بين الأطراف اللبنانية بعيداً عن التدخل الإسرائيلي: “عندما يُنفذ الاتفاق، يعود القرار للدولة اللبنانية لتقرير الخطوات المقبلة، سواء بنشر السيادة أو التنسيق مع المقاومة أو معالجة ملف السلاح؛ هذه أمور داخلية تناقش في إطار الدولة وحدها”.

وأشار إلى أن إسرائيل تتعمّد التدخل في شؤون لبنان الداخلية رغم أنها عجزت سابقاً عبر معركة “أولي البأس” عن تحقيق أي مكاسب، وقال: “إذا أرادوا تكرار التجربة فقرارنا واضح… نحن ندافع ونقاوم حتى آخر نفس، وثقتنا بالله راسخة في دوام الانتصار واستمرارية المسيرة”.

الإعمار مسؤولية الدولة أولاً وأخيراً

وأكد الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب يقوم بجهود كبيرة في ملف إعادة الإعمار ضمن حدود استطاعته، مشدداً على أن عملية الإعمار مسؤولية الدولة اللبنانية بالدرجة الأولى والأخيرة، إذ أن الاعتداء يقع من إسرائيل، والمتضرر هو الشعب اللبناني، والدولة هي المسؤولة عن حماية ومساندة مواطنيها.

وأوضح الشيخ قاسم أنه لا استقرار للدولة بدون إعمار حقيقي، داعياً الحكومة اللبنانية إلى إطلاق الورشة بما هو متاح لديها، مؤكداً أن الإعمار يمثل رافعة اقتصادية واجتماعية ضرورية لبقاء لبنان وصمود مجتمعه.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن الهدف الأساسي للعدو الإسرائيلي هو ضرب البيئة الحاضنة للمقاومة عبر منع النازحين من العودة إلى منازلهم وإبقائهم في حالة تشرد، من أجل التأثير سلباً على مستقبل المقاومة، محذراً من أن رهان العدو في هذا المسار لن ينجح: “على الحكومة أن تتحرك أكثر لمواجهة هذا المخطط، فهذا المسار العدائي لن يؤدي إلى نتائج”.

وتطرق الشيخ قاسم إلى “الميكانيزم”، متسائلاً عن دورها الفعلي: “هل المدير الأميركي لمثل هذه الآليات موظف لمساعدة إسرائيل على التدمير أم لوقف الخروقات؟”، منتقداً عدم قيامها بأي دور فعلي في وقف الخروقات الإسرائيلية، ومؤكداً أن استمرارها بهذه الصورة يخدم إسرائيل ويروج لروايتها ويغطي على انتهاكاتها، وقال “قد يأتي اليوم الذي نقول فيه إن هذه الآلية أصبحت عبئاً ويجب إعادة النظر بوجودها لأنها لم تقدم أي فائدة فعلية على أرض الواقع”.

نؤيد إجراء الانتخابات في موعدها والقوانين اللبنانية تعطي الحقوق للجميع

وأكد الشيخ نعيم قاسم، موقف حزب الله الداعم لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفقاً للقانون النافذ، مشدداً على أن تأجيل الانتخابات لا يصب إلا في مصلحة من يسعى لتحقيق أهداف ضيّقة بعيداً عن المصلحة الوطنية. وقال: “نؤيد الانتخابات من أجل الحفاظ على انتظام العمل العام وإثبات التمثيل الواسع للحزب في المجلس النيابي، ولعلها فرصة لتبديل بعض المعادلات وتحسين الوضع الداخلي”.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن التشريعات اللبنانية تكفل الحقوق المدنية لكل مواطن، ولا يجوز لأي مسؤول أن يطبق القرارات الأميركية أو الخارجية بحق اللبنانيين. وأضاف: “القوانين الوطنية وحدها المرجعية في التعامل مع المواطنين، ويجب الحفاظ على استقلالية القرار اللبناني”.

كما أكد الشيخ قاسم على استمرارية حزب الله وقوته، مشيراً إلى أن وجود أبنائه من النساء العظيمات والرجال والكبار والصغار هو الضمان الحقيقي لبقاء المقاومة وعدم زوالها، مهما تنوعت التحديات والرهانات الداخلية والخارجية.

المصدر: موقع المنار