كشف تقرير إسرائيلي، اليوم، عن وجود تفاهمات غير رسمية بين الجيش الإسرائيلي ومستوطني “شبان التلال” في الضفة الغربية، تتيح لهم مواصلة نشاطاتهم ضد الفلسطينيين مقابل تجنب المواجهة مع قوات الجيش، في ما وصف بأنه “اتفاقات تحت الطاولة” بين الطرفين.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “معاريف” لمراسلها العسكري آفي أشكنازي، تُعرف هذه المجموعات المتطرفة تاريخيًا باسم “شبان التلال”، وهي تنتمي إلى اليمين الديني الاستيطاني وتقود اعتداءات منظمة ضد الفلسطينيين في القرى والمزارع القريبة من المستوطنات.
ورغم وصف الجيش الإسرائيلي لهذه الجماعات بأنها “فوضوية” وتشكل خطرًا على النظام في الضفة الغربية، إلا أن شهادات لمجندين من جنود الاحتياط كشفت عن تفاهمات ميدانية تتيح للمستوطنين البقاء في “البؤر الاستيطانية غير القانونية” (التي لا تحظى بموافقة الحكومة)، وتوفر لهم احتياجاتهم من الماء والكهرباء مقابل التزامهم بعدم مهاجمة قوات الجيش والتركيز على استهداف الفلسطينيين فقط.
ونقلت “معاريف” عن مصادر في القيادة المركزية للجيش أن القيادة تعترف بتصاعد العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين خلال موسم الزيتون، حيث تتعرض العائلات الفلسطينية لهجمات متكررة أثناء جني المحصول، تشمل اعتداءات جسدية، وحرق المركبات، واقتلاع الأشجار.
ووفق معطيات المؤسسة الأمنية، شهدت عطلة نهاية الأسبوع وحدها أكثر من 10 حوادث عنف خطيرة في مناطق مختلفة من الضفة المحتلة، شملت الاعتداء على المزارعين الفلسطينيين، وإتلاف ممتلكاتهم، وإحراق سياراتهم.
وأوضحت الصحيفة أن شرطة منطقة الضفة الغربية اعتقلت ستة مستوطنين يشتبه في ضلوعهم بهذه الاعتداءات، وأن الجيش يخطط لإصدار عدد من أوامر التقييد بحق آخرين بهدف الحد من الظاهرة، وسط اعترافات ضمنية من داخل المؤسسة العسكرية بأن الجيش فقد السيطرة جزئيًا على هؤلاء المستوطنين المدعومين من المستوى السياسي.
ونقل التقرير عن جنود احتياط ومصدر أمني رفيع أن الجيش الإسرائيلي، عبر السنوات، أبرم تفاهمات غير مكتوبة مع المستوطنين المتطرفين، تقضي بتوفير حماية ضمنية لهم وتقديم تسهيلات لوجستية في البؤر الاستيطانية غير القانونية، مقابل الامتناع عن الاحتكاك بقوات الجيش.
وأكدت مصادر أمنية أن هذه الترتيبات غير الرسمية تعكس استسلام الجيش الإسرائيلي أمام نفوذ المستوطنين الذين يحظون بدعم سياسي من شخصيات بارزة في الحكومة الحالية، خصوصًا من وزراء ينتمون للتيار الديني.
ووفق تقديرات الجيش، يبلغ عدد النواة الصلبة لما يعرف بـ”الشباب الأناركيين” (مرتكبو أفعال فوضوية وعدوانية) بين 50 و60 شابًا فقط، إلا أن تأثيرهم يمتد إلى مئات آخرين في أوساط البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية.
ويرى ضباط احتياط أن التساهل مع “شبان التلال” يمثل تهديدًا إستراتيجيًا ليس للفلسطينيين فقط، بل أيضًا لانضباط الجيش نفسه، إذ ينظر بعض الجنود إلى المستوطنين كـ”حلفاء أيديولوجيين”، مما يؤثر على الالتزام بالقوانين والتعليمات العسكرية.
المصدر: مواقع
