أثار وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، موجة انتقادات واسعة بعد أن أدلى بتصريحات عنصرية ضد السعودية، خلال حديثه عن ربط التطبيع مع الدول العربية بإقامة دولة فلسطينية، في حين حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن “إسرائيل ستفقد دعم الولايات المتحدة” إذا مضت في خطة ضمّ الضفة الغربية المحتلة، بينما وصف نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، تصويت الكنيست على قانون “السيادة” بأنه “إهانة شخصية”.
وقال سموتريتش في كلمته: “السيادة هي نقطة الاختبار. إذا قالت لنا السعودية: تطبيع مقابل دولة فلسطينية، فالإجابة لا شكرًا. استمرّوا في ركوب الجِمال في الصحراء في السعودية”، في تصريح أثار استنكارًا واسعًا ووُصف بأنه يحمل إساءة عنصرية.
وأكد الوزير اليميني المتطرف أن موقفه الرافض لأي ربط بين التطبيع وإقامة دولة فلسطينية “يعبّر عن التزام مبدئي بالسيادة الإسرائيلية على الأرض”، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وزير مالية الاحتلال في تصريح مثير خلال مؤتمر للتكنولوجيا:
— قناة المنار (@TVManar1) October 23, 2025
أيها السعوديون إستمروا في ركوب الجمال في الصحراء إذا أردتم دولة فلسطينية مقابل التطبيع pic.twitter.com/CTGt4VfWLR
سموتريتش يعتذر للسعودية بعد تصريحاته “المؤسفة”
وفي وقت لاحق، قدّم وزير المال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الخميس اعتذاره عن تصريحات “مؤسفة” أطلقها في وقت سابق ووجه فيها انتقادات إلى المملكة العربية السعودية.
وقال سموتريتش في منشور على منصة “إكس”: “تصريحي حول السعودية كان مؤسفًا، وأعبّر عن أسفي للإهانة التي تسبب بها”.
وأثارت تصريحات سموتريتش انتقادات واسعة داخل الكيان. وكتب زعيم المعارضة، يائير لابيد، على منصة “إكس”: “إلى أصدقائنا في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط، سموتريتش لا يمثل دولة إسرائيل”، مطالبًا إياه بالاعتذار.
بدوره، وصف وزير الحرب السابق، بيني غانتس، تصريحات سموتريتش بأنها “تشير إلى الجهل وعدم استيعاب مسؤوليته كوزير رفيع في الحكومة والهيئة الوزارية”.
وشدد سموتريتش على موقفه المعارض لإقامة دولة فلسطينية، مؤكدًا أن “الكيان المسمى دولة إسرائيل هو دولة إسرائيل ضمن كل حدودها، التي لن تسمح أبدًا بنشوء دولة فلسطينية”.
الكنيست يصوت على مشروع قانون بضم الضفة الغربية
وجاءت تصريحاته عقب تصويت الكنيست الإسرائيلي، الأربعاء، بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يشرعن ضمّ الضفة الغربية المحتلة و”فرض السيادة الإسرائيلية” على المستوطنات، رغم معارضة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وضغوط الإدارة الأميركية، التي حذّرت من تداعيات هذه الخطوة على العلاقات مع السعودية ومسار التطبيع الإقليمي.
ودعم أعضاء حزب “الصهيونية الدينية”، بزعامة سموتريتش، القانون رغم موقف الائتلاف الحكومي المعارض، وهو ما يتناقض مع مطالب السعودية التي تشترط، بحسب تقارير، قيام دولة فلسطينية أو تحديد مسار واضح نحو إقامتها مقابل التطبيع.
وقال سموتريتش إن أحزاب اليمين “تعاني من صدمة تاريخية، إذ في كل مرة تعانقنا دول العالم، ينتهي الأمر بحافلات تنفجر”، على حد تعبيره، داعيًا إلى “الحذر في الردّ دون الرفض الصريح”.
وفي المقابل، علّق نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الذي يزور تل أبيب، على تصويت الكنيست قائلاً إن الخطوة “غريبة” و”قضية سياسية غبية”، مضيفًا أنه أُبلغ مسبقًا بأن التصويت “رمزي فقط”، لكنه “شعر بإهانة شخصية من هذا التصويت”، مؤكّدًا أن الإدارة الأميركية “غير راضية إطلاقًا عن هذا المسار”.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقال في مقابلة مع مجلة تايم الأميركية إن دولة الاحتلال “لن تُقدِم على فرض السيادة في الضفة الغربية”، مشددًا على أن ذلك “لن يحدث لأنني أعطيت كلمتي للدول العربية”، محذرًا من أن “أي خطوة من هذا النوع ستجعل إسرائيل تفقد كل الدعم من الولايات المتحدة”.
من جهته، أوضح رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست، أوفير كاتس، أن نتنياهو “أصدر تعليمات واضحة بعدم تصويت الائتلاف على مقترحات القوانين المتعلقة بالسيادة”، لافتًا إلى أن “بعض أعضاء الكنيست خالفوا التعليمات، ما أدى إلى تمرير المقترحات”، مشيرًا إلى أن نتنياهو وجّه بعد ذلك “تعليمات صارمة بعدم الدفع بهذه المقترحات حتى إشعار آخر”.
وفي سياق متصل، أفادت شبكة سي بي إس الأميركية بأن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، سيزور البيت الأبيض في 18 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، في أول زيارة له إلى واشنطن منذ عودة ترامب إلى الحكم، بهدف بحث اتفاقية دفاع مشترك بين الرياض وواشنطن، إلى جانب مراجعة الاتفاقات الأمنية والاستخبارية الموقّعة خلال زيارة ترامب للشرق الأوسط في أيار/مايو الماضي.
كما يُتوقع أن يتناول اللقاء ملف انضمام السعودية إلى “اتفاقيات أبراهام”، بعد أن صرّح ترامب لشبكة فوكس الأسبوع الماضي بأنه “يتوقع توسيع الاتفاقيات قريبًا، ويأمل أن تنضم السعودية ودول أخرى إليها”.
وأكد سموتريتش في ختام كلمته أن “إسرائيل” تقف عند “مفترق طرق تاريخي يمكن أن يقود إلى مستقبل جيد جدًا”، مشددًا على ضرورة “فصل العلاقة بين تطبيع العلاقات مع الدول العربية وبين الكذبة المسماة بالقضية أو الشعب أو الدولة الفلسطينية”، على حد وصفه، مضيفًا: “سنتأكد من أنه لا توجد، ولن تقوم أبدًا، دولة فلسطينية”.
وفي سياق متصل، شنّ الوزير اليميني هجومًا حادًا على رئيس الدولة، يتسحاق هرتسوغ، بعد أن دان تصريحات رئيس الكنيست أمير أوحانا ضد رئيس المحكمة العليا يسحاق عميت، معتبرًا أن “الرئيس يحاول نزع الشرعية عن معسكر اليمين”.
كما هاجم سموتريتش رئيس المحكمة العليا والمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، متهمًا الأخيرة بـ”ممارسة العنف القانوني” و”تعطيل عمل الحكومة” عبر مماطلتها في تعيين رئيس جهاز “الشاباك” الجديد، على حد قوله، معتبرًا أن “المنظومة القانونية في إسرائيل باتت تمارس سلطة غير شرعية منذ ثلاثة عقود”.
المصدر: عرب 48