الأربعاء   
   22 10 2025   
   29 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 14:18

توترات في ريف إدلب.. قوات الأمن تحاصر مخيم المهاجرين الفرنسيين

شهدت منطقة حارم في ريف إدلب الشمالي، ليل الثلاثاء – الأربعاء، توترات أمنيّة حادة واشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الداخلي ومجموعة عسكرية من المهاجرين الفرنسيين تُعرف باسم “فرقة الغرباء”، يقودها الفرنسي من أصل سنغالي عمر أومسين.

وبحسب مصادر محلية سورية، فإنّ الاشتباكات اندلعت بعد أن قرّرت قوات الأمن تنفيذ عملية أمنيّة داخل مخيم يقطنه المهاجرون الفرنسيون، على خلفية معلومات عن أنشطة غير قانونية تُنسب إلى “فرقة الغرباء”.

وأفادت المصادر بأنّ طائرات استطلاع من طراز “شاهين” حلّقت فوق المنطقة لمراقبة التحركات ورصد مواقع مسلّحي “الغرباء”، ما زاد من حدّة التوتر الأمني.

ونقل مصدر أمني أنّ العملية لا تستهدف المقاتلين الأجانب عموماً، بل تهدف إلى استعادة طفلة يُتهم “أومسين” بخطفها، مشيراً إلى أنّ عناصر من فرقته يحتجزونها داخل المخيم. وأضاف أنّ والدة الفتاة الفرنسية ناشدت الأجهزة الأمنية التدخّل، مؤكداً أنّ العملية تستهدف العناصر التي تدير المخيم خارج إطار سلطة الدولة.

وبحسب المصادر المحلية، واجهت القوات الأمنية مقاومة عنيفة من عناصر “فرقة الغرباء” استخدمت خلالها أسلحة خفيفة وثقيلة، بعد أن صدرت أوامر مباشرة من “أومسين” بالتصدي لأي محاولة اقتحام.

وأوضحت المصادر أنّ الهدف من العملية هو تفكيك “فرقة الغرباء” واعتقال عمر أومسين. وأصدرت “فرقة الغرباء” بياناً رسمياً اتهمت فيه الدولة السورية بـ”العمالة” لجهات خارجية، مهدّدةً بتصعيد عسكري، ما دفع قوات الأمن إلى محاصرة المخيم تحسّباً لأي هجوم مضاد، وفقاً للمصادر.

وفي المقابل، نفت إدارة الأمن الداخلي في تصريحات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وجود “حملة عامة ضد المهاجرين”، مؤكدةً أنّ أكثر من 150 عائلة من المهاجرين الفرنسيين تعيش في إدلب بأمان ودون مضايقات.

وشدّدت مصادر محلية على أنّ الإجراءات الأمنية تقتصر على محيط المخيم الذي تتحصن فيه مجموعة أومسين، المطلوب للقضاء بتهم جنائية وتجاوزات أمنية، نافيةً صحة الأنباء التي تحدّثت عن نية ترحيل المهاجرين أو تسليمهم إلى الحكومة الفرنسية.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن جبريل أومسين، نجل عمر أومسين، قوله إنّ “الاشتباكات بدأت بعد منتصف الليل وما تزال مستمرة”، موضحاً أنّها مرتبطة بـ”محاولة فرنسا تسلّم فرنسيين اثنين من المجموعة”.

وظهر جبريل في مقطع مصوّر متداول على مواقع التواصل، عرّف فيه عن نفسه بأنه لاعب في نادي أميّة السوري لكرة القدم في إدلب، وأشار إلى تطويق “مخيم الفرنسيين” من قِبل قوات الأمن الداخلي.

في المقابل، تداولت صفحات مقربة من المهاجرين بياناً منسوباً إلى مجموعة من المقاتلين والمؤسسات الجهادية في الشمال السوري، عبّر عن رفضه “أي محاولة لاعتقال الإخوة الفرنسيين من فرقة الغرباء”، محذّراً من أنّ “أي تضييق على المهاجرين قد يثير غضباً شعبياً وجهادياً”، وداعياً إلى “وقف الاعتقالات واحترام حقوقهم الإنسانية والدينية”.

وصدر البيان بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر 2025، في ظلّ استمرار التوتر الأمني في المنطقة.

من هو عمر أومسين؟

عمر أومسين (45 عاماً)، فرنسي من أصول سنغالية، بدأ نشاطه كواعظ عبر الإنترنت عام 2012، قبل أن ينتقل إلى سوريا في أواخر العام نفسه، حيث استقر في جبال اللاذقية وترأس كتيبة “مسلحة” ضمّت في معظمها شباناً فرنسيين وأفارقة، وكان يُعدّ “الزعيم الروحي” لهم.

انضمّ “أومسين” إلى هيئة تحرير الشام قبل أن يعلن استقلال فرقته تحت اسم “فرقة الغرباء”، التي شاركت في معارك ضد قوات النظام السابق شمالي اللاذقية، ثم تردّدت أنباء عن انضمامه إلى تنظيم “حرّاس الدين” قبل أن تفكّكه “الهيئة” لاحقاً.

في أيلول/سبتمبر 2016، صنّفته وزارة الخارجية الأميركية كـ”إرهابي عالمي”، واتهمته السلطات الفرنسية بتجنيد نحو 80% من المسلحين الناطقين بالفرنسية الذين التحقوا بسوريا والعراق.

وفي أيلول/سبتمبر 2020، اعتقلته “هيئة تحرير الشام” بسبب دعاوى قانونية وتجاوزات أمنية ارتكبها في الشمال السوري، وقضى نحو 17 شهراً في سجون الهيئة قبل أن يُفرج عنه لاحقاً.

المصدر: مواقع