السبت   
   18 10 2025   
   25 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 15:25

باكستان وأفغانستان تعقدان محادثات في الدوحة بعد انهيار الهدنة الحدودية وسقوط قتلى

بدأ مسؤولون باكستانيون وأفغان، السبت، محادثات في العاصمة القطرية الدوحة، بعد يوم واحد من شنّ إسلام آباد ضربات جوية داخل الأراضي الأفغانية أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل، ما أدى إلى انهيار هدنة استمرت 48 ساعة أعادت مؤقتاً الهدوء إلى الحدود بين البلدين.

وذكرت قناة التلفزيون الرسمية الباكستانية أن “وزير الدفاع خواجة آصف ورئيس المخابرات الجنرال عاصم مالك توجها إلى الدوحة لإجراء محادثات مع سلطات طالبان الأفغانية”. وأكدت حكومة طالبان بدورها انعقاد اللقاء، حيث قال المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد عبر منصة “إكس” إن “وفداً رفيع المستوى من الإمارة الإسلامية بقيادة وزير الدفاع محمد يعقوب توجّه إلى الدوحة اليوم (السبت)”.

وكانت الهدنة التي استمرت يومين قد أنهت أسبوعين من الاشتباكات الحدودية التي أودت بحياة عشرات الجنود والمدنيين من الجانبين. غير أن كابول اتهمت باكستان بخرق الاتفاق، مؤكدة أن الضربات الجوية التي شنّتها إسلام آباد الجمعة أوقعت قتلى وجرحى.

وقال مسؤول في طالبان لوكالة “فرانس برس” طالباً عدم الكشف عن هويته إن “باكستان خرقت وقف إطلاق النار وقصفت ثلاثة مواقع في ولاية بكتيكا”، مضيفاً أن “أفغانستان سترد على ذلك”.

وبحسب مسؤول في مستشفى الولاية، قُتل عشرة مدنيين وجُرح 12 آخرون جراء الغارات، بينهم طفلان، فيما أعلن مجلس الكريكيت الأفغاني مقتل ثلاثة لاعبين كانوا يشاركون في بطولة محلية، مؤكداً انسحاب أفغانستان من سلسلة “تري-نايشن تي 20 آي” المقبلة التي تضم باكستان والمقررة الشهر المقبل.

من جهتها، قالت مصادر أمنية باكستانية إن الجيش نفّذ “ضربات جوية دقيقة” ضد أهداف تابعة لمجموعة حافظ غول بهادور، وهي فصيل محلي مرتبط بحركة طالبان الباكستانية، متهمةً إياها بالضلوع في هجوم انتحاري استهدف معسكراً للجيش في وزيرستان الشمالية وأسفر عن مقتل سبعة جنود.

وتُعد القضايا الأمنية محور التوترات المستمرة بين البلدين، إذ تتهم إسلام آباد كابول بإيواء جماعات مسلحة مرتبطة بحركة طالبان الباكستانية، بينما تنفي طالبان الأفغانية ذلك.

وتصاعدت حدة العنف على جانبي الحدود منذ الأسبوع الماضي، عقب تفجيرات شهدتها العاصمة كابول تزامناً مع زيارة نادرة لوزير خارجية طالبان إلى الهند، خصم باكستان التقليدي، ما دفع طالبان إلى شنّ هجمات على مناطق حدودية جنوبية، وردّت إسلام آباد بضربات جوية.

ومع انهيار الهدنة، تبادلت العاصمتان الاتهامات، إذ اتهم وزير الدفاع الباكستاني كابول بـ”العمل بالوكالة لصالح الهند والتآمر ضد باكستان”، مضيفاً في منشور على “إكس”: “من الآن فصاعداً، لن تُوجَّه المساعي على أنها دعوات للسلام، ولن تُرسل وفود إلى كابول… وأينما كان مصدر الإرهاب، سيدفع ثمناً باهظاً”.

في المقابل، أكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن القوات الأفغانية تلقت أوامر بعدم إطلاق النار إلا في حال تعرّضها لهجوم أولاً، قائلاً في مقابلة مع قناة “أريانا” الأفغانية: “إذا فعلوا ذلك، فلكم كل الحق في الدفاع عن بلدكم”.

المصدر: ا.ف.ب.