حِفظاً لإنتاجهِ الأدبي والفكري المقاوم، وتكريماً لعطاءاته التربوية والثقافية بعد شهادته، نظّمت جمعية مراكز الإمام الخميني (قده) الثقافية في لبنان والتعبئة التربوية في منطقة جبل عامل الأولى، حفل توقيع كتاب “حبر ودم” للشهيد الأستاذ محمد كمال جميل، مدير ثانوية الرضا في عيتا الشعب، والذي ارتقى شهيداً في معركة الدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته في الحرب الأخيرة، بحفل أقيم في قاعة الاستشهادي أحمد قصير في صور، برعاية وحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة وعضو كتلة التربية النيابية النائب د. إيهاب حماده، إلى جانب حشدٍ من الفعاليات الثقافية والتربوية والاجتماعية، وذوي الشهيد وعوائل شهداء وحشد من المدعوين.
إستُهلَّ الحفل بآياتٍ من القرآن الكريم، تلتها كلمة راعي الحفل النائب إيهاب حمادة، الذي ألقى كلمةً مؤثرة حملت معاني العزّة الفكرية والوفاء للشهداء، قال فيها اننا نلتقي اليوم في أمسية ليست كالأمسيات التقليدية التي تزهر فيها الكلمة، وتشرق فيها الحكمة، ونحتفي فيها بعمل فكريٍّ نخبوِيٍّ.
وأضاف حماده: عندما نتحدث عن الفكر أيضًا نحن نضيف إليه اللغة والأسلوب وكيفية السبق وكيفية بناء الجملة، لذلك نحن نُضفي على الشهيد محمد المفكر الحكيم المنتقي الحازق في الرؤية، أيضًا الأديب من خلال نموذجه الكتابي الذي ظهر لنا في الذي سماه غيره “حبر ودم”، وهو الذي سلك مسلكَ الحبر والدم في آنٍ فاعتنقت البندقية القلم، واعتنق القلم البندقية ليكون نموذجًا نطمح إليه في كل لحظة.
وتابع حماده: لعل ما أنجزناه على مستوى المنجزاتِ الكبرى، رغم كل المشهد السوداوي الذي نراه الآن، كان لأن العقل، لأن الكلمة، لأن العلم، كانت إلى جانب القوة والسلاح والقدرة، وبالتالي التوأم المؤلَّف من قرآنٍ وما فيه، ومن بندقيةٍ وما فيها، هي الأسطورة التي سُمّيت باسم شهداء حزب الله، أسطورة المقاومة في لبنان.
وتطرق النائب حمادة للشأن السياسي العام، فأشار إلى أنّ العدو الإسرائيلي يمارس اعتداءاته على القرى، ويُكمل منهجه في الاستهداف وفي الاستعداء الإنسان، ونحن هنا في هذه المنطقة التي لها تاريخها الذي نشمخ به، سواء التاريخ القديم أو التاريخ المتوسط أو التاريخ الحديث، ونحن هنا في جبل عامل الذي أضاء بعلمائه ومفكريه وبأبنائه كل عتمة، هذا اليوم في اللحظة التي يستهدف فيها الإسرائيلي أرضنا وإنساننا وحياتنا، نحن نحترف هذه الحياة من خلال إحياء أنفسنا يوم نُحيي ذكرى الشهداء، ونقول للقاصي والداني، للعدو وللصديق: انظروا إلى شهدائنا الذين احترفوا القتال والمواجهة، وأنجزوا ما أنجزوا، واحترفوا العلم والتعليم والتربية، ما أنجزوا في الوقت الذي يُستهدف فيه أبناؤنا ومنازلنا، نحن نحتفي بكتابٍ لشهيدٍ نرجو الله تبارك وتعالى أن يحتسب له أجره معه، وهو في المقام الذي ارتضاه له ربه عند مليكٍ مقتدر.
واختُتم الحفل بتوقيع رمزي لكتاب “حبر ودم”، الذي يُجسّد فكر الشهيد ومزاوجته بين العلم والمقاومة، بين القلم والبندقية، في مسيرةٍ جسّد فيها المعنى الحقيقي للعطاء حتى الشهادة.
المصدر: العلاقات الإعلامية في حزب الله