الجمعة   
   17 10 2025   
   24 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 18:05

النائب حماده: نحترف الحياة من خلال إحياء أنفسنا ‏يوم نُحيي ذكرى الشهداء‎

حِفظاً لإنتاجهِ الأدبي والفكري المقاوم، وتكريماً لعطاءاته التربوية والثقافية بعد شهادته، نظّمت جمعية مراكز الإمام ‏الخميني (قده) الثقافية في لبنان والتعبئة التربوية في منطقة جبل عامل الأولى، حفل توقيع كتاب “حبر ودم” ‏للشهيد الأستاذ محمد كمال جميل، مدير ثانوية الرضا في عيتا الشعب، والذي ارتقى شهيداً في معركة الدفاع عن ‏لبنان وشعبه وسيادته في الحرب الأخيرة، بحفل أقيم في قاعة الاستشهادي أحمد قصير في صور، برعاية وحضور ‏عضو كتلة الوفاء للمقاومة وعضو كتلة التربية النيابية النائب د. إيهاب حماده، إلى جانب حشدٍ من الفعاليات ‏الثقافية والتربوية والاجتماعية، وذوي الشهيد وعوائل شهداء وحشد من المدعوين‎.‎

إستُهلَّ الحفل بآياتٍ من القرآن الكريم، تلتها كلمة راعي الحفل النائب إيهاب حمادة، الذي ألقى كلمةً مؤثرة حملت ‏معاني العزّة الفكرية والوفاء للشهداء، قال فيها اننا نلتقي اليوم في أمسية ليست كالأمسيات التقليدية التي تزهر ‏فيها الكلمة، وتشرق فيها الحكمة، ونحتفي فيها بعمل فكريٍّ نخبوِيٍّ‎.‎

وأضاف حماده: عندما نتحدث عن الفكر أيضًا نحن نضيف إليه اللغة والأسلوب وكيفية السبق وكيفية بناء الجملة، ‏لذلك نحن نُضفي على الشهيد محمد المفكر الحكيم المنتقي الحازق في الرؤية، أيضًا الأديب من خلال نموذجه الكتابي ‏الذي ظهر لنا في الذي سماه غيره “حبر ودم”، وهو الذي سلك مسلكَ الحبر والدم في آنٍ فاعتنقت البندقية القلم، ‏واعتنق القلم البندقية ليكون نموذجًا نطمح إليه في كل لحظة‎.‎

وتابع حماده: لعل ما أنجزناه على مستوى المنجزاتِ الكبرى، رغم كل المشهد السوداوي الذي نراه الآن، كان لأن ‏العقل، لأن الكلمة، لأن العلم، كانت إلى جانب القوة والسلاح والقدرة، وبالتالي التوأم المؤلَّف من قرآنٍ وما فيه، ‏ومن بندقيةٍ وما فيها، هي الأسطورة التي سُمّيت باسم شهداء حزب الله، أسطورة المقاومة في لبنان‎.‎

وتطرق النائب حمادة للشأن السياسي العام، فأشار إلى أنّ العدو الإسرائيلي يمارس اعتداءاته على القرى، ويُكمل ‏منهجه في الاستهداف وفي الاستعداء الإنسان، ونحن هنا في هذه المنطقة التي لها تاريخها الذي نشمخ به، سواء ‏التاريخ القديم أو التاريخ المتوسط أو التاريخ الحديث، ونحن هنا في جبل عامل الذي أضاء بعلمائه ومفكريه ‏وبأبنائه كل عتمة، هذا اليوم في اللحظة التي يستهدف فيها الإسرائيلي أرضنا وإنساننا وحياتنا، نحن نحترف هذه ‏الحياة من خلال إحياء أنفسنا يوم نُحيي ذكرى الشهداء، ونقول للقاصي والداني، للعدو وللصديق: انظروا إلى ‏شهدائنا الذين احترفوا القتال والمواجهة، وأنجزوا ما أنجزوا، واحترفوا العلم والتعليم والتربية، ما أنجزوا في ‏الوقت الذي يُستهدف فيه أبناؤنا ومنازلنا، نحن نحتفي بكتابٍ لشهيدٍ نرجو الله تبارك وتعالى أن يحتسب له أجره ‏معه، وهو في المقام الذي ارتضاه له ربه عند مليكٍ مقتدر‎.‎
واختُتم الحفل بتوقيع رمزي لكتاب “حبر ودم”، الذي يُجسّد فكر الشهيد ومزاوجته بين العلم والمقاومة، بين القلم ‏والبندقية، في مسيرةٍ جسّد فيها المعنى الحقيقي للعطاء حتى الشهادة.‏

المصدر: العلاقات الإعلامية في حزب الله